عاجل/ إحباط عملية انتحارية واعتقال عملاء للموساد في ايران..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    50 مقاتلة تشن غارات بطهران وصواريخ "فتّاح" تستهدف إسرائيل للمرة الأولى    ايرادات السدود ارتفعت ب 200 مليون متر مكعب بالمقارنة مع العام الماضي    أنس جابر تواجه اليوم جاسمين باوليني في ثمن نهائي بطولة برلين للتنس    بيب غوارديولا.. عائلتي تحب تونس    نسبة امتلاء السدود بلغت حاليا 55 بالمائة    إيران تفكك شبكات جوسسة وتنفذ اعتقالات وتضبط ورشة سرية    حرب الابادة متواصلة.. 93 شهيدا بغارات صهيونية على نقاط توزيع المساعدات في غزة    لردع مهربي السيارات ...اليوم تجهيز 11 معبرا حدوديا بآلات متطورة    صدور أمر بالرائد الرسمي يقضي بمنع المناولة في القطاع العام وبحل شركة الاتصالية للخدمات    مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان افريقيا تعقد جلسة عمل مع ممثلي وزارة الخارجية    تدشين أقسام طبية جديدة بمستشفى شارل نيكول باستثمارات تفوق 18 مليون دينار    إختيار 24 عينة فائزة في الدورة الثامنة لجائزة أحسن زيت زيتون تونسي بكر ممتاز    ملتقى تونس الدولي للبارا العاب القوى (اليوم الثاني) تونس تحرز خمس ميداليات جديدة من بينها ذهبيتان    فلاحتنا... وزير الفلاحة في المؤتمر الإقليمي «صحة واحدة مستقبل واحد».. الأمراض الحيوانية تتسبب في 60 ٪ من الأمراض المعدية للبشر    مع تراجع المستوى التعليمي وضعف التقييم...آن الأوان لإجبارية «السيزيام»؟    تدشين قسم طب الولدان بمستشفى شارل نيكول بمواصفات متطورة    ضاحية مونمارتر تحتضن معرض فني مشترك بين فنانة تونسية وفنانة مالية    "عليسة تحتفي بالموسيقى " يومي 20 و 21 جوان بمدينة الحمامات    صفاقس: تنظيم يوم الأبواب المفتوحة بمركز التكوين والتدريب المهني بسيدي منصور للتعريف بالمركز والإختصاصات التي يوفرها    الدورة الأولى لتظاهرة "لقاءات توزر: الرواية والمسرح" يومي 27 و28    عاجل/ بلاغ هام حول التجارة عبر الانترنات    حياتي في الصحافة من الهواية الى الاحتراف    اصدارات جديدة لليافعين والاطفال بقلم محمود حرشاني    باجة: اعادة اكثار واحياء قرابة 5 الاف صنف من الحبوب بنجاح    شنيا الماكلة اللي تنفع أو تضرّ أهم أعضاء بدنك؟    الملعب التونسي يعزز صفوفه بالحارس نور الدين الفرحاتي    تحذير طبي: خطر الاستحمام بالماء الساخن قد يصل إلى الإغماء والموت!    المنتخب التونسي يشارك في بطولة افريقيا للرقبي السباعي بالموريس يومي 21 و 22 جوان الجاري    منوبة: فتح الجزء الثاني من الطريق الحزامية " اكس 20 " بولاية منوبة    قفصة : حلول الرحلة الثانية لحجيج الولاية بمطار قفصة قصر الدولي وعلى متنها 256 حاجا وحاجة    المائدة التونسية في رأس السنة الهجرية: أطباق البركة والخير    بُشرى للفلاحين: انطلاق تزويد المناطق السقوية بمنوبة بمياه الري الصيفية    الحرس الثوري الإيراني يصدر بيانا حول ضرب مقر "الموساد"    تعرفش علاش الدلاع مهم بعد ''Sport''؟    ماهر الكنزاري : " أشعر بالفخر بما قدموه اللاعبون"    الدورة 12 من الملتقى الوطني للأدب التجريبي يومي 21 و 22 جوان بالنفيضة    ترامب يهاجم ماكرون بعنف: ''لا يعرف سبب عودتي... ويُطلق تكهنات لا أساس لها''    قائد عسكري إيراني: شرعنا باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة    عاجل/ رئيس الدولة يفجرها: "لا أحد فوق المساءلة والقانون..