تحت سماء ممطرة وملبدة بالمشاكل والهزات، عاد النادي الإفريقي عشية اليوم إلى أجواء التحضيرات استعدادا لملاقاة الترجي الرياضي التونسي في «دربي» الحقيقة والمبرمج ليوم 3 أفريل القادم، عودة تزامنت مع غياب أسامة الحدادي وعاطف الدخيلي الموجودين مع المنتخب الوطني وبسام الصرارفي الموجود في تربص منتخب الأواسط والتيجاني بلعيد وستيفان حسين ناطر المعاقبين، ومع غضب جماهيري كبير نتيجة غياب النتائج وروح الانتماء لدى اللاعبين والمسؤولين الذين فاجأ عدد منهم الرأي العام ليلة الأربعاء بتقديم استقالة جماعية لرئيس النادي سليم الرياحي الذي لوح بدوره بالانسحاب بعد الخروج من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية. الاستقالة التي تبرأ منها مكرم القابسي ورفض التوقيع عليها الناطق الرسمي محمد رشيد الزمرلي قد لا تعني الكثير بما أن التنقيحات التي أدخلت على القانون الأساسي في جلسة 2012 تمنح الرئيس إمكانية تعويض الأعضاء المستقلين. ودون الدخول في تفاصيل ما اصطلح على تسميته استقالة جماعية، فإن توقيتها وأسبابها تثير عديد التساؤلات حول حقيقة انتماء من أمضوا أو من دفعوا للإمضاء عليها للقلعة الحمراء والبيضاء التي تحتاج في هذا الوقت إلى تعبئة شاملة لكل الصادقين لا لانسحابات بتعلة كثرة الضغط وغضب الجمهور. استقالة لا تزال على مكتب الرئيس الذي قد لا يتردد في قبولها بما أن أخبار الكواليس تشير إلى رغبته في تشكيل فريق إنقاذ جديد يجنبه القليل من غضب الجمهور الذي طالب مرارا وتكرار بتنظيف البيت الذي كان يضم عددا كبيرا من المتمعشين همهم الوحيد ملء حساباتهم البنكية قبل مصلحة الجمعية. جلسة خاصة تحول صبيحة اليوم سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي إلى مكتب حمادي بوصبيع الأب الروحي للفريق وتحادث معه لفترة طويلة حول الأزمة الخانقة التي يعيشها نادي «الشعب» والتطورات الأخيرة التي كان ختامها استقالة ثمانية أعضاء من الهيئة المديرة. وحسب ما بلغنا من أخبار الاجتماع، فإن الرياحي تمسك بقرار الرحيل وتشكيل لجنة وقتية لتصريف الأعمال إلى حين انعقاد جلسة انتخابية مبكرة، مرجعا القرار إلى كثرة الضغوط وحملات التشويه التي يتعرض لها وغياب الدعم المالي الذي يعد السبب الرئيسي وراء خطوة التلويح بالإستقالة، قرار الرياحي لم يعجب بوصبيع الذي طالبه بالتروي وإتباع لغة العقل التي تفرض مواصلة العمل وانتظار نهاية الموسم للتقييم والإصلاح. الأب الروحي للفريق عمل جاهدا على إثناء الرجل الأول في الفريق على الاستقالة واعدا إياه بتوفير الدعم اللازم لإنهاء الموسم في أفضل الظروف، وهذا ما سيكون على الأرجح لأن الرياحي لا يمكنه المجازفة بالرحيل في الوقت الراهن على الأقل لان هذه الخطوة ستكون لها انعكاسات كبيرة عليه وعلى كامل مكونات النادي. دور كبير ل«اليونسي» الثابت والأكيد أن سليم الرياحي سيغيب عن الصورة في الفترة القادمة، سواء غادر الفريق أو جمد فكرة الرحيل كما فعل في المرات السابقة، ولتعويض هذا الغياب الاختياري ينظر الرئيس في منح مسؤولية رئاسة فرع أكابر كرة القدم لأحد الأسماء التي لها من الخبرة والثقل المالي ما يمكنها من مجابهة مصاريف ما تبقى من الموسم الرياضي، هذه الشخصية قد تكون عبد السلام اليونسي الذي علمنا بأنه اتفق مع الرياحي على كل التفاصيل وسيشرع قريبا في مهامه الجديدة بعد أن ابتعد في الفترة الماضية رغم وجوده في الهيئة المديرة. اليونسي استعاد توازنه المالي بعد الأزمة الكبيرة التي مر بها في السابق وهو ما سيسهل عليه مجاراة الطلبات المادية للاعبين الذي لم يتحصلوا إلى غاية اللحظة على جرايات شهري جانفي وفيفري وهو ما أفقد عددا كبيرا منهم التركيز والرغبة في تقديم الإضافة. ود ضد «الهمهاما» بعيدا عن الأجواء المتوترة، وبخصوص استعدادات الفريق لدربي العاصمة علمنا أن الهولندي رود كرول برمج لقاء وديا عشية الأحد في ملعب المنزه ضد نادي حمام الأنف.