مع التدخّل لضرب «دواعش» ليبيا نقابة الأمن أخطأت «المؤتمر العام سيد نفسه وهو أعلى سلطة قرار وهناك عديد المشاريع التي سينظر فيها منها العلاقة بين الدعوي والسياسي ورؤية الحركة الايديولوجية... لا نعاني من انقسامات واختلافاتنا تحسمها مؤسساتنا ونحن اذا اختلفنا نحتكم الى هذه المؤسسات ... لم نطالب بتغيير تركيبة لجان البرلمان وندعم حكومة الحبيب الصيد ... اخطأت نقابة الامن لما استهدفت القانون وهيبة الدولة ... انا مع ضرب وملاحقة كل من يستهدف امن تونس واقتصادها وتمنيت لو نفّذ الأمن التونسي ضربة صبراتة عوض التظاهر في القصبة لينال شرف ضرب الدواعش الذين يستهدفون تونس...» هذا أهم ما جاء على لسان رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي لدى اشرافه أمس بصفاقس على ندوة صحفية على هامش اشغال المؤتمر الاستثنائي العاشر لحركة «النهضة» بجهة صفاقس. وخلال الندوة الصحفية بدا الغنوشي مصغيا بانتباه لجميع الاسئلة التي طرحها عليه الاعلاميون الحاضرون مسجلا اهم محاورها على ورقة صغيرة معه ثم اجاب عنها جميعها علما بان الغنوشي وجد الترحاب الكبير من جموع المؤتمرين الحاضرين بمعرض صفاقس الدولي وأشاد بالدور الكبير لمدينة صفاقس في خارطة الوطن وهمومه سواء من حيث كونها ثقلا ديموغرافيا واقتصاديا وعلميا وخدماتيا كبيرا أو من خلال الادوار التاريخية التي لعبتها باقتدار واهمها مسيرة 12 جانفي 2011 والتي شكلت المسمار الاخير في نعش حكم بن علي. من سمات الدستور الثبات في رده على سؤال لأحد الاعلاميين بخصوص مدى وجود نية لتغيير الدستور قال الغنوشي إنّ من سمات الدساتير الثبات وذك على عكس القوانين التي يمكن ان تتغير في فترات قصيرة مشيرا الى ان التنقيحات في الدساتير تتم على فترات طويلة واضاف الغنوشي ان حبر الدستور التونسي الجديد لم يجف بعد بعد فلم نقوم بتغييره ؟ المؤتمر الاستثنائي العاشر هذا الربيع وبخصوص موعد المؤتمر الاستثنائي العاشر لحركة «النهضة» قال الشيخ راشد الغنوشي انه تم الاتفاق سلفا على عقده في فصل الربيع قائلا: ها قد دخلنا اليوم في فصل الربيع وأمامنا 3 أشهر لانجازه ونريده في هذا الموعد للدلالة على أهمية الربيع العربي. هل يتمّ الفصل بين الدعوي والسياسي ؟ ردا على هذا السؤال قال الشيخ راشد الغنوشي ان المؤتمر العام سيّد نفسه وهو اعلى سلطة قرار وان هناك عديد المشاريع التي سينظر فيها منها العلاقة بين الدعوي والسياسي ورؤية الحركة الايديولوجية وعديد المضامين. وأضاف انه تمت مناقشة اللوائح في 279 مؤتمرا محليا وأنه في المؤتمر العام سيتم النظر في جميع هذه المشاريع المعروضة ومنها لائحة ادارة المشروع وكيف تدير الحركة مشروعها المتعدد الابعاد. ولم ينف الغنوشي امكانية التوجه نحو التخصص بمعنى ان يتخصص الحزب في كلّ ما يتعلق بالسياسة وادارة شؤون الدولة سواء تمت المحافظة على اسم «النهضة» أم لا مؤكدا أن الحركة منفتحة على كل الرؤى. وقال الغنوشي ان الدستور اقر الفصل بين العمل المسجدي والعل الحزبي ونعيش اليوم في طور جديد هو طور التخصص» مشيرا الى ان الحركة ليست منغلقة على ذاتها ولا تقبل التغيير وانما هي تواكب واقعها والمتغيرات مع المحافظة على الثوابت ولاحظ ان اسم «النهضة» يمكن ان يكون قابلا للتغيير اذا رأى المؤتمرون ذلك ونفس الشيء بالنسبة لاسم