ولا مجال للتردّد في إبعاد هؤلاء.."    6 سنوات سجنا لنائب سابق من أجل الإثراء غير المشروع    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي..    الطقس اليوم: حرارة مرتفعة..وأمطار مرتقبة بهذه الجهات..    موعد إعلان نتائج البكالوريا 2025 تونس: كل ما تحتاج معرفته بسهولة    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بوزيري الشؤون الاجتماعية والاتصال..    عاجل/ آخر مستجدات أخبار قافلة الصمود لفك الحصار على غزة..    عدد ساعات من النوم خطر على قلبك..دراسة تفجرها وتحذر..    رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل 'رسالة خاصة'عن الحرب    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    كاس العالم للاندية : فلامنغو البرازيلي يجسم افضليته ويتفوق على الترجي بثنائية نظيفة    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسب صحيفة "سوسبانس شوو": ليلى بن علي بالنقاب ممنوعة من شرب الخمر في السعودية
نشر في التونسية يوم 23 - 01 - 2011

أدركت أن الأمر خاسر قبل أسبوعين، "ومحمد البوعزيزي" البائع المتنقل ابن السادسة والعشرين الذي سكب على جسمه وعاء نفط بعد أن صادر موظفو البلدية عجلة خضرواته المستأجرة وبصقوا في وجهه وصفعوه وطرحوه في الشارع، على سرير الموت.
ليلى بن علي،" السيدة الأولى في تونس"، المكروهة أكثر من زوجها الرئيس، نظرت إلى الجسم المغطى بالضمادات الذي صارع حتى أنفاسه الأخيرة
كانت هي أزمته وهو المحتضر الذي أوشك إن يصبح بعد لحظة كارثتها الخاصة. كلاهما السيدة المُحلاة بالجواهر والبائع الميت الحي نشآ من نفس المكان: في عائلتين كثيرتي الأولاد، قليلتي القدرة وبيت مكتظ. حارب كلاهما بأظفاره ليخرج من دائرة الفقر.
نجحت بن علي في تثبيت نفسها في القمة وفي جمع المليارات بفضل شهوة القوة والسحر النسائي الذي عرفت كيف تستعمله في اللحظة الصحيحة، أما "البوعزيزي" فقد هُزم في مواجهة القبضة الحديدية الفاسدة. كان البوعزيزي بائعا بائسا، يجهد في كسب عيشه الضئيل، مثل عادل الطرابلسي بالضبط، والد" السيدة الاولى" الذي كان بائع خضراوات.
لم تولد ليلى بن علي مع ملعقة ذهبية'، يقول المؤرخ التونسي محمد بو زين. "نصبت لنفسها أهدافا في صعود عنيد إلى القمة وكانت ترى جميع الوسائل حلالا".
أشعلت مظاهرات الغضب شوارع مدن تونس الكبرى مدة أربعة أسابيع. وتجرأ عشرات آلاف الشبان لأول مرة في تاريخ نظام الطغيان على تمزيق صور الرئيس في الميادين وعلى أن يصرخوا 'نحن جائعون، أُغرب عنا'. لم يذعر المتظاهرون من رصاص البوليس. وفي كل صباح ينضم عاطلون آخرون وأحرقوا إطارات السيارات وأحرقوا السيارات وسدوا الشوارع واستعدوا لمداهمة قصور الحاكم. وعندما صورت عدسات التصوير رجال شرطة نزعوا خوذاتهم ليمسحوا دموع التأثر والمشايعة، أدركت ليلى بن علي انه يجب عليها الانصراف وكان ذلك قبل لحظة من إعلان موت "محمد البوعزيزي" "كان قلبي و روحي "قالت أمه العجوز فاطمة منُدهِشة. 'وكان أيضا العائل الوحيد في عائلتنا'. أصبح ابنها مع أنفاسه الأخيرة رمز 'ثورة الياسمين' في تونس.
