هي باختصار عصارة نضالات واحتجاجات واعتصامات ومسيرات أمّنها معلمو المدارس الابتدائية من أجل الاعتراف بمطالبهم المشروعة وأهمها ما تعلّق بالترقيات التي تتجاوب مع الشهائد العلمية وخوّلت للمعلّمين الدخول مباشرة في صميم خانة جديدة أفرزها الشكل الجديد للمدرسة التونسية وهو الارتقاء من رتبة «معلّم» بجميع أصنافه إلى رتبة «أستاذ» بكل درجاته وطبعا يقابلها تصنيف جديد من ناحية المنح المالية. وإن تعرّف المعلّمون على رتبهم الجديدة وأهمّها تعلّق بالارتقاء إلى رتبة «استاذ المدارس الابتدائية» فإن الامر يدعو إلى الاستغراب لما يتأخر التفعيل المالي لهذه الخطة الجديدة وكأن الأمر حبرا على ورق وما شابه ذر الرماد على العيون خاصة أن وزارة التربية تتعامل بسياسة المكيالين بين المعلّمين واساتذة التعليم الثانوي. ونحن ندرك جيّدا أن المعلّمين وراءهم نقابتهم العامة لا يرضون بأنصاف الحلول وأيضا بتعمّد التأخير في التفعيل المالي من قبل المصالح المالية لوزارة التربية لأمور مجهولة ممّا يجعل ردود فعل المعلّمين تتغير وتذهب نحو خط عدم الرضا لأن الأمر يصبح ما شابه الضحك على الذقون وتصير الدعوة إلى توخّي طريقة الاضراب لا مفّر منها ونحن في فترة حسّاسة من السنة الدراسية لأنّ حرمان المعلّمين من حقوقهم المشروعة يعدّ خطوة إلى الخلف قبل اقرار المشروع الجديد للمنظومة التربوية.