بعد تجرّع مظلمة الدربي والهزيمة القاسية التي فرضت على الفريق، يعود عشية اليوم النادي الإفريقي إلى أجواء التحضيرات استعدادا لملاقاة الترجي الجرجيسي الأحد القادم لحساب الجولة السادسة إيابا. التحضيرات لهذه المواجهة لن تكون مكتملة في ظل الغيابات الكثيرة التي ستشهدها تشكيلة الفريق انطلاقا من بلال العيفة وسيف تقا المعاقبين بالورقة الحمراء في لقاء الدربي وصولا إلى عبد القادر الوسلاتي التي تبدو مشاركته مستبعدة للغاية في ظل أوجاع الركبة التي تلاحقه منذ إصابة مباراة الأجوار، ورغم كل هذا يمتلك الفريق العناصر البديلة التي ستمكنه من تحقيق المطلوب ضد «العكارة»، كما سيستفيد زملاء صابر خليفة من الدعم الكبير لجماهيرهم التي التحمت بهم أكثر من أي وقت مضى بعد أن تابعت مهزلة الصادق السالمي وبقية جهازه المعاون. فحص جديد ل«كادار» استغل عبد القادر الوسلاتي راحة اليومين التي مكنهم منها الإطار الفني للتحول إلى فرنسا وزيارة العائلة وقد كانت له مكالمة هاتفية مع طبيب الفريق نزار بوصفارة اتفقا فيها على خضوع اللاعب اليوم إلى فحص بالأشعة لتحديد نوعية الإصابة ومدّة الراحة التي تستوجبها. وكما أشرنا في عدد الأمس فإن الإصابة لا تكتسي خطورة كبيرة وهي بعيدة عن الرباط الصليبي للركبة بما يعني أن عودته للمباريات الرسمية لن تتأخر كثيرا. «توزقار» في الانتظار بعد تجاوز مخلفات الإصابة اللعينة، انطلق المهاجم يوهان توزقار منذ أسبوعين في التدرّب مع المجموعة وفق برنامج تأهيلي خاص يشرف عليه المعد البدني مهدي مرزوق وسيكون اللاعب قريبا على ذمة الإطار الفني وستكون عودته تدريجية وقد تتزامن مع مباراة الترجي الجرجيسي بما أن الأخير تحصل على الضوء الأخضر من اللجنة الطبية للفريق. «بن مصطفى» جاهز بعد فترة من الغياب، بات الحارس فاروق بن مصطفى جاهزا لاستئناف النشاط بعد أن تخلص بصفة نهائية من مخلفات إصابة الكتف التي كان قد تعرض لها في لقاء ودي سابق ضد قرمبالية الرياضية. الحارس الدولي السابق يتدرّب حاليا مع المجموعة ولكن عودته إلى العرين لن تكون قريبة في ظل المنافسة التي يجدها من الحارس الحالي عاطف الدخيلي الذي كان في قمة مستواه في لقاء الأجوار. «ديارا» في المحور بانقضاء مباراة الدربي، استوفى المالي بوبكر ديارا عقوبة الإقصاء الذي تحصل عليه في لقاء النجم وبذلك سيكون في التشكيلة الأساسية التي ستواجه الترجي الجرجيسي الأحد القادم، غير أنه لن يظهر في خطته الأصلية كمتوسط ميدان ولكنه سيلعب في محور الدفاع إلى جانب أحمد خليل أو كوليبالي لتعويض غياب تقا والعيفة، ديارا سيكون مطالبا باستفاقة سريعة خاصة أن ما قدمه إلى غاية اللحظة لا يتماشى والضجة الإعلامية التي رافقت تحوّله من تي بي مازمبي إلى حديقة المرحوم منير القبايلي. «بن يحيى» في الموعد نبقى مع التعزيزات التي ستشهدها تشكيلة الفريق في لقاء الأحد القادم لنشير إلى عودة وسام بن يحيى الذي استوفى عقوبة الإيقاف المسلطة عليه منذ لقاء الجولة الافتتاحية لمرحلة إياب البطولة الوطنية. بن يحيى سيستعيد مكانه في وسط الميدان وسيكون مطالبا بالابتعاد عن الاحتجاجات وتقديم مستويات جيدة حتى لا يخسر مكانه في الفريق مع نهاية