قال الامام الخطيب لجامع عقبة ابن نافع بالقيروان الشيخ الطيب الغزي ل « التونسية» ان «قضية اعادة تهيئة « ميضة» الجامع التي تعرضت هذه الايام الى تهويل في الحديث عنها وأكاذيب وأراجيف لم يرصد لها إلاّ 384 الف دينار عكس ما تردد في وسائل إعلام وفي قنوات تلفزيةالتي هولت مبلغ اعادة تهيئتها الى حوالي 500 الف دينار. و قد جاء هذا الكلام من الشيخ الغزي في خطبة الجمعة الفارط كرد على الاخبار التي راجت في المدة الاخيرة حول تخصيص مبلغ 500 ألف دينار مجهول المصدر لتهيئة « ميضة» الجامع. و اشار الطيب الغزي الى ان ملف «الميضة» انطلق من ملاحظات الناس وكذلك الزوار بصفة مباشرة من انها اصبحت غير لائقة بالجامع وأنه لابدّ من تهيئتها بشكل يتماشي مع اسم هذا المعلم التاريخي ملاحظا أنها آراء تزامنت مع طلب والي القيروان الذي أعلمه ان هناك مبلغا ماليا متبقيا لفائدة الجامع طالبا ضرورة استغلاله. و اكد الشيخ ان هذا المبلغ هو في الحقيقة جزء من كامل المبلغ الجملي الذي وقع رصده منذ العهد السابق اي ما قبل الثورة للجامع في مشروع من اجل تكييفه بشكل كامل ملاحظا ان وزارة الثقافة وقتها لم توافق عليه فتم صرف جزء منه لتجديد الشبكة الكهربائية والصوتية للجامع وظلت بقية المبلغ مجمدة. و اكد الشيخ: « رأينا من الصالح كلجنة كوّنها الوالي وهي تضم مهندسين وفنيين من وزارة التجهيز بالاضافة الى وزارة الشؤون الدينية وجلسنا حوالي الشهرين للتدقيق ان نعطي الاولوية لاعادة تهيئة « الميضة» بمبلغ 384 الف دينار رغم ان هناك ما هو افضل من هذا المشروع الا وهو مشروع تغيير قنوات تصريف المياه لحماية الجامع أو اعادة تهيئة سقفه الذي تقدر تكاليفه الجملية بحوالي 5 مليارات وربما تتدخل فيه الدولة او بعض الدول الشقيقة التي ابدت رغبتها في المساعدة لانجازه». و استغرب الشيخ الطيب الغزي من الحملة التي اطلقت ضد هذا المشروع العصري والعملاق وفق كلامه مؤكدا انه مبلغ بسيط وانه قديم ( العهد السابق ) وليس بجديد. و ابرز محدثنا ان مشروع التهيئة يشمل بناء « ميضة» عصرية تتكون من جناح مخصص للنساء وآخر للرجال وطابقا علويا فيه فضاء للضيوف من خارج تونس وفضاء اخر للسياح وهي مجهزة بالماء الساخن وفيها مرافق صحية طيبة وفقا للقواعد الفنية والعلمية والصحية. و ابرز الشيخ انه لا وجود لاسراف او تبذير للاموال عكس ما تردد وان كلّ ما في الامر ان هناك تهويل ليس إلا حسب تعبيره. و تطرق الشيخ الطيب الغزي في حديثه معنا الى مسألة التهديدات الخطيرة التي اصبحت تواجهها تونس اضافة الى ملف الارهاب وقال : « الى جانب الارهاب الذي تواجهه تونس بدرجة اولى والذي روّع كل الناس وجميع الفئات الاجتماعية والشباب والاباء والامهات والشيوخ والكهول في الارياف والقرى والمدن وفي المؤسسات التربوية والادارية فان هناك جانبا اخر لا يقل خطورة عن ذلك وهو الفساد الاخلاقي والمالي الذي مازال مستشريا مثل الرشاوي والتحيل والمخدرات والخمور وكذلك الفساد الجنسي الذي يقلقنا ويزعجنا بما ان هناك من استغل اجواء الحرية التي تعيش فيها البلاد لتوظيف الشباب في اغراضهم وأهوائهم. وبالاضافة الى ذلك فإن هناك جانب آخر خطير تشهده تونس ألا وهو التنصير باعتبار ان هناك مجموعات تغري الشباب البائس الذي يعيش البطالة باعتناق المسيحية بعد ان وظفوا له كل الظروف من حيث السفر والدراسة والعمل في الخارج حتى ينسلخ عن دينه الاسلامي ويعتنق المسيحية. اما المشهد الاخر الذي تستغله وتنشط فيه مجموعات متمكنة في البلاد من حيث المواقع فهو موضوع الإلحاد والتحلل من الاسلام برمته حيث تعمل هذه المجموعات على أن يبقى المجتمع في هذا المربع ارهاب وفساد مالي واخلاقي وتنصير وإلحاد ).