استطاعت تونسية في الثلاثين من عمرها أن تخلق الحدث خلال أحداث الثورة التي أعطت لتونس شهادة ميلاد جديدة حيث رزقت مساء 30 جانفي الفارط بأربعة توائم إناث. التوائم "أميرة" و"مريم" و"آية" و"زينب" ولدن في صحة جيدة تتراوح أوزانهن ما بين 1.800كغ و900 غ وقد تم الاحتفاظ بهن في حاضنة للمراقبة الاحتياطية بمستشفى وسيلة بورقيبة. هذا الحدث السعيد الذي اهتز له الزوجان علي الزواري وهناء الطالبي بعد انتظار طال ست سنوات قلب حياتهما وغير مجراها إذ وجد نفسيهما مسؤولين عن أربعة طفلات دفعة واحدة بعد أن كانا ينتظران بفارغ الصبر قدوم مولود واحد. التونسية زارت الزوجين في منزلهما الكائن بدوار هيشر حيث أكدا سعادتهما بالطفلات اللواتي أنرن درب حياتهما خلال أحداث الثورة, وقالت الأم:" عندما علمت باني احمل أربعة توائم لم استوعب الخبر رغم رغبتي الملحة في الإنجاب وقد طلبت من الطبيب إنقاذ المواليد وبعد الفحوص أكد لي خطورة العملية حينها استسلمت للأمر الواقع والحمد لله أني أنجبتهن بصحة جيدة وبعد عملية قيصرية بمستشفى وسيلة بورقيبة ." ويتدخل زوجها الذي يعمل بحارا وقد أحيل على البطالة بعد وضعه الجديد بالحديث قائلا:" لم نعلم بجنس المولودات إلا بعد الولادة فقد تعذر على الطبيب المتابع لحمل زوجتي معرفة جنسهن مؤكدا انه تعرف على فتاتين وتعذر عليه معرفة جنس الاثنين الآخرين . ولئن جرت العادة أن تحظى مثل هذه الحالات بالرعاية الطبية والاجتماعية من جميع الأطراف فان ولادة التوائم الأربعة مرت مرور الكرام وهنا يقول الأب :" اشترط علي الطبيب قبل الولادة دفع مبلغ ألفي دينار للولادة بمصحة خاصة هذا فضلا على مبلغ ألفي دينار لقضاء المولودات ليلة واحدة في الحاضنة -وهو مبلغ يفوق قضاء ليلة بنزل من أعلى طراز ." وقد التجأت الزوجة لمستشفى عمومي وباستثناء مدها بكمية من الحليب من المستشفى ومائة دينار من الولاية فإنها لم تحظ بأي دعم من أية جهة وتحملت المسؤولية رغم قسوة الظروف خاصة أن زوجها قد عجز منذ ولادة التوائم عن الالتحاق بسالف عمله كبحار كما تخلت هي عن عملها كخياطة .