في اليوم التالي قامت سيدة مهندمة مرتبة المظهر في مكتب مدير المصرف الوطني التونسي. 'أريد شراء سبائك ذهبية بمبلغ كبير'، أعلنت بحسب صحيفة 'لو موند' الباريسية التي أبلغت عن الحادثة. وعندما ذكرت ليلى بن علي المبلغ الضخم 45 مليون يورو الذي أرادت استبدال سبائك ذهبية به، قرر مدير المصرف ألا يورط نفسه وهاتف ديوان الرئيس. في اللحظة الأولى وكان الرئيس زين العابدين بن علي متفاجئا من تدبير زوجته الانفرادي، أمر مدير المصرف قائلا 'لا تبع'. نقرت زوجته بأصابع عصبية على طاولة المدير. وبعد ساعة جاء أمر جديد من القصر: 'أعطِ السيدة الأولى كل ما تطلب'. وفي غضون دقائق قليلة جُمعت سبائك ذهب من أربعة فروع ووضعت في أكياس قماش. تركت زوجة الرئيس المكان سريعا مع حراسها، وركبت طائرة وحطّت في إمارة دبي في الخليج العربي.
أقلعت على أثرها إلى باريس ابنتها البكر" نسرين" ابنة الرابعة والعشرين التي كانت مع حمل متقدم؛ وزوجها وهو رجل الأعمال الكبير" صخر الماطري" في الثلاثين؛ والابنة الثانية "حليمة" ابنة الواحدة والعشرين. نقلت قافلة سيارات أرسلتها سفارة تونس في عاصمة فرنسا إلى المطار الهاربين والحراس والخادمين إلى فندق 'ديزني لأند' الفخم، إلى جناحين واسعين حُجزا سلفا (300 جنيه إسترليني لليلة) والى طبقة حجرات كاملة استؤجرت من اجل الحاشية. 'لم يكن من الممكن عدم ملاحظة الضيوف الجدد في الفندق'، قالت إحدى خادمات الغرف. 'خرجت بنتا الرئيس من الأجنحة تلبسان ملابس ثمينة مع حليّ ذهبية وماسية. وانتظرت سيارات فخمة عند باب الفندق. استدعوا خدمات حجرات. خلت نسرين وحليمة الى السفير التونسي 'يجب استكمال جميع الترتيبات قبل ان يأتي سائر أبناء العائلة'. هاتف السفير قصر الاليزيه ووزارة الخارجية وأبلغ انه 'يلوح إمكان أن يهبط الرئيس بن علي ومرافقوه في نهاية الأسبوع'. أعلنت ليلى بن علي من دبي قولها: 'سأنضم إليكم فورا بعد أن أُرتب مكان السكن. يوم الجمعة الماضي، قبل منتصف الليل بقليل، هرب الرئيس من تونس أيضا. ركب طائرة حظيت بمصاحبة لصيقة من طائرتين حربيتين ليبيتين وبعد ساعتين هبطت في مدينة ليون في فرنسا وطُلب إليه ألا يخرج من الطائرة. فقد مال الرئيس "ساركوزي" في بداية الامر إلى منح عائلة الرئيس الهاربة لجوءا سياسيا، بيد أن مستشاريه حذروا من انه 'لن تكون لنا لحظة هدوء' وأشاروا نحو مئات المواطنين التونسيين الذين كانوا قد أخذوا يتظاهرون في شوارع باريس. وقد حذروا صائحين: 'إذا جاء بن علي فسنطارده. وإذا انضمت ليلى فلن نستريح حتى نقضي عليها'. عندئذ صدر إعلان من وزارة الخارجية أن فرنسا لن تمنح عائلة الرئيس لجوءا سياسيا، 'ونتوقع ألا يبقى أي واحد من أبناء العائلة على ارض فرنسا أيضا.
