نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية مناظرتين سنة 2009 لانتداب 5 متفقدين جهويين للتربية الاجتماعية و 8 متفقدين خارجيين للتربية الاجتماعية وفق أحكام الأمر عدد 355 لسنة 1973 و النصوص المنقحة و المتممة لها. و الملاحظ انه تم اعتماد منهجية محددة ترنو إلى تحقيق أهداف أخرى غير التي بعثت من اجلها المناظرتين عند مراجعة سيرورة تنظيمهما مما يدفعنا إلى التساؤل حول الهدف من ذلك خاصة و انه على المستوى الميداني لم يتم تعزيز حقيقي لسلك المتفقدين باعتبار أن الإداريين حافظوا على خططهم كما أن الشغورات التي أقيمت من اجلها المناظرة لم يتم سدها هذا ووظف القانون و استعمل بمزاجية و أقصي العاملون في القطاع ؟ و من اجل متابعة الموضوع و توضيح اشكالياته وجب عرض سيرورة تنظيم المناظرتين حيث انه تم فتح مناظرة أولى لانتداب 5 متفقدين جهويين للتربية الاجتماعية رغم أن العدد الجملي للمتفقدين لا يتجاوز 19 متفقدا خمسة منهم يشغلون خطط وظيفية (مدير محو الأمية و تعليم الكبار و ثلاثة منسقين جهويين لتعليم الكبار و رئيس وحدة للنهوض الاجتماعي)و تتراوح أقدمية 17 منهم في تعليم الكبار في تاريخ الإعلان عن المناظرة بين 3 و 5 سنوات إذ تم انتدابهم على مجموعتين من وزارة التربية و هم من اختصاصات متعددة و اعتبارا لكون النص المنظم لهذا السلك يشترط للمشاركة في مناظرة الارتقاء إلى هذا الصنف الدرجة الثالثة و لم ينص على 5 سنوات أقدمية كما هو الحال في وزارة التربية و بذلك شارك في المناظرة 12 متفقدا و خير 7 متفقدين عدم المشاركة منهم منسق جهوي لتعليم الكبار لعدم جاهزيتهم باعتبار قصر المدة التي قضوها في مجال تعليم الكبار و أسفرت النتائج عن نجاح 4 متفقدين يشغلون خطط وظيفية إدارية و متفقد واحد يضطلع بمهام التفقد وواصل الناجحون مهامهم الإدارية. أما بالنسبة للمناظرة الثانية فقد حرصت الهياكل المختصة على تنظيمها وفق أحكام الأمر عدد 355 لسنة 1973 المشار له أعلاه و المتمثلة في تخصيص: - 70 بالمائة من المناصب المزمع تسديدها بطريقة المناظرة حسب الاختيارات التي يقع تحديد تراتيبها و برامجها بمقتضى قرار من وزير الشؤون الاجتماعية و يشارك فيها الأساتذة المترسمون و المحرزون على الإجازة في علم النفس و علم البيداغوجيا أو علم الاجتماع أو ما يعادلها من الشهادات في العلوم الإنسانية و الذين لهم نشاط بيداغوجي مدة سنتين و مرشدو التربية الاجتماعية الذين لهم اقدمية على الأقل 4 سنوات . - 30 بالمائة من المناصب تسديدها بالاختيار بعد الاطلاع على رأي لجنة استشارية من بين مرشدي التربية الاجتماعية الذين تتوفر فيهم الاقدمية و الذين يثبتون قيامهم ببحوث و نشرهم لإنتاج علمي و بيداغوجي. و تجدر الإشارة إلى انه منذ أن أدرجت الإحدى عشر خطة متفقد ضمن قانون الإطار لسنة 2009 تعالت الأصوات بضرورة مراجعة الأحكام المتعلقة بشروط انتداب متفقدي التربية الاجتماعية خاصة و أن المناظرتين الأخيرتين احتكرها أساتذة التعليم الثانوي(17 خطة من 20)نظرا لان سلك المرشدين المخول لهم المشاركة في هذه المناظرة قد اندثر لتقاعد آخر من