" تعززت قائمة ضحايا الانتفاضة الشعبية التي شهدها عدد من جهات الجمهورية بضحية جديدة وهو شاب في الثلاثين من عمره كان قد أقدم يوم الخميس 13 جانفي 2011على الانتحار حرقا بمعتمدية الشراردة التابعة لولاية القيروان بعد خلاف مع عناصر للشرطة بمنطقة الشوائحية,حيث تم إيداعه منذ ذلك التاريخ بمركز الحروق البليغة ببن عروس . ومتابعة للخبر الذي كنا تابعناه في إبانه علمت "التونسية" أن الشاب لطفي عويشاوي وهو متزوج وأب لطفلتين قد فارق الحياة مساء السبت متأثرا بحروقه البليغة والتي أصابته بعد أن سكب على جسده البنزين وأضرم فيه النار حيث تدخل جيرانه لإنقاذه ونقله إلى المستشفى. التونسية تحدثت إلى والد الضحية والمدعو محمد والذي كان ينتظر تسلم الجثة من قسم الطب الشرعي بمستشفى شارنيكول حيث أكد قائلا: ذهب ابني ضحية البطالة والظروف الصعبة علاوة على المحسوبية والظلم الذي تسبب فيه عدد من المسؤولين بالمنطقة إذ لا تتاح فرص العمل إلا لأقربائهم وأهاليهم لقد فاضت الكأس وأصبح الأمر لا يطاق فقد أقدم يوم الثلاثاء 11 جانفي على سكب البنزين على جسده وأضرام فيه النار وذلك بعد أن دخل في جدال مع أعوان الحرس الوطني ." وعن أسباب تدخل الحرس في الحادثة يقول :" لقد احتج المرحوم على أبناء صاحب مقهى بالمنطقة قاموا بطرده الأمر الذي حز في نفسه وأفاض الكأس حينها قام هؤلاء بالاتصال بمركز الحرس الذين قدموا لإيقافه دون التثبت في إمكانية تورطه من عدمها أو التحري عن الأسباب, لقد أحس ابني بالظلم فعمد إلى سكب البنزين على جسده وأضرم فيه النار أمام أعوان الحرس وجميع رواد المقهى الذين هبوا لإنقاذه حيث تم نقله إلى المستشفى المحلي بالشراردة ومنه إلى المستشفى بالقيروان فمركز الحروق البليغة ببن عروس حيث لبث فيه مدة 13 عشر يوما يعاني آلام الحروق ليلفظ أنفاسه يوم السبت." وتتدخل زوجة الضحية قائلة:" لقد ذهب زوجي ضحية الظلم والفساد الذي تسبب فيه بعض المسؤولين بالجهة فقد كاتبناهم كثيرا إليهم طلبا للشغل لكن لا من مجيب فلم نسمع إلا الوعود الكاذبة التي تؤلم اغلب شباب المنطقة ... لقد توفي زوجي ضحية تلك الظروف القاسية فلا منزل نأوي إليه ولا لقمة تسد رمق طفلتي. أملي أن يصل ندائي إلى السلطات المعنية حتى لايضيع حق زوجي ورجائي أن تقع محاسبة المسؤولين عمّا جرى وماآلت إليه أوضاع شباب المنطقة ككل وان يعاقب المتسببون في ما حدث والذين لم يكفيهم احتراقه ليطلقوا الإشاعات حوله بغية تبرئة ذمتهم مما جرى ." وقد استغربت عائلة الهالك "لطفي عويشاوي " التي أكدت انها لن تتنازل عن حق ابنها عدم إبلاغهم بخبر وفاته من قبل إدارة المركز إذ تحولت زوجته عشية الأحد إلى بن عروس لزيارته زوجها فأعلمتها الإدارة بوفاته وكأّن الأمر عاديا ولا يستحق مجرد مكالمة هاتفية للعائلة الملتاعة التي صدمت لهول الخبر وساءها غيابها عن لحظات ابنهم الأخيرة حيث لفظ أنفاسه وحيدا .