أشرنا في أعداد سابقة إلى أن الانتدابات الكبيرة (كما وكيفا) التي أقدمت عليها هيئة غازي بن تونس في الميركاتوالشتوي ستغير حتما وجه الفريق وذلك قياسا بما تمتلكه من فنيات ومن خبرة كبيرة، وهذا ما تحقق فعلا،حيث استعادت «البقلاوة» حلاوتها وظهرت بلوك جديد منذ انطلقت مرحلة الإياب جمع بين جمالية اللعب والروح القتالية العالية وقوة الشخصية وهذه نقاط تحسب للإطار الفني المتكون من ماهر الكنزاري وجمال الدين ليمام والياس العياري وأيضا للهيئة المديرة التي وفرت كل ممهدات النجاح وخاصة منها العودة إلى اللعب في باردو، وإلى اللاعبين الذين قدموا درسا في الانضباط وحب الفريق وإلى الجماهير التي كانت اللاعب رقم 12 في مواجهتي النادي الإفريقي والنادي البنزرتي وهوما مكن زملاء حمدي رويد من الخروج بنتيجتيهما. الحصيلة مشجعة للغاية إلى حدود الجولة الثالثة إيابا حيث جمع الفريق سبع نقاط من تسع ممكنة مقابل نقطة وحيدة في الجولات الثلاث الأولى من مرحلة الإياب، ولكن الفريق لا يزال مهددا بالنزول وهوما يفرض ضرورة التأكيد في الجولات القادمة التي ستكون صعبة للغاية حيث سيتحول الملعب التونسي في الجولة القادمة إلى صفاقس لمواجهة النادي الصفاقسي وفي الجولة الخامسة إلى سيدي بوزيد قبل أن يستضيف في الجولة السادسة شبيبة القيروان فيما يتحول في السابعة إلى سوسة لمواجهة النجم ويستقبل في الثامنة الترجي الرياضي التونسي، مراطون من المواجهات الصعبة التي يجب على أبناء الكنزاري أن يجنوا فيها أكثر عدد من النقاط للإبتعاد من شبح النزول. «رويد» قلب الأسد قلنا إنّ الوجه الجديد لفريق البايات ساهمت فيه عديد العوامل، أولها إضافة المنتدبين وثانيها الروح القتالية العالية التي وفق الكنزاري في زرعها في اللاعبين الذين أصبحوا يقدمون بلا حساب ومن بين هؤلاء نجد القائد حمدي رويد الذي ظهر بوجه مغاير في مرحلة الإياب بعد أن كان ورقة احتياطية في مرحلة الذهاب، رويد وبفضل خبرته الطويلة وفق في منح الاستقرار للخط الخلفي رفقة المقاتل علاء البوسليمي والشاب جاسر الخميري كما كان من بين أكثر المساهمين في العمل الهجومي والهدف الثمين الذي سجله أول أمس خير دليل على ما نقول. رويد أوقلب الأسد كما يحلو لجماهير البقلاوة تلقيبه أضحى في وقت وجيز ركيزة أساسية في تركيبة الكنزاري وقائد الكتيبة الحمراء والخضراء وهو وسام مستحق قياسا بما يتوفر عليه من صفات محمودة. «تايزون» بامتياز اعتماد ماهر الكنزاري على ثلاثة لاعبين في محور الدفاع، منح حرية أكبر لكل من سيف الدين بالعكرمي ومحمد بن علي الملقب «بتايزون» الذي وجد راحته كثيرا في هذا الرسم وأصبح أحد أهم الأسلحة الهجومية لفريقه وذلك بفضل سرعته الفائقة وفنياته العالية وقدرته الرهيبة على تجاوز منافسيه ودقة تمريراته وتوزيعاته وسرعة ارتداده للمناطق الخلفية. بن علي كان رائعا في مباراة النادي البنزرتي حيث كان وراء ضربة الجزاء التي أهدرها توري ووراء عديد العمليات الهجومية الخطيرة والأكيد أن أداءه سيشهد تطورا كبيرا بتقدم المباريات. «الجلاصي» قادم على مهل أشرنا خلال تغطيتنا لمباراة أول أمس إلى أن الملعب التونسي لم يكن في المستوى المطلوب خلال الفترة الأولى وذلك لغياب التوازن في وسط الميدان حيث لم يجهز أشرف الزيتوني بعد ليكون ضمن التشكيلة الأساسية وهذا ما تفطن له الكنزاري في الفترة الثانية بدفعه بالشاب محمد الصغير الجلاصي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بفضل صلابته في افتكاك الكرة وسلامة تمركزه وقدرته على البناء السليم للهجمات وهوما حرر أكثر المهاجمين وساعدهم على فرض ضغط كبير على دفاع النادي البنزرتي كلل في النهاية بتحقيق هدف الفوز. محمد الصغير الجلاصي أثبت في مباراة أول أمس علوّ كعبه وقدرته على أن يكون رقما صعبا في تشكيلة «البقلاوة» وفي الكرة التونسية عامة لأنه يمتلك كل مؤهلات النجاح. اليوم انطلاقة التحضير ل«CSS» بعد راحة خاطفة ينطلق اليوم الملعب التونسي في التحضير لمباراة الجولة الرابعة والتي ستجمعه نهاية الأسبوع الجاري بالنادي الصفاقسي أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب. وستكون التحضيرات مكتملة في ظل تواجد كل اللاعبين وقد يجري الإطار الفني بعض التحويرات على التشكيلة خاصة وأن المنافس يفرض الاحترام وعدم المجازفة.