تواجه «الستاغ» سنويا إشكالية تزايد الطلب على الكهرباء في فصل الصيف (من جوان إلى سبتمبر) بسبب الإقبال المرتفع على التكييف الهوائي وتزامن ذلك مع ذروة الموسم السياحي فضلا عن اشتغال مصانع الاسمنت والآجر لتلبية حاجات البناء التي ترتفع بشكل ملحوظ في فصل الصيف. وبلغت ذروة الطلب على الكهرباء في صائفة السنة الماضية 3353 ميغاواط يوم 11 جويلية في حدود الساعة الواحدة بعد الظهر بتطور بنسبة 11 بالمائة مقارنة بسنة 2011. ومن غير المستبعد أن تتجاوز هذه الصائفة هذه الأرقام التي تستنزف الطاقة القصوى وجهود شركة «الستاغ» في الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، خاصة إذا علمنا أن بداية شهر رمضان (بين 09 و10 جويلية 2013) ستتزامن مع ذروة فصل الصيف وهو ما قد يضاعف الإقبال على التكييف في وقت القيلولة في ظل الارتفاع المتزايد لعدد مكيفات التبريد في تونس (معدل زيادة بأكثر من 20% سنويا). واستبعد مصدر مسؤول من «الستاغ» حصول قطع إرادي للتيار الكهربائي في هذه الصائفة على غرار ما حصل في صيف 2012 من عملية قطع إرادي للتيار الكهربائي عن بعض المناطق والجهات ممّا تسبّب في اضطرابات بعض الخدمات الحيوية وخاصة ببعض محطات ضخ المياه بداخل البلاد. واستعدادا لتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية تم بحسب نفس المصدر اتخاذ كل الاحتياطات والتدابير لتجنب حصول عمليات قطع إرادي للتيار الكهربائي، معتبرا أن اللجوء إلى القطع الإرادي في حال وقوعه يعد وفق رأيه ضروريا من أجل المحافظة على كامل الشبكة وحمايتها أو الوقوع في المحظور وإمكانية تكرار سيناريو جوان 2010 (نهائي كأس العالم في كرة القدم بكوريا واليابان بين ألمانيا والبرازيل) لماّ انقطع التيار الكهربائي عن كامل أنحاء الجمهورية ممّا تسبب في حصول لخبطة وتخوف كبيرين في تلك الفترة وأخذ الحادث أبعادا سياسية آنذاك. وحول الاستعدادات اللوجستية التي اتخذتها «الستاغ» لمجابهة ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال صيف 2013، أوضح المسؤول انه تم لأول مرة كراء مولدات كهربائية متحركة بقدرة 120 ميغاواط بعد الانتهاء من عملية طلب عروض دولي أرسى على شركة أمريكية (جنرال موتورز). وأضاف أن المحطة الكهربائية ببئر مشارقة من ولاية زغوان ستكون جاهزة للاشتغال قبل موفى شهر جوان 2013 بقدرة 240 ميغاواطا. وكشف المتحدث أن «الستاغ» ستطلق في الأسبوع الثاني من شهر جوان القادم بالتعاون مع الجهات المعنية والمتدخلة حملة تحسيسية لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية موجهة لكبار المستهلكين من مصانع ووحدات فندقية وإدارات عمومية وكذلك الحرفاء المنزليين. وخلص المسؤول إلى الدعوة إلى ضرورة تفعيل القانون المنقح والمتمم عدد 7 لسنة 2009 المتعلق بالتحكم في الطاقة والذي ينص على الإنتاج الذاتي للكهرباء في القطاعين العام والخاص. ولفت الانتباه إلى أن العديد من المنشآت العمومية بإمكانها تركيز اللاقطات الشمسية الفلطاضوئية لإنتاج الكهرباء وبالتالي تجنّب اللجوء إلى شبكة «الستاغ» لا سيما في فترة ذروة الطلب في الصيف مثل «الصوناد» والديوان الوطني للتطهير... التي توفقت في إنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقات المتجددة ممّا ساعدها على التقليص من اللجوء إلى الشبكة التقليدية. وتجدر الإشارة إلى أن عدد حرفاء شبكة الجهد العالي في الستاغ يبلغ حوالي 20 ألفا وحرفاء الجهد المتوسط زهاء 17 ألفا و26 أما حرفاء الجهد المنخفض فيبلغون 3 ملايين و367 ألف.