وأبرز السيد مصطفى كمال النابلي" بهذه المناسبة فخره واعتزازه بالانتماء إلى هذه المؤسسة الوطنية والتي تعد "رمزا له تاريخه ومكانته منذ الاستقلال" مؤكدا أن تونس مقبلة على مرحلة جديدة في ظل ظروف تاريخية سيكون لها لا محالة تأثير على طريقة عمل البنك المركزي التونسي. وبين أهمية التحول الديمقراطي مؤكدا أنه نتاج ثورة شعب وشباب تونس ولا بد من التعامل معه بروح المسؤولية والوطنية خاصة وأن تجاوز المرحلة بسلام اقتصاديا وماليا من شأنه أن يدعم المسار الديمقراطي في تونس داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة الوعي بالتحولات العميقة والتغيرات الجذرية وطموحات الشعب التونسي الذي ناضل من أجل تحقيق الديمقراطية. وأكد الأهمية التي لا بد أن يحظى بها الجانب الاقتصادي والمالي في خضم التحولات التاريخية التي تشهدها البلاد حاليا خاصة وأن بعض منطلقات هذا التحول تعزى إلى تفاقم البطالة وعدم تكافئ الفرص وبالتالي فإن "الديناميكية الاقتصادية جزء لا يتجزأ لحل هذه المشاكل". وشدد على استقلالية معهد الإصدار مؤكدا أن "البنك المركزي التونسي ليس مؤسسة سياسية ولا يتدخل في السياسة لكنه لا يعيش في عزلة عن محيطه لأن ما يطرأ على المجال الاقتصادي والمالي له تأثير بصفة أو بأخرى على السياسة. وبالموازاة مع التطورات السياسية التي تشهدها تونس أكد السيد "مصطفى كمال النابلي" على ضرورة الانطلاق في أسرع وقت في العمل والإنتاج مبينا أهمية "تعزيز دور البنك المركزي التونسي في دعم المجالات الاقتصادية والتنموية وضمان الاستقرار المالي خاصة في ظل هذا الظرف الحساس". ولاحظ أن استرجاع الثقة في القطاع الاقتصادي والمالي وعودة المؤسسات المالية إلى النشاط العادي مع إثبات قدرة الاقتصاد على تخطي تداعيات هذه المرحلة تعد من الأولويات. ولاحظ أن عمل البنك المركزي التونسي خلال الفترة القادمة سيكون قوامه تعزيز الشفافية والفاعلية والتشاور مبينا في هذا الصدد أن المؤسسة تضم من الإطارات والكفاءات بما من شأنه أن يسهم وبصفة فعلية في ضمان الاستقرار الاقتصادي والمالي ودفع التنمية بصفة عامة. ومن جهته أعرب السيد "توفيق بكار" على أهمية المحافظة على المكاسب بل وتدعيمها لأنها تمثل مقومات هامة للمرحلة القادمة خاصة وأن تونس في حاجة لكل كفاءاتها لتخطي هذه الفترة الحرجة بسلام. وإثر موكب التنصيب كان للسيد "مصطفى كمال النابلي" لقاء مع إطارات وأعوان المؤسسة استمع فيه إلى تطلعاتهم وانتظاراتهم وأكد خلاله أهمية اتسام أداء البنك المركزي التونسي بالجدوى والفاعلية وتعزيز تواجده على المستوى الدولي مبرزا توقه إلى تطور أداء البنك المركزي التونسي ليصبح في مستوى المواصفات العالمية.