كانت حادثة انتحار البوعزيزي شرارة الانتفاضة التي شهدتها تونس والتي اهتز لها الشعب. وهناك حادثة وقعت ومع الأسف يوم الأربعاء 14 فيفري 2007 يوم "عيد الحب" الذي تحول بمنطقة الشراردة إلى يوم كراهية وحقد بعد أن أقدم احد أبنائها ويدعى محمد بن العروسي بن غرس الله من معتمدية الشراردة ولاية القيروان على الانتحار حرقا أمام قصر الرئاسة بقرطاج . وصورة الحادثة كما رواها أهله في ذلك الوقت أن محمد حاول الحصول على قرض فلاحي لاستصلاح ارض والده فلم تمكنه لا المندوبية الجهوية للفلاحة ولا وزارة الفلاحة التي تقدم لها بملف كامل في الغرض ، فتوجه إلى قصر قرطاج لمقابلة رئيس الدولة لعرض شكواه والحصول على القرض المطلوب حتى يستصلح الأرض ويستقر ويخرج من واقع البطالة الذي كان يعيشه منذ سنوات . إلا أن رجال الأمن الموجودين بالباب رفضوا السماح له بذلك فبقي يوم الثلاثاء 13 فيفري كاملا أمام القصر الرئاسي دون جدوى. وفي اليوم الموالي – أي يوم الأربعاء 14 فيفري 2007 جلب معه قارورة بنزين وهدد بحرق نفسه إن هو منع من مقابلة رئيس الدولة. وأمام رفض أعوان الأمن ذلك أضرم النار في جسمه وحينها حمل إلى مستشفى المرسى أين لفظ أنفاسه متأثرا بحروقه. ومحمد أيضا كان ضحية تجاهل المسؤولين الذين أغلقوا كل الأبواب في وجهه وتملكه اليأس والإحباط وقد أخفيت معالم الجريمة التي اقترفت في حقه إذ دفن تحت ضغط الأمن دون أن تتمكن عائلته من توديعه ودون ان يشاع خبر انتحاره أو يحرك المسؤولون أو الشعب ساكنا . ن ع