تشكيلتا الفريقين: تي بي مازمبي: قبوهو – فريبونغ – كيمواكي – كوليبالي – كاسيسولا- بوباي (ليلونداما) – كواماي – كالابا – اليمنغواي(أشانتي) – بولونقي – تراوري (كاندا). الملعب القابسي: الرباعي – البكوش (أونانا) – سيسي – الهمامي – بن منصور – حدة – الجلاصي – الكثيري – الفوزاعي (بن طرشة) – حسني – السيفي. تحكيم: الجنوب إفريقي دانيال بينيت الإنذارات: حمزة الجلاصي الأهداف: بولونقي ( 90 + 4) لم يكن الحظ إلى جانب الملعب القابسي،حين خسر مباراة ذهاب ثمن النهائي مكرر في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي ضد مضيفه تي بي مازمبي بهدف مولنقي القاتل في الدقيقة الرابعة والتسعين. ممثل كرة القدم التونسية قدم مباراة بطولية وأحرج عملاق الكرة الكونغولية الذي ذاق الأمرين قبل أن يحسم حوار الذهاب لصالحه. هزيمة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تهبط من عزائم لاعبي «الستيدة» لأن الأماني لا تزال ممكنة والتعويض يبقى واردا في لقاء الإياب خاصة مع الحضور الغفير لجماهير الأخضر والأبيض. انضباط تكتيكي مثالي الفوارق الكبيرة على مستوى الإمكانيات وعلى مستوى الخبرة الإفريقية بين تي بي مازمبي الكونغولي والملعب القابسي، والاستفزازات العديدة التي تعرض لها ممثل كرة القدم التونسية في كأس الإتحاد الإفريقي، دفعت مدرب «الستيدة» لسعد الدريدي لدخول مواجهة ذهاب ثمن النهائي المكرر من المسابقة بتوجهات دفاعية بحتة بتواجد ثلاثة لاعبي ارتكاز وهم حمزة حدة وحمزة الجلاصي وأيمن الكثيري، وذلك لسد المساحات أمام ممثل كرة القدم الكونغولية وحرمانه من فرض أسلوب لعبه القائم على التدرج بالكرات القصيرة والمرور من الأروقة والتوزيعات الجانبية في اتجاه المهاجم تراوري الذي وجد نفسه معزولا في دفاع فريق عاصمة الحناء مما حد من خطورته ومن خطورة بقية زملائه الذين لم يجدوا الحلول لكسر الطوق الدفاعي القوي الذي فرضه زملاء علي الهمامي والوصول إلى مرمى المتألق سليم الرباعي الذي برز في أكثر من مناسبة لإحباط محاولات رونفورد كالابا وبولنقي. المدرب لسعد الدريدي أحسن التعامل مع مجريات الشوط الأول بفضل التوصيات التي مد بها أبناءه والتي طبقوها على أفضل وجه فتجنبوا لدغات بطل إفريقيا للموسم الماضي ونجحوا في الخروج بنتيجة التعادل السلبي في نهاية الشطر الأول من المواجهة. غياب هجومي واضح قلنا أن أجواء المباراة والفوارق بين الناديين فرضت على الملعب القابسي التركيز بدرجة أولى على تأمين مناطقه الخلفية، ثم محاولة المباغتة عبر الهجمات السريعة المعاكسة عبر الثلاثي السريع ونعني يوسف الفوزاعي وهشام السيفي وأحمد حسني الذي انفرد في الدقيقة 29 بالحارس قبوهو الذي أمسك الكرة بيديه خارج مناطق الجزاء ولكن الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينات أمر بمواصلة اللعب وحرم «الستيدة» من فرصة للتسجيل. ثلاثي الخط الأمامي لم يجد الدعم اللازم من لاعبي الوسط والظهيرين وهذا أمر طبيعي نتيجة انشغالهم بالواجبات الدفاعية، وهو ما قلل من الظهور الهجومي لأبناء الدريدي الذين لم يقلقوا كثيرا راحة زملاء القائد كيمواكي باستثناء الفرصة التي أتيحت في الدقيقة 45 لهشام السيفي بعد توزيعة من أحمد حسني ولكن هداف الفريق لم يحسن التعامل مع الكرة ليضيع على زملائه فرصة دخول حجرات الملابس بأسبقية مهمة. استماتة كبيرة بدعم من جماهيره الغفيرة وبمساعدة نسبية من الحكم دانيال بينات، دخل نادي تي بي مازمبي الفترة الثانية بضغط رهيب على دفاع الملعب القابسي بغاية التسجيل وتبديد حيرة أحبائه الذين فعلوا كل شيء من أجل تشتيت تركيز لاعبي «الستيدة» الذين قدموا درسا كبيرا في الرجولة والاستماتة على أرضية ملعب صعب وأمام منافس قوي فعل لاعبوه كل شيء من أجل وضع حد لتألق سليم الرباعي رجل المباراة دون منازع، ضغط أصحاب الأرض تجسم في أكثر من فرصة خطيرة عبر كالابا وأسالي وبولونقي ولكن دون نجاعة تذكر في ظل التكتل الدفاعي الكبير بقيادة المتميز علي الهمامي الذي شكل رفقة محمد علي بن منصور ثنائيا متكاملا ومتناغما أحبط جل محاولات نادي قوي مازمبي. في الوقت القاتل ممثل كرة القدم التونسية كان قريبا من العودة بنتيجة التعادل السلبي ولكن افتقاد لاعبيه التركيز في الدقيقة الرابعة من الوقت البديل كلفه فقدان المباراة بعد أن نجح مهاجم مازمبي بولونقي في التسجيل برأسية قوية إثر ركنية نفذها الخطير كالابا. هدف في وقت قاتل مكن المحليين من التقدم في الشطر الأول من المواجهة ولكنه لم ينقص من استحقاق أبناء لسعد الدريدي الذين قدموا مباراة بطولية يجب تأكيدها في لقاء العودة. الهزيمة الأولى هزيمة اليوم ضد العملاق الكونغولي، هي الأولى للملعب القابسي في سبع مباريات خاضها إلى حد الآن في أول مشاركة إفريقية، هزيمة لا يجب أن يخجل منها «القوابسية» وأن لا تفقدهم التركيز لأن التعويض يبقى ممكنا في الإياب سيما وأن الفريق الكونغولي يعيش على وقع أزمة نتائج على المستوى المحلي. نجم المباراة لقب نجم المباراة يمكن منحه لكل من الحارس سليم الرباعي ومتوسط الميدان حمزة حدة حيث قدم هذا الثنائي طبق الصورة الإذاعية في غياب النقل التلفزي، مباراة كبيرة بكل المقاييس، حيث تألق الحارس في صد عديد الكرات الخطيرة، فيما شكل الثاني حلقة مؤثرة في وسط الميدان من خلال تأمين التغطية الدفاعية وتعطيل هجمات المنافس. مردود الحكم رغم تغافله عن بعض الأخطاء لفائدة الملعب القابسي، فإن الجنوب إفريقي دانيال بينات لم يرتكب هفوات كبيرة ومؤثرة من شأنها تغيير نتيجة المباراة.