الموسم، بما أن عملية غربلة كبيرة للرصيد البشري يجري التحضير لها منذ الآن وستشمل عديد الأسماء البارزة على غرار التيجاني بلعيد وستيفان حسين ناطر ولسعد النويوي الذين لهفوا أموالا كبيرة دون أن يظهروا في الموسم الحالي. فرصة أخيرة الآن وبعد أن انتهى موسم النادي الإفريقي تقريبا ولم يبقى له إلا تأمين مركزه في الترتيب العام وانتظار مواجهات الكأس التي يبدو الفوز بها صعبا في ظل المنظومة الحالية والتي تشتغل بكل طاقاتها لإبعاد زملاء صابر خليفة عن منصات التتويج، بدأ التفكير في الموسم الماضي وفي إعادة ترتيب البيت إداريا وفنيا وعلى هذا المستوى لمسنا حالة من الاستياء الكبير لدى الرجل الأول في الفريق حول أداء الهولندي رود كرول على رأس الفريق حيث فشل في تحقيق الهدف الأساسي الذي جاء من أجله وهو تأهيل الفريق إلى دوري المجموعتين في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية كما كان وراء أربع هزائم من جملة خمس مباريات خاضها في البطولة الوطنية وهو ما يعني أن المدرب السابق للنادي الصفاقسي بات يقف على كرسي هزاز قد يلفظه في حال لم يقدر على تحقيق الفوز في المباراة القادمة ضد الترجي الجرجيسي والتي ستكون مباراة حياة أو موت بالنسبة للأفارقة حتى يحصدوا ثلاث نقاط تبعدهم عن المركز الذي يحتلونه وتحرر أقدام اللاعبين في ما تبقى من مشوار. سليل المدرسة الهولندية لم يقدر إلى غاية اللحظة على إيجاد التوليفة المثالية وحول الفريق إلى مخبر تجارب كما كانت اختياراته في بعض اللقاءات مثيرة للجدل وساهمت بشكل كبير في الهزائم المتتالية وهو ما سيضعه أمام حتمية التدارك حتى لا يخسر مكانه ولا يجد نفس مصير سانشاز والكوكي. «لمة» كبيرة وهيئة تنفيذية أما على الجانب الإداري وفي إطار السعي إلى سد الشغور الحاصل على مستوى الهيئة المديرة والتي اختار ثمانية من أعضائها الاستقالة، يجري التحضير في الكواليس إلى منتدى كبير يجمع كل «الكلوبستية» سيقع خلاله تدارس وضعية الفريق واختيار هيئة تنفيذية جديدة تواصل قيادة الفريق في الفترة القادمة، كما سيوجه الرئيس الحالي سليم الرياحي الدعوة إلى كل المسؤولين الجدد والقدامى للالتحاق بالفريق والوقوف إلى جانب اللاعبين في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الجمعية. الحي الأولمبي مرة أخرى مرة أخرى تستفز إدارة الحي الأولمبي الإفريقي وجماهيره بقرار غريب، فبعد أن حاولت منع الفريق من استضافة النجم الساحلي في رادس بسبب المستحقات المالية، أعلنت صبيحة أمس عن غلق الملعب المذكور إلى أجل غير مسمى وذلك لإصلاح ما أفسدته جماهير الترجي في دربي الأحد، قرار يعني أن أبناء باب الجديد سيضطرون وبنسبة كبيرة إلى استقبال الترجي الرياضي الجرجيسي في ملعب المنزه وبالتالي فإنه سيحرم من دعم أكثر من عشرة آلاف محب بما أن طاقة استيعاب ملعب المنزه لا تتجاوز 5 آلاف متفرج. قرار فسره عدد كبير من الأفارقة على أنه تكتيك استباقي لتجنب ردة فعل جماهير الأحمر والأبيض على المظالم التحكيمية التي يتعرض لها الفريق، وما دمنا بصدد الحديث عن ردة الفعل نشير إلى التحرك الاحتجاجي الذي ستنظمه جماهير الأحمر والأبيض السبت القادم أمام مقر الجامعة.