يعيش النادي الصفاقسي ظرفا خاصا جدا منذ بداية الموسم وأحداثا تتشابك فصولها منذ انتهاء رحلة البحث عن رئيس جديد للنادي خلفا لمنصف السلامي الذي اختار قبل رحيله المدرب الفرنسي بيار لوشنتر الخارج لتوه من تجربة مريرة مع النادي الإفريقي قبل أن تنتهي تجربته مع نادي عاصمة الجنوب تقريبا على نفس الشاكلة أو أشد دراماتيكية بعد فقدان كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وتوديع مسابقة كأس تونس منذ الدور السادس عشر ضد الاتحاد المنستيري. أمام هذه الوضعية غير المنتظرة قررت هيئة النادي الصفاقسي إقالة لوشنتر والدخول في اتصالات مع المدرب فوزي البنزرتي الذي مانع واشترط قبل مجيئه قبل أن يماطل الهيئة على غرار سنة 1997 عندها اختارت الهيئة المديرة منح الفرصة لنبيل الكوكي الذي كان عند قدومه إلى صفاقس محل معارضة جبهة واسعة جدا من جماهير النادي الصفاقسي التي هددت بالويل والثبور إن وقع انتداب هذا المدرب قبل أن تتغير الأحوال بنسبة 180 درجة و"يهبط العسل في هذا الفني" ويثبت كمدرب أول بعد فشل المفاوضات مع المدرب فوزي البنزرتي كما أسلفنا. قد يكون النادي الصفاقسي قد أنهى موسمه و"لم يعد له في السوق ما يذوق" عندها يكون حريا بهيئة الفريق الإتيان بمدرب محنك يعيد بناء الفريق ويحي في لاعبيه جذوة الحماس للحصول على مرتبة متقدمة في البطولة ناهيك وأن هذا الهدف يبقى غير مستحيل بالنظر إلى المستوى العام للبطولة. ما الذي حدث في مدرجات ملعب الطيب المهيري لتتحول تلك الجماهير من ساخطة على قدوم الكوكي إلى هاتفة باسمه لولا وجود مخطط حبكت فصوله خفية في بعض المكاتب لتنطلق على إثرها بعض الأفراد المأجورة في التمجيد والتطبيل دون الحديث عن بعض "الأقلام" المأجورة للأسف الشديد التي استكملت فواصل المسرحية الركيكة بإيعاز من بعض المسيرين الذين لا تخفي أسماؤهم على أي محب للنادي الصفاقسي. ما الذي يحمله الكوكي في جرابه من خبرة كمدرب ليثبت كمدرب أول لأكابر النادي الصفاقسي ؟ وهو ما أكدته المباريات من خلال حصول الفريق على 4 نقاط في 3 مباريات إجمالا لم يرتق فيها الأداء إلى المستوى المطلوب رغم أن البعض قد يقول إن السي آس آس عانى اليوم من غياب ما لا يقل عن 8 ركائز أساسية. وهو ما دفع نبيل الكوكي إلى إقحام الشبان واعتماد سياسة التشبيب فهل التشبيب يعني تفريغ الفريق من ركائزه على غرار هيكل قمامدية وأمير الحاج مسعود والتفريط في ثلة أخرى من اللاعبين دون مقابل على غرار نزار قربوج وانتداب لاعبين عاطلين يجرون تاريخهم وراءهم ثم التفريط فيهم مجانا مما أثقل خزينة النادي وعطل انطلاقته الحقيقية. "أزمة" النادي الصفاقسي الراهنة إن صحت العبارة هي أزمة تسييرية بالأساس بدءا بالهيئة المديرة وصولا إلى اللجان التابعة لها من دعم واستشارة وحكمة ومجلس شيوخ وما تبعها مما جعل النادي فاقدا لكلمته المسموعة في الجامعة وأشبه ما يكون بنمر قلعت أنيابه ومخالبه وعانى من ظلم ذوي القربى على غرار أحد أفراد الطاقم الطبي الذي مرت أزمان وأزمان وتعاقبت هيئات وهيئات ومدربون ومدربون وهو ثابت في موقعه لا تزعزعه رياح ولا عواصف ولا أنواء بل إن هنالك شبه إجماع على ان هذا "الشخص" هو أحد أسباب علة الفريق وان محاسبته باتت ضرورة ملحة قبل "خراب البصرة". أحمد شورى