منذ انقضاء مباراة الدربي الأخيرة بين فريقي الترجي الرياضي والنادي الافريقي كثرت التعاليق والتي للأمانة لها ما يبررها من لدن متابعي الساحرة المستديرة في تونس وذلك نتيجة الأحداث المؤسفة للغاية التي رافقت المباراة التي تعتبر الأهم على مر تاريخ اللعبة في بلادنا وقد كانت جل التعاليق مرتبطة بمردود الحكم الصادق السالمي وأيضا بالأحداث التي تلت نهاية المباراة والتي كانت بعيدة كل البعد على قيم الروح الرياضية وحتى أخلاقيات مجتمعنا وقد أعطى أبطال هذه الأحداث أسوأ مثال لحال كرتنا التعيس والتي تتابعها للأسف بعض القنوات الأجنبية مما يزيد في تسويق بعض الصور المقرفة عن بلادنا. ولكن يمكن القول بأن احداث مباراة الدربي كان لها وقع أكثر مرارة على أنصار فريق النادي الرياضي الصفاقسي وذلك نتيجة شعورهم بالحنق الشديد بسبب الكيل بالمكيالين من طرف بعض الأطراف المتداخلة في اللعبة في تونس وقد وصل الأمر إلى الذروة اثر نهاية المباراة والتي شهدت احداث مؤسفة واعتداءات بالعنف بين لاعبي الترجي والافريقي مثل اعتداء الحارس معز بن شريفية بالضرب على لاعب الافريقي نادر الغندري وايضا العملية المقرفة التي قام بها غيلان الشعلالي بنزع تبانه امام الملأ في حركة استفزازية تجاه الفريق المنافس وتجاه كل مشاهدي المباراة ولكن مخرج المباراة مر على هذه الاحداث مرور الكرام وحول وجهة الشاشة الى الاستوديوالجانبي على حافة ارضية الميدان ليعود بنا الى بعض الممارسات الرديئة في زمن حكم الرئيس المخلوع بن علي حيث كانت الكاميرا توجه نحوالمدارج عند حدوث بعض التشنجات وذلك لتزييف وتغطية الحقائق ومربط الفرس هنا يتعلق بما تعرض له كل من النادي الرياضي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي في نهائي الكأس الأخير الذي جمعهما والذي حصلت فيه بعض الأحداث المماثلة لأحداث مباراة الدربي وقد ركز المخرج آنذاك على كل الأحداث بالتفصيل الممل وهومشكور على حرفيته مما سهل الأمر على الرابطة لاتخاذ العقوبات اللازمة في حق عشرة لاعبين من الفريقين اضافة الى العقوبات التي سلطت على بعض المسؤولين ولكن مخرج مباراة الدربي خير عدم توثيق ما حصل ربما لغاية في نفس يعقوب وهوما ذهب إليه ظن أنصار عدة فرق في تونس معنية بالموضوع لأن كشف تجاوزات اللاعبين يؤدي الى معاقبتهم آليا وبالتالي حرمان فرقهم من خدماتهم ولكن لم يشأ المخرج الا أن يزيد بالتالي في مآسي كرتنا وذلك بسبب عدم فضحه للممارسات الرديئة التي تشهدها كرة القدم التونسية. أخطاء تحكيمية في اتجاه واحد لم تمر مباراة النادي الصفاقسي الأخيرة أمام مضيفه المستقبل الرياضي بالمرسى مرور الكرام بالنسبة للمحللين الفنيين وبعض وسائل الاعلام حيث جرم هؤلاء بعض الهفوات التقديرية التي قام بها حكم المباراة آنذاك عبد الحميد الحشفي وتحدثوا كثيرا على الخور الذي اصاب قطاع التحكيم رغم ان النادي الرياضي الصفاقسي يعتبر من أكثر الفرق التي تعاني من المظالم التحكيمية بل حتى الحكم الحشفي نفسه فقد سبق له أن ظلم نادي عاصمة الجنوب في مباراته أمام شبيبة القيروان ثم أخطأ في صالح الفريق أمام المرسى وهو أمر يعتبر عادي بحكم ان الأخطاء واردة في مجال التحكيم ولكن ما يعتبر غير عادي هوان يخطا حكم لصالح فريق ما في أكثر من موضع مثلما حصل مع الصادق السالمي الذي ظلم كل من النادي الصفاقسي والنادي الافريقي لصالح الترجي الرياضي في المباراتين اللتين ادارهما له وهو ما من شأنه أن يزيد في الشكوك التي تحوم حول التعيينات خاصة وأنه قد راجت عدة أحاديث حول حقيقة الانتماء الرياضي للحكم المذكور ولكن خلاصة القول هنا هي أن الزاوية التي يقع التعامل بها مع الاخطاء التحكيمية تعتبر أبرز تجسيم لمثل «واحد فرض وواحد سنة» خاصة حينما نتذكر كيفية استدعاء الحشفي مباشرة اثر نهاية مباراة المرسى لتقع معاقبته من الغد فيما لازال متابعو الكرة في تونس ينتظرون مآل أحداث مباراة الدربي من أخطاء تحكيمية وتبادل للعنف.