في الماضي البعيد تزامنا مع العصر الذهبي للمدرسة التونسية كانت مادتا «الخط» و«المحفوظات» نشاطين متوهّجين شكلا ومضمونا يقبل عليها تلاميذ القسم بانتباه وحرص وذوق وحماس فيتنافسون في الخط الجميل و أيضا في الالقاء المنغّم تحت رعاية معلّم الفصل. أما اليوم وفي صلب مشروع «الكفايات الأساسية» فقد صارت انشطة الكتابة بمختلف أشكالها من روافد مادة «القراءة مسهمة في انماء قدرة المتعلم على الانتاج الكتابي باعتبار أن الرسم السليم للعناصر اللغوية نشاط متصل بالقراءة والانتاج الكتابي يتم تقييمه منذ السنة الأولى حتى ينشأ المتعلم منذ البداية على العناية بما يكتبه وضوحا واتساقا وسلامة ضمن حيّز زمني أسبوعي قار يوزّع على حصص القراءة لإنجاز تدريبات هادفة وتمارين منتظمة ومتصلة بأنشطة الكتابة تبعا لما يتيحه تدّرج البرنامج الرسمي الخاص بمجال اللغة العربية. ويهدف الاختبار في مادة الخط إلى قيس مدى تملك التلميذ للقدرة على الكتابة بخط يستجيب لمعايير الاتساق والوضوح وقيس مدى تملّّكه للرسم السليم للعناصر اللغوية تماشيا مع المضامين والصعوبات المتصلة بمادة القراءة . أما مادة «المحفوظات» فتهدف من خلال تدريسها إلى تحقيق جملة من المقاصد التعليمية الداعمة لكفاية المجال في اللغة العربية وذلك من خلال تغذية وجدان التلاميذ وصقل أذواقهم بمساعدتهم على اكتشاف ما في اللغة العربية من أسرار فنية وجمالية وتنمية الملكة اللغوية لديهم بإغناء زادهم اللغوي وتمكينهم من حذق أساليب اللغة العربية وتراكيبها وصيغها بما يعزّر قدرتهم على التواصل مع الآخرين ويحرص المعلّم على ضمان التفاعل المناسب للمتعلّم مع القطعة الشعرية والتدريب على الاستظهار الجيّد باعتبار أن القطع الشعرية المدروسة في علاقة وطيدة بمدارات الاهتمام وميسورة الحفظ وبسيطة الإيقاع وسهلة المعاني وملائمة لمستوى المتعلمين. وفي الاختبار الشفوي يتولى التلميذ استظهار القطعة الشعرية وفق ما يطلب منه والتي تكون - وجوبا - مدرجة بكراس المحفوظات حسب معايير مضبوطة تهم سلامة النطق والاسترسال في الأداء والاستظهار الكامل لما يطلب منه واحترام مواطن الوقف والالقاء المعبّر عن الفهم. سرد شامل بصورة مبسطة حول مادتي الخط والمحفوظات في المدارس الابتدائية حيث بين القول والفعل بون شاسع طالما كتابة أطفالنا رديئة.. وتعابيرهم محشوّة بأخطاء الرسم .. والقاؤهم للقطع الشعرية دون روح.. مما يجعلنا نطرح السؤال تلو السؤال حول مخرجات المشروع التربوي الجديد قبل فوات الأوان .. وللحديث بقيّة.