بكثير من الدموع وايضا بالزغاريد وفي مشهد التحمت فيه قواتنا الحاملة للسلاح من جيش وحرس وشرطة وديوانة مع المواطنين ارتفعت الاصوات الهادرة ان تونس عصية على الارهاب وانها في خندق واحد في مواجهة من يتربصون شرا بشعبها وبأمنها واستقرارها. هو مشهد يختزل الكثير من المعاني ذلك الذي سجلناه امام قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الذي استقبل على مدى يومي الاثنين 7 والثلاثاء 8 مارس جثامين شهداء تونس البررة من الامنيين والعسكريين وعموم المواطنين الذين سقطوا برصاص الغدر في العملية الارهابية الجبانة ببن قردان حيث كانت البداية باستقبال اثنين من الشهداء يوم الاثنين ثم 17 شهيدا يوم الثلاثاء آخرهم كان شهيد المؤسسة العسكرية عبد الباسط المري الذي وصل جثمانه الطاهر في حدود الساعة الواحدة من ظهر أول امس على متن سيارة اسعاف عسكرية محاطا بالعديد من رفاق الدرب وحماة الوطن ... وأمام قسم الطب الشرعي توافد رجال المؤسسة العسكرية والحرس والامن والديوانة وايضا من المسؤولين الجهويين ومن المواطنين لاستقبال جثامين الشهداء بالمستشفى التي تم نقلها اليه للقيام بالاجراءات القانونية قبل تشييعها الى مثواها الاخير ... «لن نرضخ للارهاب ولن يتمكن من بلادنا مهما كان المصاب جللا وتونس تحتاج منا ان نفديها بأرواحنا ودمائنا ونحن موحدون في مواجهة الارهاب الاسود الذي لا يستثني احدا والذي طال غدره العسكريين والامنيين والمواطنين الذين كانت من بينهم الشهيدة سارة الموثق التي توقف عمرها عند 12 ربيعا» ... هذا اهم ما سمعنا من قبل من التقينا بهم بالمكان بالمستشفى حيث اختلطت الدموع ومشاعر الاسى لفقدان الأحبة بالزغاريد والاهازيج المتغنية بالوحدة الوطنية والنابذة للارهاب الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا. وقد تم اعداد توابيت جديدة لوضع جثامين الشهداء بها ولفها بالاعلام الوطنية وكان جثمان شهيد طلائع الحرس الوطني سفيان بن حمد أصيل ملولش من ولاية المهدية اول من غادر قسم الاموات ثم شهيد الديوانة الوكيل الأول حسين المنصوري وهو من بن قردان واثر ذلك بالتدريج جثامين بقية الشهداء. باقات الورود كانت حاضرة في مقدمة سيارات الامن والحرس والديوانة والجيش والهمة كانت عالية رغم لوعة فراق الاحبة الذين قدموا دماءهم الزكية فداء للوطن وهم من المؤسسة العسكرية الشهيد عبد الباسط مري اصيل قابس ومن فرق الطلائع والحرس الوطني عبد السلام السعفي وسفيان بن حمد وهو اصيل منطقة ملولش بولاية المهدية ومحمد عفيف وبولعراس الرداوي ومهدي الشهلاني وعبد السلام السعفي وعبد الكريم الجريء وهو متقاعد من الحرس ومن سلك الشرطة عبد العاطي عبد الكبير رئيس فرقة مكافحة الارهاب بمدنين وعماد المصوري وهو اصيل المزونة من ولاية سيدي بوزيد ومن سلك الديوانة الوكيل الأول حسين المنصوري وهو اصيل بن قردان ومن المواطنين لسعد الجري ومحمد التايب وعلي القديري وعبد الجواد الشافعي ومحمد بوركاط وسمير الراقد وسارة الموثق وهي اصغر الشهداء حيث توقف عمرها عند 12 ربيعا.