لم يمثّل تعيين الحكم الدولي الصادق السالمي لإدارة الدربي بين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي مفاجأة حيث كان منتظرا وبشدة فقد تم تداول اسمه منذ أكثر من أسبوع إضافة إلى ماهر الحارابي وقيراط والجوادي والقصعي ومع سفر قيراط والجوادي إلى الجزائر اليوم ضاق هامش الاختيار لينحصر في اسمين أو ثلاثة فكان الاختيار على السالمي. بعض المواقع الاجتماعية لم يرق لها هذا التعيين وبدأت في نبش الماضي والحاضر وحتى المستقبل وفتح باب التأويلات والحكم على النوايا على مصراعيه والحال أن الاختيار كان صائبا وفي محلّه فالسالمي يعد من أفضل الحكام حاليا على الساحة وبدأ يشق طريق العالمية بثبات فتقرير المراقب المالي ماقوسوبا في أوّل لقاء دولي أداره السالمي أشاد بمردوده وهو ما قام به ايضا مواطنه كوليبالي الذي راقبه في لقاء وفاق سطيف والنجم الكونغولي واثنى على مردوده. إذن طموح السالمي يتجاوز البروز على الساحة الوطنية وهو يدرك جيدا ان كل الأعين ستكون عليه بعد غد سواء من الملاحظين المحليين أو على المستوى الدولي فهذا الدربي هو رقم واحد في إفريقيا وسيتابعه دون أدنى شك القائمون على الشأن التحكيمي بالكاف وأوّلهم ناجي الجويني الذي سيحلل مردوده بعد غد على قناة الكأس القطرية. ناجي نفسه صرّح ل« التونسية» أنه «أفضل اختيار من لجنة التحكيم وما على الحكم إلا إثبات قدراته الفنية والبدنية وتأكيد السمعة الطيبة التي بدأ يتمتع بها بالاتحاد الإفريقي». الجويني أضاف أنه «شاهد السالمي في بعض المقابلات ولكنه سيأخذ عنه فكرة شاملة خلال تربص الكاميرون للحكام الشبان خلال هذا الشهر حيث سيمكنه الحكم عليه خلال الدورة» وقد تمنى له النجاح. «السالمي» لا «مكشخ» ولا «كلوبيست» من جملة الحملات التي لاحقت السالمي منذ تعيينه لمباراة الدربي هي تهمة انتمائه لهذا الفريق أو ذاك ففي وقت مضى قيل أنه من أحباء الترجي ثم بعد ذلك قيل أنه من أحباء النادي الإفريقي ولكن في حقيقة الأمر الصادق السالمي الذي حمل زي أمل حفوز طيلة 4 مواسم ككل أبناء ولاية القيروان من عاشقي الشبيبة وما يقوم به حاليا البعض من تشويه لسمعته بنشر صفحة خاصة به على الفايسبوك مدعين انتماءه لفريق باب سويقة أو باب الجديد داخل في نطاق الحملة المسعورة ضده. لقد أدار السالمي هذا الموسم مقابلتين للترجي انتصر خلالها فريق باب سويقة على مستقبل القصرين (5 - 0) وعلى النادي الصفاقسي (2 - 1) في مباراة أثارت الكثير من الجدل كما أدار مقابلة لفريق باب جديد فاز بها على مستقبل المرسى (1 - 0) وأيضا مقابلة في الكأس ضد اتحاد بن قردان (2 - 1) رغم أنه أعلن خلالها عن ضربة جزاء خيالية للاتحاد. الفريقان لم ينهزما أبدا في المقابلات التي أدارها لهما منذ أن دخل الرابطة 1 سواء في الكأس أو في البطولة. انسوا الحكم وركزوا على المقابلة الصادق السالمي يبقى في نهاية الأمر بشر مثله مثل اللاعب قد يكون في غير يومه رغم كل التركيز والاستعداد الذي قام به لذلك هو معرّض للخطإ لكن دون الخوض في نواياه، إن المطلوب من اللاعبين التركيز على المقابلة واحترام الحكم وتسهيل مهمّته بعدم الاحتجاج على قراراته كي لا يفقد التركيز. يجب نسيان الحكم وعدم رمي الفشل عليه وكفانا لغوا بالادعاء أنه السبب في فقدان اللاعبين تركيزهم. لقد اعتدنا سماع مثل هذه الاسطوانات المشروخة فالحكم له من يراقبه سواء على المستوى المحلي أو الدولي وهو الان محل متابعة من الجميع ولا نعتقد انه سيغامر بمستقبله من أجل إرضاء هذا الطرف أو ذاك. مقابلة اليوم هي العاشرة في رصيده هذا الموسم في البطولة وكل النتائج الممكنة حصلت فقد فاز ترجي جرجيس في قفصة وأولمبيك سيدي بوزيد في القصرين وعاد النادي البنزرتي من قفصة ومستقبل المرسى من قابس بالتعادل مع انتصار سيدي بوزيد على المرسى وبن قردان على الملعب القابسي إضافة إلى المقابلات الثلاث المذكورة أعلاه. أريحية تعيين الصادق السالمي لإدارة لقاء الدربي لم يمثّل مفاجأة بالنسبة لابن حفوز المدلل والذي قبل التهاني بهذا التعيين من كل جهة وجانب من كامل القيروان وفي حديث خاطف معه قال السالمي أنه بصفته حكم دولي مطالب بالاستعداد لإدارة أي مقابلة مهما كان رهانها معترفا في الآن نفسه أن بعض مقابلات الاقسام السفلى هي في الواقع أصعب بكثير من مباريات الرابطة الأولى أو الدربي. هذا اللقاء بالنسبة له يعتبر عاديا وسيعمل على إدارته ككل بقية المباريات بنفس العزيمة وبنفس الإرادة لإنجاحه. هذه المرّة وعلى خلاف العادة لن يرافقه طاقم من رابطة القيروان بل سيكون معه طاقم جديد لم يتعوّد عليه من قبل حيث سيساعده كل من وليد الحراق من رابطة تونس ومحمود الشيباني من رابطة قابس بينما سيكون الدولي هيثم القصعي (من رابطة المنستير) حكما رابعا.