مجلس الشورى مضيفا: التسمية قد تتغير ولكن اعتماد الشورى يبقى ثابتا وهو الاصل في ادارة الاراء والافكار والطروحات. لا وجود لصراع بين «صقور« و«حمائم» من الاسئلة الاخرى التي تم طرحها ما يشاع عن وجود صراع خفي داخل «النهضة» بين «الصقور» و«الحمائم» او بين جماعة المهجر وجماعة سجون الداخل وهنا قال الغنوشي إن النهضة لم تكن موحدة كما هي عليه اليوم وانها ليست حزبا حديديا وقالبا جاهزا بل هي فضاء يتسع لآراء الجميع وافكارهم وأن الاختلاف في الرؤى والافكار لا يدار ولا يحسم بمنطق الغالب والمغلوب وانما يحسم بالحوار الداخلي وفي اطر الحركة ومؤسساتها. وأضاف الغنوشي انه لا توجد انشقاقات داخل «النهضة» ولا يوجد صراع بين الصقور والحمائم وانما هي اراء واتجاهات ضمن فضاء الحركة الواسع وهي اختلافات حول بعض الجزئيات وليست حول الاصل والمضمون مؤكدا ان هناك اتفاقا تاما داخل الحركة في الخيار السياسي واعتماد التوافق والتشارك وان الجميع في النهضة متفقون وموحدون حول الاسم الوسطي وقيم الديمقراطية ورفض العنف. وكرر راشد الغنوشي القول «لا نعاني من انقسامات واختلافاتنا تحسمها مؤسساتنا ونحن اذا اختلفنا نحتكم الى هذه المؤسسات» ونفى الغنوشي ان يكون لعبد الحميد الجلاصي جناح خاص به وانتقد ميل البعض الى التعميم بالقول ان في كل الاحزاب انقسامات وانشقاقات ملاحظا أن حال «النهضة» مختلف لان الاختلافات فيها تدار عبر الشورى وانها في مطلق الاحوال لا تهدد «النهضة» بالانقسام. التمديد للغنوشي على رأس الحركة وردا على سؤال بخصوص امكانية بقائه رئيسا للحركة والتمديد له قال الشيخ راشد الغنوشي ان المؤتمر العام سيد نفسه ولا وصاية لاحد عليه ونفى حصر «النهضة» في شخصه مشيرا الى انه تداول على رئاسة الحركة كثيرون ومن بينهم المرحوم صالح كركر والحبيب اللوز والصادق شورو وقال الغنوشي ايضا ان القانون الحالي في «النهضة» لا يسمح بالتجديد سوى مرة واحدة. وبخصوص امكانية عودة حمادي الجبالي الى الحركة قال راشد الغنوشي ان «الجبالي اخ لنا وهو يتمتع عندنا بالاحترام والتقدير ونحن نتمنى عودته وابواب النهضة مفتوحة دائما امامه والنهضة ليست سجنا يقبر فيه مناضلوها وانما هي خيمة تتسع لكل ابنائها». لم نطالب بتغيير تركيبة لجان البرلمان وعن المتغيرات الجديدة على مستوى تركيبة لجان مجلس نواب الشعب قال الشيخ راشد الغنوشي «ما جرى من تغيير على مستوى اللجان ورئاستها لم يكن بسبب النهضة ولا بطلب منها» نحن لم نطالب بالتغيير وانما المنشقون من «نداء تونس» والذين كونوا كتلة اصبحت هي الثالثة بعد «النهضة» و«النداء» (شق محسن مرزوق) هي التي طالبت بالتغيير وأصرّت على أخذ حصتها ... وتغير اوضاع الاخرين هو الذي جعل من «النهضة» الكتلة الاولى في البرلمان حاليا ب 3 رئاسات للجان من 9 لجان ونحن لم نبحث على ذلك ولم نطالب بتغيير رئيس مجلس نواب الشعب ولا رئيس الحكومة وقد قبلنا برئيس حكومة محايد وندعم حكومة الحبيب الصيد ولن ندعو الى تغييره بل اننا نعتبر ان كثرة التغييرات لا تعطي رسائل طمأنة لا للداخل ولا للخارج. لا للمس بهيبة الدولة وتواصلها وبخصوص سؤال موجه له عن موقف «النهضة» مما بات يوصف لدى كثيرين ب «غزوة القصبة» ( في اشارة الى ما جرى خلال احتجاجات النقابة الوطنية لقوات الامن الداخل امام مقر رئاسة الحكومة