يواصل بحارة صفاقس المضربون عن العمل منذ 25 فيفري 2016 حراكهم الاحتجاجي للفت الانظار الى مطالبهم التي يصفونها بالعادلة والمشروعة. وبعد أن نظموا جنازة رمزية لدفاترهم المهنية التي قاموا بتجميعها يوم السبت 12 مارس الجاري داخل نقابة صيد الاعماق التابعة للاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس كحركة دلالية منهم على قبر هذا القطاع تبعا لما يعتبرونه سياسة تسويف ومماطلة من الحكومة تجاه مطالبهم التي يصفونها بالمشروعة والعادلة، وبعد ان علّق الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مركزيا وجهويا ومعهم نقابات البحارة بالبلاد امالا كبيرة على جلسة العمل التي جمعتهم يوم الثلاثاء 15 مارس 2016 بوزير الفلاحة وكانوا يمنون النفس بحلحلة الوضعية وتحقيق تقدم نسبي في اتجاه تحقيق مطالبهم واهمها على الاطلاق توحيد منحة الدعم على المحروقات بين بحارة الشمال وبحارة بقية جهات البلاد ... يبدو ان هذه الآمال خابت وفق من تحدثنا اليهم من مسؤولين نقابيين وبحارة أكدوا ان اجابات الوزير في تصورهم تعكس المماطلة والتسويف وعدم الجدية فضلا عن استخدام القوة العامة لفك اعتصامهم بالوزارة مساء الثلاثاء الماضي وهو ما زاد في شعور البحارة بالغبن وفي ارتفاع منسوب الاحتقان في صفوفهم. وكان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري اصدر بلاغا حول مواصلة البحارة الاضراب العام بكل الموانئ اثر فشل المفاوضات مع وزير الفلاحة جاء فيه ان اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المجتمعين أول أمس بمقر المنظمة الفلاحية وبعد تدارس النتائج السلبية المتمخضة عن الجلسة التفاوضية التي جمعت الثلاثاء 15 مارس 2016 اطارات وممثلي الهياكل الجهوية والمركزية للاتحاد بوزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري حول المطالب المهنية المتعلقة بالترفيع وتوحيد منحة الوقود وإلغاء التقسيم الحالي لمناطق الصيد وغيرها من مطالب البحارة المشروعة والملحة بما فيها مراجعة انظمة التغطية الاجتماعية والراحة البيولوجية ينددون بشدة بما تعرض له اطارات وممثلو الهياكل الجهوية والمركزية من اهانة وتعامل عنيف ضدهم من طرف قوات الامن بمقر الوزارة ويحملون الوزارة مسؤوليتها كاملة في فشل المفاوضات وما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في مختلف الموانئ جراء تراخيها ومماطلتها. وبعد ان شهد أول أمس ميناء الصيد البحري بصفاقس احتقانا كبيرا قام اصحاب عدة مراكب صيد بالتحرك قصد تنفيذ وقفة احتجاجية قبالة منفذ عبور السفن الى ميناء صفاقس التجاري ملوحين بمنع كل السفن من الدخول او الخروج وبعد أن رفعوا تلك الوقفة الاحتجاجية عشية نفس اليوم عاود البحارة صباح أمس حراكهم بغلق ميناء الصيد البحري بصفاقس وشل النشاط به وهو ما استدعى تحركا لأفراد قوات الأمن حيث قاموا بالتحاور مع المحتجين واقناعهم بضرورة فك العزلة على الميناء ورفع الحواجز التي تمت اقامتها لمنع حركة المرور والدخول والخروج وهو ما استجاب له البحارة الذين شددوا عن انهم اصحاب قضية ومطالب عادلة وانهم يريدون اتفاقا جديا مع سلط الاشراف يرفع عنهم المعاناة .