بقيت البنتان في خلال ذلك في فرنسا لكن والدهما أقلع فورا من مطار ليون وحلقت طائرته في الجو مدة ست ساعات إلى أن حصلت على إذن هبوط في جدة في السعودية. 'جاءنا رئيسا وأُدخل على عجل قاعة الرجال المهمين في المطار'، يروي الصحافي السعودي القديم "جمال خاشقجي":" لم ينتظر أحد من قادة المملكة وأولياء العهد الرئيس الهارب بل موظفو صغار الشأن فقط. 'عندما دخل بن علي السيارة التي أخذته إلى منزل الضيافة، نشأ انقلاب حاد لمكانته وأُعلن أنه لاجئ سياسي عندنا بلا ألقاب تكريم. وقد جعله موظفي القصر يوقع على سلسلة قواعد سلوك صارمة." اتكلوا علينا ألا يراه أحد قريبا، ولن تخرج زوجته ليلى للتجوال في مراكز الشراء كما تحب."
ليس واضحا متى بالضبط وصلت ليلى إلى السعودية وانضمت إلى زوجها الرئيس وهل وقعت على 'قواعد الضيافة' التي قررها القصر. تأمرها هذه القواعد من جملة ما تأمر بوضع النقاب وتمنعها من انتعال الحذاء العالي، وقيادة سيارة والخروج من القصر بغير مصاحبة وكيل محلي. فإذا اشتهت الخروج من السعودية فسيكون عليها أن تعرض في المطار رسالة وقعها زوجها تُحل لها مغادرة الدولة. ولا يجوز للزوجين بن علي أيضا مهاتفة تونس ولا يجوز شرب الخمر ولا يجوز إظهار سلوك تحدّ ٍ يخرج عن سلوك الحشمة في المملكة التي تطبق أحكام الإسلام.
لا شك في أن ليلى بن علي في مشكلة شديدة
يدان طويلتان
وُلدت في ظروف صعبة، الخامسة بين أحد عشر ولدا "لمحمد وسيدة الطرابلسي". عملت حتى زواجها من بن علي في تسريح الشعر: في البداية عملت غاسلة شعر في صالون حلاقة، وبعد ذلك حلاّقة. في سن أل 18، وكانت حسناء جدا ومهندمة ومرتبة، نجحت" ليلى الطرابلسي" في اجتذاب انتباه "خليل معاوي" رجل أعمال في بداية طريقه وتزوجته. صمد الزواج ثلاث سنين فقط. وفي هذه المرحلة قررت العمل في استيراد منتوجات التجميل لكنها عملت بلا رخصة، واستعملت المهربين وورطت نفسها مع القانون وتم اعتقالها. أوصاها صديق قريب بالتوجه إلى الرئيس بن علي كي يعمل في الإفراج السريع عنها. وعندما خرجت من المعتقل شكرت الرئيس 'على نحو شخصي' وهكذا بدأ الأمر.
أصبحت ليلى الطرابلسي عشيقة بن علي السرية، الذي كان متزوجا آنذاك "نعيمة الكافي"، أم بناته الثلاث.
في 1992 أعلن القصر انفصال الزوجين الرئاسيين وأوضح أن 'الرئيس معني بتجربة حظه مع امرأة أخرى ليحظى بابن ذكر'. جاءت من الزواج ب"ليلى الطرابلسي" البنتان" نسرين "و"حليمة" أولا وجاء بعدهما الابن "محمد" وهو في السابعة اليوم. قالوا في تونس هذا الأسبوع إن فرق السن بين الطاغية والسيدة الأولى فهو في الرابعة والسبعين وهي في السابعة والخمسين عمل لمصلحتها في الأساس. 'بقيت حلاقة في أعماق نفسها'، تقتبس وثائق 'ويكيليكس' محادثة بين "سهى عرفات" صديقة ليلى بن علي سابقا، وسفير الولايات المتحدة في تونس. 'فقد حرصت من جهة على تدليل بن علي المريض بالسرطان. ونمّت من جهة ثانية يدين طويلتين دُستا عميقا في الملعب السياسي وفي عالم الأعمال. استغلت مكانتها للتدخل في قرارات اتُخذت في القصر ولإملاء تعيينات مقربيها'. تشهد الأزمة التي نشبت في علاقتها بأرملة الرئيس الفلسطيني على طرق سلوك "ليلى بن علي" وشقيقيها، "بلحسن" و"عماد الطرابلسي" ومعهما أبناء عائلة آخرون استغلوا القرابة ليجمعوا في جيوبهم الخاصة عشرات الملايين. بحسب التقديرات، أودعت عائلة الرئيس في الحسابات المصرفية في اوروبا 3.5 مليار دولار، جُمعت في سنوات حكم بن علي، ابتز أبناء العائلة بحسب الشبهات أصحاب حوانيت، وسيطروا على شركات خلوية ومصارف وعينوا من يرعونهم محرري صحف لمنع نشر تحقيقات عنهم.
