لا يمكن لنا إلا أن نعترف بأن التراجع الكبير الذي تشهده كرتنا ساهم فيه الإعلام الرياضي بقسط وافر بسبب الانحرافات الكثيرة وغياب الحرفية عن إعلامنا الرياضي لسنوات طويلة ولا يمكن لنا إلا أن نعترف كذلك بأن رقعة هذه الانحرافات ازدادت اتساعا وتأثيرا في السنوات الأخيرة بسبب القفزة الكمية الهائلة للإعلام الرياضي خاصة السمعي البصري.. وكم كنا نتمنى لو أن هذه القفزة الكمية رافقتها قفزة نوعية مهمة خاصة مع ارتفاع درجة تأثير الإعلام الرياضي في الملتقي بسبب اكتساحه لوسائل إعلام تتميز باستقطاب كبير وتحظى بنسب مشاهدة واستماع كبيرين.. لكن للأسف حصل العكس وربما لذلك ازدادت كرتنا تراجعا في السنوات الأخيرة.. فالمتأمل في محتوى ومضمون إعلامنا الرياضي يقف بلا شك ليس فحسب على ضعف هذا المضمون الذي أصبح أشبه بحديث المقاهي والتهريج بل أيضا على الانحرافات الخطيرة التي "غرق" فيها. فإعلامنا الرياضي تحول إلى "بوق" للأندية ومسيريهم النافذين وتحول بذلك الى سلاح فتاك بيد الأندية وقد ساهم ذلك في تكريس العديد من الظواهر السلبية على غرار عنف الملاعب أو الجهويات وإثارة النعرات بين الأندية ولا نذيع سرا إذا قلنا بأن الصحافة الرياضية تحولت إلى صحافة للأندية تستميت في الذود عنها حتى وإن لزم الأمر رفع شعار "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" وهو ما زاد من تكريس التعصب للأندية وما ينجر عنه من انتهاكات خطيرة لأخلاقيات المهنة.. ومما ساهم في تفشي الإنحرافات في الإعلام الرياضي أنه يعتمد في جانب كبير منه على المتطفلين على المهنة ممن تعوزهم الكفاءة ولكن أيضا الانتماء. لذلك فإن تعلقهم ووفاءهم يكون لمهنهم الأصلية وليس لمهنة الصحافة الرياضية التي تبقى بالنسبة إليهم مجرد وسيلة لتحقيق بعض المداخيل الإضافية وربما لتحقيق غايات أخرى وهذا طبعا ما يتنافى ومهنة الصحافة عموما التي تعتبر من المهن المقدسة التي ينبغي على كل من يمارسها أن يتشبع بمبادئها وأهدافها النبيلة وإلا فإنها تتحول إلى سلاح فتاك ..وهو للأسف واقع صحافتنا الرياضية.. خالد النوري