قال أمس علي زرمديني، الخبير في الشأن الأمني في تصريح ل«التونسية» إن ما حدث في مدينة صبراتة الليبية ليلة أول أمس جاء ليؤكد صحة ما ساقته بعض التقارير الاستخباراتية والذي مفاده ان «داعش» يرنو الى التمدد داخل التراب الليبي والتمركز في المنطقة الغربية من ليبيا وفتح امارة ثالثة بها بعد درنة وسرت. مشيرا إلى أن التنظيم اختار مدينة صبراتة المهيأة ذاتيا لذلك بحكم انها كانت ومازالت على انتماء أغلبية سكانها الى التيارات الدينية المتشددة اضافة إلى انها تتميز بموقع استراتيجي مهم وتتمتع كذلك باحتياطي غازي استراتيجي على غاية من الاهمية بل هي المزود الرئيسي لإيطاليا بالغاز. واضاف زرمديني ان الجميع يعلم جيدا ان الدواعش يسعون الى التمركز داخل المناطق التي تختزن الثروة لتكون موردا لطبيعة أعمالهم وكذلك لتكون المنفذ الرئيسي لتطبيق عقيدة التوسع لديهم معتبرا ان وجود عناصر ارهابية تونسية في هذه المنطقة طبيعي ويفرضه القرب الجغرافي من تونس والارتباط الاجتماعي للعناصر التونسية بهذه المنطقة وكذلك معرفتهم الجيدة بجغرافيتها بحكم التداخل وأن ذلك يسهل عليهم ، حسب قوله، عمليات التنقل او التسلل والارتباط بعناصر الخلايا النائمة المتواجدة في تونس. واكد زرمديني ان تمركز «داعش» في صبراتة هو تمركز استراتيجي تفرضه مخططات التوسع القائمة في عقيدة الارهابيين وأن وجود ارهابيين تونسيين يعتبر المفتاح داخل هذه التنظيمات التي تسعى من خلالهم إلى الدخول الى تونس وتهديد أمنها وخلق الفوضى داخلها داعيا الحكومة والمجتمع المدني الى التّهيّؤ لعودة اليد العاملة التونسية في صورة حدوث تدخل عسكري بليبيا معتبرا ان مجهود الدولة لا يكفي وعلى المجتمع المدني مساعدتها واسنادها. وطالب زرمديني الحكومة بالدخول في مفاوضات مع المجتمع الدولي لتحمّل تداعيات الحرب على ليبيا قائلا « لابد من الدخول مع المجتمع الدولي في مفاوضات عميقة وصحيحة لتحمل ما لا تقدر الدولة التونسية على تحمله ولو بالضغط...يجب ان يكون التفاوض مبنيا على المصالح»، داعيا الى متابعة الوضع الليبي في الاعماق متابعة استخباراتية عميقة باعتبار أن ما سنعرفه عن العدوّ (داعش) سيكون هو الضابط والمحدد للخطط الامنية داعيا الهياكل الامنية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لكل التطوّرات التي يمكن ان تحدث خلال الايام القليلة القادمة ووضع التدابير مسبقا لكل السيناريوهات المحتملة بما فيها الضربات عن بعد قائلا « الامر الثابت ان داعش سيسعى الى رد الفعل على الدول المهاجمة على اراضيها او على الاراضي التونسية لذلك يجب تحصين كل المواقع والمنشآت تحصينا فعليا ومراقبة كل الوافدين علينا عبر الحدود وداخل البلاد وتفادي التسللات التي قد تحدث موجات ارتباك في البلاد لتستغلها للقيام بعمليات إرهابية نوعية .