ورفعها شعارات ديقاج واستباحة المقر ) قال الشيخ راشد الغنوشي ان ما حصل لم يكن احتجاج كل قوات الامن بل هو احتجاج للنقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي وبالتالي فان ما فعلته لا يعبر بالضرورة عن موقف كل الامنيين وكل السلك الامني واعتبر ان ما جرى خلال الاحتجاج الامني الاخير امام القصبة عملا مستهجنا وشكر الغنوشي الاعلاميين بالمناسبة باعتبارهم وقفوا وقفة واحدة في الدفاع عن الدولة واستنكار التطاول على رموزها وهيبتها وحرمة مقر رئاسة الحكومة السيادي واضاف الغنوشي «الامن مجعول للدفاع عن الدولة وليس لانتهاكها والمثل المصري يقول «حاميها حراميها» وهذا مرفوض والنقابة الوطنية اخطأت هنا» وقال الغنوشي ان ادانة التطاول على رموز السيادة وهيبة الدولة لا يلغي الحق في الاحتجاج ولا يعني التنكر للمطالب المشروعة للامنيين والذين قدموا شهداء الى جانب المؤسسة العسكرية في سبيل تونس ولكن قطار هؤلاء الامنيين خرج هذه المرة عن السكة لانهم مؤتمنون على تطبيق القانون واحترامه ومن هنا جاء الاستنكار الجماعي لما جرى خلال الاحتجاج الاخير بالقصبة وأضاف الغنوشي «دوركم حماية النظام وحماية اعرافكم ... اليس رئيس الحكومة هو من يمضي على رواتبكم ؟ ... شعورنا بان النقابة تورطت بفعل بعض منتسبيها وهو حدث يدل على اننا نتعامل بمنطق الثورة لا بمنطق الاستبداد لان ما حصل وجرى وهو حدث يعتبر الاول من نوعه لو حدث زمن الاستبداد لكانت كلفته غالية جدا على المتسببين فيه ولكن رئيس الحكومة انتهج اجراء ديمقراطيا ورفع شكوى الى القضاء وهذا يؤكد اننا نعيش في دولة الحق والقانون واقول للامنيين انتم ابناء الثورة فحافظوا عليها وعلى القانون والدولة وهيبتها وسيادتها». حول التدخل العسكري في ليبيا وردا على سؤال بخصوص تدخل عسكري دولي محتمل بليبيا قال راشد الغنوشي «نحن ضد التدخل العسكري سواء في ليبيا اوفي غير ليبيا وكلنا يعرف نتائج التدخل العسكري في دول اخرى كالعراق. وبخصوص استهداف معسكر للدواعش في صبراتة كم كنت اتمنى لو قام بهذا العمل الامن التونسي عوض التظاهر في القصبة لينال شرف ضرب الدواعش الذين يخططون لضرب تونس وتكون خطوتنا ضربة وقائية في اطار الامن الوقائي من اجل ابعاد ارهاب هذه الجماعات عن بلادنا وهو اجراء معمول به لدى كل الدول المحترمة اذ انها تلاحق من يتعرض الى أمنها في أي مكان وأي شبر من الكرة الارضية ... انا مع التدخل لضرب كل من يستهدف تونس وشعبها وامنها واقتصادها واستقرارها في اي مكان .. والتدخل لا يكون من اجل تغيير الاوضاع في ليبيا باعتبار ان الوضع الليبي شان داخلي ونحن ندعم اخواننا الليبيين لكي يتصالحوا ويجمعوا كلمتهم ويوحدوا صفهم وينجزوا حكومة واحدة متوافق عليها ... الامن الوقائي مهم لنا لضرب من يستغل الوضع بليبيا يتآمر على بلادنا ويريد به الشر والسوء ...لا ينبغي ان ننتظر العصابات الارهابية حتى تجهز عدتها وتكمل مخططاتها وتاتي الينا لتضربنا وتضرب اقتصادنا وامننا ونمونا ... علينا ان نسبقها وان نفوت الفرصة عليها ونلاحقها في كل مكان ولا ننتظرها لتعاود ضربنا كما حصل في باردو وسوسة وغيرهما وهي افعال ارهابية اجرامية ما انزل الله بها من سلطان وزادت في تقليص فرص التنمية والنهوض وفي احالة مئات الالاف من العاملين في قطاع السياحة على البطالة».