رعت "ليلى بن علي" "سهى عرفات" قبل ست سنين. فبعد جنازة زوجها في الحال أقلعت الأرملة مع ابنتها زهوة إلى تونس وحصلت هناك على فيلا فخمة، وحراس وعلاقة حميمة مع القصر. 'اشترى الرئيس بن علي لزهوة حاسوبا'. افتخرت عرفات، 'وتعاملني ليلى، السيدة الأولى مثل شقيقتي الكبرى'. غير أن شهر العسل انقضى عندما تنافست الاثنتان في إقامة شبكة مدارس خاصة. كانت عرفات على يقين من أن المدرسة للأغنياء فقط على اسم لويس باستور في قرطاج ستنتقل إلى ملكيتها بعد أن أنفقت عليها 2.5 مليون يورو (تبرعا من القذافي). تبين لها فجأة أن السيدة الأولى تطمع فيها. جرت لتشكو للقذافي وهاتفت ملكة الأردن أيضا. والتقطت المكالمات الهاتفية في القصر. في صيف 2007 سافرت عرفات مع زهوة في عطلة إلى مالطة، وهناك أدهشها أن قرأت في صحيفة أنها أصبحت شخصية غير مرغوب فيها في تونس. سُلبت جواز سفرها واختفى الحراس والفيلا، وصودر جميع المتاع والخزائن. 'فقدت كل ما كان لي'، اشتكت عرفات للسفير الأمريكي في مالطة الذي أسرع إلى إرسال برقية إلى واشنطن. وقد كُشف عن الوثيقة الساخنة مع سلسلة الشتائم التي وجهتها عرفات الى 'الحلاقة' بين وثائق 'ويكيليكس"
يتجرأ الجيران الآن في البلدة السياحية الحمامات، التي بُني فيها قبل بضع سنين قصر يأسر العيون وفي مقدمته بركة سباحة اولمبية، يتجرؤون الآن على الشكوى من 'الجارة السيئة'، التي وسعت مساحة القصر حتى ابتلعت كل البيوت السكنية وفي يوم الاثنين من هذا الأسبوع داهم شبان غاضبون القصر، وسلبوا الجواهر وصادروا أكوام ملابس وأحذية، ولوحوا إزاء عدسات التصوير بمجموعات زجاجية من ماركة فيرجي وهشموها وطرحوا مشاعل وأحرقوا القصر.
إلى هذا الأسبوع كان يُزج في السجن كل من حاول أن يشكو مافيا عائلة السيدة الأولى. 'أبغض المواطن الصغير في تونس هذه المرأة وخاف منها خوفا شديدا'. قابل الممثل التونسي "احمد بن سعيدي" الذي تجرأ قبل سنتين على السخرية من 'السيدة' جمهورا غاضبا. لم يضحك أحد ولم يصفق أحد. وعندما حاول أن يقلد 'العرّاب المحلي' بلحسن، شقيق السيدة، بدأ الجمهور يعرق. نزل بن سعيدي عن المنصة ووجد رجال شرطة ألقوا به في السجن، ولم يحاكم إلى اليوم. وأُفرج عنه آخر الامر هذا الاسبوع .بحسب تحليل خبيرة القانون التونسية" سلوى الشرفي"، 'نقلتْ ليلى بن علي لزوجها فيروس الفساد لكنه لم يعلم إلى أين وصلت أيدي عائلتها'. من المؤكد أن هذه الأيدي كانت طويلة. مع زواجها بالرئيس بن علي سيطر شقيقها البكر بلحسن، على شركة الطيران الوطنية. وحصل سائر الإخوة على مناصب رئيسية في شركات عقار ومصارف وشركات تصدير واستيراد (ولا سيما للسيارات) وشركات هواتف محمولة. وسيطر فريق من العائلة على الممتلكات واهتموا بأن يحولوا إلى زوجة الرئيس حصصا كبيرة. 'كانت مشاركة في كل صفقة'، قال هذا الأسبوع "مروان بن حميد"، وهو رجل تصدير خسر آلاف الدولارات لصالح 'العائلة'. 