التقى الأمناء العامون لثلاثة أحزاب هي حزب الوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري والاتحاد الديمقراطي الوحدوي في لقاءات حوار و تشاور وأصدروا بيانين أخرهما يوم 10 أوت 2010. ولكن فجأة سمعنا عن انسحاب أحد الأحزاب الثلاثة وهو حزب الوحدة الشعبية. وبقي مصير هذا المشروع مجهولا. لذلك التقت "التونسية" الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي لمعرفة ما سيحدث فكان هذا الحوار: * علمنا أن حزب الوحدة الشعبية قد انسحب من الائتلاف الثلاثي، فهل هذا يعني موت الفكرة؟ -أولا من المهم الإشارة الى أن ما جمع الأمناء العامين لأحزاب الوحدة الشعبية و التحرري الاجتماعي و الديمقراطي الوحدوي لم يكن ائتلافا أو تحالفا ..هي لقاءات تشاور وحوار، وقد ورد ذلك في البيانين الصادرين عن اللقاء الأول و الثاني ..وبالتالي لا يمكن الحديث عن موت "فكرة" ليست موجودة أصلا . السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية أكد في تصريحاته الصحفية أن الوقت لم يحن ولم ينضج للتحالفات و ذلك موقفه ورأيه ..وأكد أيضا انه سيبقى في علاقة تشاور وحوار مع الأحزاب الأخرى ..وبالتالي أعتقد أنه ليس هناك حديث عن الانسحاب من التحالف لأن التحالف لم يكن موجودا أصلا. المشكل من وجهة نظري أن التعاطي الإعلامي مع لقاءات الأمناء العامين المذكورين ركز على مصطلحات لم تكن دقيقة مثل " التحالف الثلاثي" و "الائتلاف الثلاثي" ...وهو ما أعطى انطباعا للرأي العام أن ما جمع الأمناء العامين للوحدة الشعبية و التحرري الاجتماعي و الديمقراطي الوحدوي هو تحالف ثلاثي قائم على أرضية وبرنامج و الحقيقة طبعا غير ذلك. * إذن ما هو الاسم الذي تحبذونه؟ - كما ذكرت ما جمع الأمناء العامين المذكورين هي مجرد لقاءات للتشاور في إطار سلسلة تشاورات وحوارات. ولم ترتق هذه اللقاءات إطلاقا إلى مستوى التحالف أو الجبهة وهو ما أكدنا عليه في البيانين الذين أصدرناهما. ثم إن هذه اللقاءات ليست وليدة اليوم أو اللحظة ، فالتواصل بيننا كان دائما موجودا ولم ينقطع مطلقا .والجميع يدرك أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي مع الحوار مع كافة الأحزاب الوطنية دون استثناء طبعا على قاعدة مجموعة الثوابت الوطنية . * وهل اكتفيتم بثلاثة أحزاب فقط أم هناك نية في دخول أحزاب جديدة في هذه اللقاءات؟ - لقد سبق أن أكدت في أكثر من مناسبة أن حزب الاتحاد الديمقراطي مع الحوار والتشاور مع كافة الأحزاب الوطنية من أجل خلق مسار حواري نصل من خلاله إلى حد أدنى من التوافق الوطني وذلك للمحافظة على المكتسبات والإنجازات الوطنية والارتقاء بتونس . * فهل هذا يعني أن المشروع ما زال قائما؟ - إذا كنت تقصدين بالمشروع الحوار و التشاور بين الأحزاب أقول أن هذا الأمر لا يمكن أن ينتهي ومازال قائما فعلا ..اما اذا كنت تقصدين بالمشروع .."التحالف" وغير ذلك فكما قلت لك ..مجمع الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة لم يكن تحالفا أو ائتلافا. * هذه اللقاءات التشاورية كما سميتها، ألا تعتبر ردة فعل على النداءات التي أطلقت مؤخرا مطالبة رئيس الدولة بالترشح للانتخابات القادمة؟ - بالنسبة إلينا في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نحن حزب سياسي له برنامجه ورؤيته لايتعامل بمنطق ردود الفعل. أما بالنسبة الى المناشدات التي أطلقت مؤخرا ..أقول إنها صادرة عن مواطنين في مواقع مختلفة و لاأستطيع كما لا يستطيع أي كان التدخل في حرية هؤلاء..هؤلاء أحرار في دعوتهم . أما بالنسبة الى حزبنا فإن الهياكل الحزبية ستتعامل مع الموضوع وستدرس الأمر في الوقت المناسب و تتخذ الموقف المناسب ..أقول هذا لأن هذه المناشدات صادرة عن مواطنين و لم تأخذ بعد بعدا رسميا وحزبيا . * ماذا أعد الحزب من أنشطة للسنة السياسية الجديدة؟ - نشاطنا لم يتوقف فهو متواصل. ولكن خلال هذه السنة السياسية سننطلق بتفعيل مبادرة الحزب والتي سبق وأن أطلقها في برنامجه السياسي لسنة 2009 خلال الحملة الانتخابية. وتتمثل في جعل يوم 1 أكتوبر يوما وطنيا لمناهضة التطبيع في تونس. كما سنعمل على تفعيل مبادرة مطالبة فرنسا بالاعتذار وجبر الأضرار. هذا إلى جانب تفعيل برامج الحزب مرحليا خاصة في المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وستكون هذه السنة مركزة بالأساس على مسألة التنمية السياسية وذلك من خلال جملة من الندوات واللقاءات الفكرية الحزبية والوطنية. فضلا عن ذلك الحزب مقبل على المؤتمر الخامس وما يتطلب ذلك من استحقاقات فكرية وسياسية واستعدادات مادية وتنظيمية. * بما أنك تتحدث عن التطبيع، ما هو موقفكم من الفنانين الذين غنوا في إسرائيل؟ - أوجه تحية لأولئك الفنانين المطبعين لأنهم بفعلتهم تلك أكدوا لمنتقدينا وللذين يعيبون علينا كيف نعلن يوما وطنيا ضد التطبيع في تونس أنه يوجد مطبعون وكذلك دعاة للتطبيع. ف"محسن الشريف" و"عبد الوهاب الحناشي" و"سليم البكوش" وغيرهم ممن غنوا في إسرائيل هم خير مثال على ذلك. * هل تنوي تجديد ترشحك لأمانة الحزب؟ إعلان ترشحي أوعدمه للأمانة العامة للحزب سيكون في الوقت المناسب ما يهمني اليوم هو مواصلة نشاطي كأمين عام للحزب ومزيد الارتقاء بأدائه إلى حدود موعد المؤتمر . والأكيد أن المؤتمر المقبل للحزب سيكون ديمقراطيا و شفافا و سيعرف تعددية في الترشح لمنصب الأمانة العامة و سيكون الاقتراع المباشر و السري هو الفيصل * وبالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية القادمة هل ستجدد ترشحك؟ - الموضوع سابق لأوانه بكثير ..لا يجب أن تنسي ان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أمامه مؤتمر خلال الربيع المقبل ..لكن عندما يُطرح هناك هياكل و مؤسسات الحزب ستدرس الموضوع ..طبعا وفق الشروط الدستورية أميرة محمد