في البداية وقبل أن نغوص في عمق موضوعنا وقد تردّد على كل لسان وفي كل مكان فإننا نؤكد على أهمية التربية البدنية في شتّى الاختصاصات داخل المؤسسات التربوية من المدارس الابتدائية إلى الإعداديات والمعاهد الثانوية ونقرّ بسموّ أهدافها ونبل غاياتها.. ونحن مع عودة المباريات الرياضية ضمن المسابقات المدرسية لما فيها من فائدة على الرياضة بصفة عامة.. كما أننا لسنا طرفا في ما ذهب إليه أساتذة التربية البدنية حول تلويحهم بمقاطعة الاشراف على «الباك سبور» وقد اقترب موعد اجرائها لأسباب تتعلّق بأوضاعهم المهنية. نحن فقط من منطلق مهمّتنا الاعلامية أردنا أن نضع النقاط على الحروف ونفرّك رمانة أصبحت «فزّورة» لدى العائلات التي يستعدّ أحد أبنائها لإجراء اختبار التربية البدنية ضمن مناظرة الباكالوريا دورة جوان 2016 تحت غطاء استفسار مباشر حول مدى أهمية «الباك سبور» وهي التي تستوجب طاقات بشرية ومادية ولوجستية إلى جانب «الدّخلة» التي ابتدعتها أجيال اليوم وما يرافقها من هرج ومرج اذ يختلط الحابل بالنّابل حيث أن السؤال الذي يطرح نفسه «ماذا يجني التلميذ المقبل على مناظرة الباكالوريا من هذا الاختبار البدني؟».. والجواب قد يغيب عن الشخص العادي ولا يدري ما الداعي من جعل «الباك سبور» اختبارا إجباريّا بينما مادة التربية البدنيّة هي من مجال التنشئة الفنية على غرار التربية الموسيقية والتربية التشكيليّة وهما مادتان تخضعان للاختيار عكس التربية البدنيّة كمادة تحكمها الموهبة واللياقة البدنية والتركيبة الجسمانية دون أن ننسى مدى تهميش هذه المادة في المدرسة الابتدائية وفي الاعداديات بسبب غياب الميادين والمعدات الرياضية والاطار المختصّ والأمثلة عديدة لتلاميذ ذكورا وإناثا لم يتعاطوا الرياضة إطلاقا خلال كل مراحل تعلّمهم ثم يجدون أنفسهم مجبرين على تعاطيها في الحركات الفنية والعدو والقفز والرمي وهي اختصاصات رياضية تتطلب لياقة بدنية ممتازة مع السرعة والقوّة والرشاقة والخفّة وهي مؤشرات تهمّ الرياضي المحترف فما بالك بتلاميذ خنقهم الزمن المدرسي وأطالوا الجلوس في قاعات الدرس وفي المكتبات العمومية وأمام الحواسيب وقاطعوا التربية البدنية منذ زمان وإن عادوا إليها فهم مجبرون وكل منهم يتنهّد في حيرة ويقول «مكره أخاك لا بطل».