سيتم قريبا استعمال الماء المبرد في مجال التكييف في المؤسسات العمومية عبر تجربة تشتغل عليها الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) من خلال تبريد الماء وتخزينه خارج أوقات ذروة الطلب على الكهرباء على أن يقع توزيع الماء المبرد الذي سيلعب دور التكييف الهوائي . وتعد هذه التجربة رائدة في كوريا الجنوبية تختبرها حاليا «الستاغ» ضمن مشروع نموذجي ممول بقيمة مليوني دولار من كوريا الجنوبية في إقليم الستاغ بمدينة المروج وفي حال التأكد من نجاعة التجربة سيقع تعميمها على بقية المؤسسات العمومية الكبيرة. وتندرج هذه التجربة في إطار التحكم في الطاقة والتقليص من الطلب على الطاقة الكهربائية جراء التكييف الهوائي خاصة في فصل الصيف. وضمن هذا الإطار وقع أمس وزير الطاقة والمناجم منجي مرزوق بمقر «الستاغ» مع سفير جمهورية كوريا الجنوبية اتفاقية تعاون في مجال التحكم في الطاقة بمقر الستاغ. وستتيح الاتفاقية الممضاة ، تخزين البرودة خارج أوقات الذروة لإعادة توزيعها عند ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية.كما ستمكن الاتفاقية من إعداد مخطط مديري للتصرف في الطلب على الطاقة. وأفاد وزير الطاقة والمناجم في تصريح إعلامي، أن الإشكال المطروح اليوم في تونس يتمثل في التحكم في ذروة الطلب على الطاقة الكهربائية خاصة في فصل الصيف جراء استعمال التكييف الهوائي. وبين الوزير أن الاتفاقية مع جمهورية كوريا الجنوبية ستمكن من تخزين الطاقة في أوقات خارج الذروة بتخزين الماء المثلج واستعماله لاحقا في أوقات الذروة مشيرا إلى أنها تجربة جديدة في تونس سيقع التعرف على جدواها ونجاعتها اثر الانتهاء من التجربة النموذجية الجارية حاليا. وعن الاستعدادات والاحتياطات التي تم اتخاذها لفترة الصيف قال منجي مرزوق انه تم عقد اجتماع مع «الستاغ» مؤكدا انه تم اتخاذ كل التدابير لتوفير الطاقة الكهربائية التي قال أنها ستفي بالحاجة. وابرز في هذا السياق أن الطلب المتوقع على الطاقة لهذه الصائفة سيكون في حدود 3900 ميغاواط بينما الإنتاج المركز من الطاقة الكهربائية 3916 ميغاواط. وأضاف عضو الحكومة انه سيقع تنظيم حملة تحسيسية في أواخر شهر رمضان لفائدة المواطنين لحثهم على التحكم في الطاقة وترشيد استعمال مكيفات الهواء. وقال عامر بشير الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز في تصريح إعلامي إنّ هذه الاتفاقية ستتيح بفضل تجربة كوريا الجنوبية تبريد الماء و تخزينه ثم إعادة توزيع البرودة المخزنة على البناءات ليصبح الماء المبرد عبارة عن تكييف. وقال إن «المشروع نموذجي وفي حال نجاحه سيقع تعميمه على المؤسسات العمومية الكبيرة» مشيرا إلى انه تم تركيز المشروع منذ سنة 2013 في إطار تجربة نموذجية في إقليم الستاغ بالمروج (ولاية بن عروس) وأن كلفته تبلغ ملياري دولار (حوالي 4 ملايين دينار تونسي) في نطاق تعاون بين «الستاغ» والوكالة الكورية للتعاون الدولي وأنه سيكون جاهزا في غضون سنتين. كما كشف المسؤول من جهة أخرى عن دخول محطة كهربائية جديدة في بوشمة (ولاية قابس) حيز الإنتاج في 30 جوان القادم بطاقة إنتاج 250 ميغاواط.