'دست أصابعها أيضا في صفقات تمت مع اسرائيليين.حرصت على أن تبدو في الخارج امرأة عصرية ولم تُخف كراهيتها للحركات الإسلامية في بلادها. كان من أفضالها النشاط الحثيث من اجل مساواة حقوق النساء ومكانتهن، والدفع لتشغيلهن في القطاعين العام والخاص. وقد دفعت أجهزة التربية أيضا إلى الأمام واهتمت بالنفقة على حواسيب واستكمالات مهنية للمعلمين. كذلك أنشأت رابطة لعلاج مرضى السرطان باسم والدتها الراحلة سيدة، وحصلت على تمويل حكومي بلغ عشرات ملايين الدولارات لإنشاء مؤسسة أهّلت معوقين للانضمام إلى دائرة العمل في تونس، وفتحت لهم أبوابا في مصانع وشركات هواتف محمولة سيطرت عليها عائلتها. وكانت نشيطة في الساحة العربية أيضا وعُينت رئيسة 'منتدى النساء الرائدات في العالم العربي'.
من المنطقي أن نفترض أن يُفتح في القريب صندوق ثقيل. والتقديرات انه يحتوي على سلوك عنيف، وسرقة ممتلكات في وضح النهار، وجباية رسوم رعاية من أصحاب أعمال كبيرة ومتوسطة. من المعلوم مثلا أن "عماد الطرابلسي" وهو أحد إخوة زوجة الرئيس مشتبه فيه بأنه سرق قبل أربع سنوات قاربا في "مرساي" في فرنسا. ركب هو ورجاله القارب في الليل وأبحروا به إلى تونس حيث صبغوه من جديد وأزالوا ألواح تعريفه. تلقت ليلى بن علي شكوى من صاحب القارب، وهو مصرفي فرنسي جليل، وأسرعت إلى التهديد برفع دعوى مضادة تدعي فيها انه ليس لها ولعائلتها أية علاقة بالحادثة. تصف إحدى وثائق 'ويكيليكس' الدهشة التي أصابت السفير الأمريكي في تونس، "روبرت جوديك"، عندما وجد نفسه ضيف شرف على عشاء في القصر العائلي في قرطاج في جويلية 2008. كتب السفير قبل الحادثة إلى الإدارة في واشنطن قائلا: 'ينطبع في نفسي أن عائلة الرئيس بن علي مكروهة في بلدها ومقطوعة عن كل ما يحدث فيه، وأنا أسمع عن عمق مشاركتها في الفساد وعن إمبراطورية الأعمال التي أنشأتها بطرق تُذكر بالمافيا الايطالية'. آنذاك جاء إلى العشاء الذي أُقيم في بيت "نسرين" ابنة "السيدة الأولى" البكر وزوجها "محمد صخر الماطري" مدير المصرف الإسلامي "الزيتونة" . تكومت على المائدة واحدة بعد الأخرى اثنتا عشرة وجبة غورميه جيىء بها في طائرة من باريس ذلك الصباح. أشرف طباخ فرنسي على الوجبة. وعندما خرج الضيوف إلى حديقة القصر، وقع نظر السفير على نمر تسلية سُمي" فاشا" ودُعي لمصافحة مدرب النمر الخاص.
'كان الحديث هاذيا'، كتب السفير. 'ساء رأيي في القدرات الثقافية المتدنية للمضيفين وأبناء العائلة الذين دُعوا تكريما لي. وأشرفت ليلى على كل شيء في مظهر ريائي، مُحلاة بجواهر ثمينة. كانت ترمي إلى إبراز مكانتها باعتبارها
"السيدة الأولى"هُشّم جزء كبير من تلك الجواهر هذا الأسبوع أمام عدسات التصوير في أثناء عمل تظاهري رمز إلى نهاية طريق 'إميلدا ماركوس التونسية'


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.