شغله منذ سنوات و لعدم تنظيم مناظرات خاصة بهذا السلك منذ سنة 1992 وتم بذلك إقصاء العاملين فعليا في نشاط تعليم الكبار رغم تخصصهم و تجربتهم و شهاداتهم العلمية. و لإنصاف العاملين في القطاع قدمت عدة مقترحات مستمدة من الأحكام التي اعتمدتها وزارة التربية في انتداب متفقدي التكوين المهني و التي سبق أن تبناها المنسق العام منذ شهر جويلية 2008 والتي نصت على أن يكون المترشح للمناظرة ممن تحصل على شهادة لا تقل عن 5 سنوات من التعليم العالي أو على شهادة معادلة في الاختصاص المطلوب و له 5 سنوات من الاقدمية على الأقل في مجال التكوين المهني أو في اختصاصات تقنية أو تكنولوجية في التعليم أو 5 سنوات خبرة مهنية في القطاعات المعنية أو ممن تحصل على شهادة الأستاذية أو على شهادة معادلة لها في الاختصاص المطلوب و له 7 سنوات اقدمية على الأقل في مجال التكوين المهني أو في اختصاصات تقنية أو تكنولوجية في التعليم أو 7 سنوات خبرة مهنية في القطاعات المعنية. ورغم ذلك أصرت الإدارة على تطبيق أحكام الأمر عدد 355 دون مراجعة أو استثناءات أو أي عملية قياس باعتبار أن الأحكام المذكورة لم تعد مواكبة لواقع تعليم الكبار. و ذهبت اللجنة المكلفة بتنظيم المناظرة التي يرأسها مدير محو الأمية و تعليم الكبار في باب الاجتهاد في تفسير أحكام الأمر المذكور إلى ابعد من ذلك و ذلك بقبول ترشحات الأساتذة المترسمين و المحرزين على الإجازة في علم النفس و علم البيداغوجيا أو علم الاجتماع و أبعدت الإجازات المعادلة كالعربية و الفلسفة و الجغرافيا الذين تم قبولهم في المناظرات السابقة نظرا إلى أن اغلب معلمي التربية الاجتماعية الذين تم استبعادهم من المشاركة في هذه المناظرة من حاملي الشهادات . كما حصرت الجنة المذكورة النشاط البيداغوجي في التدريس فقط و أسفرت هذه العملية الانتقائية عن قبول 7 مترشحين للمشاركة في المناظرة المذكورة لسد 8 خطط شاغرة و أفرزت النتائج النهائية على نجاح 4 مترشحين خارجيين التحق 3 فقط منهم بالسلك و مترشح داخلي إداري لا تتوفر فيه الشروط القانونية التي حصرت المشاركة الداخلية لانتداب متفقدي التربية الاجتماعية في سلك مرشدي التربية الاجتماعية دون سواهم و تم هنا الاستثناء علما و أن المعني ليست له أي علاقة بمجال تعليم الكبار و لم تنشر له دراسات حول الموضوع خلافا لما هو الشأن للعديد من العاملين في القطاع. و لمزيد توضيح هذا الأمر و التأكيد على توظيف القانون من اجل تحقيق أهداف معينة اتصلنا بالسيدة "رجاء بالحاج علي" كاهية مدير بوزارة الشؤون الاجتماعية التي أفادتنا أن النظام الأساسي الخاص منذ سنة 1973 و المتعلق بسلك المتفقدين البيداغوجيين الاجتماعيين للتربية الاجتماعية يفيد بان التسمية تتم من بين أساتذة التعليم الثانوي المباشرين و مرشدي التربية الاجتماعية و إلى حد اليوم لا يوجد شخص يحمل هذه الرتبة خاصة أن نص القانون لا يخول الترشح للمناظرة مرتين مدة سنتين في اختصاص العلوم الاجتماعية.و أكدت السيدة رجاء بالحاج على أن تعيين متفقدي التربية الاجتماعية يتم بطلب من إدارة تعليم الكبار في كل ولاية .
