استقبلت جهة القصرين اول امس السبت 21 ماي الدكتور منصف المرزوقي الذي جاء للاشراف على الاجتماع الاول لحزبه المؤتمر من اجل الجمهورية في مدينة الشهداء و لئن قوبل قدومه بحفاوة كبيرة من طرف كل من قابله و تحدث معه لما له من رصيد نضالي كبير طوال العهد البائد و مواقفه الواضحة من عديد القضايا المتعلقة بمستقبل تونس بعد الثورة .. فان الاقبال على الاجتماع الذي عقده حزبه في قاعة المركب الثقافي بالقصرين كان متوسطا لا غير و لا يمكن مقارنته بالحضور الجماهيري الكبير الذي شهده اجتماع حزب النهضة قبل اسبوع .. و حسب عدد من مناضلي الحزب الذين تحدثت اليهم " التونسية " فان الاقبال المتوسط على اجتماعهم في القصرين جاء بسبب اعتقاد الكثيرين انه ينطلق في الساعة الرابعة مثلما روج لذلك البعض و الحال انه بدأ في الساعة الثانية بعد الظهر .. و هم يعتقدون ان اطرافا حاولت بذلك عرقلة اجتماعهم بطريقة غير مباشرة.. المرزوقي اعاد اثناء الاجتماع المذكور تقديم مبادئ حزب المؤتمر من اجل الجمهورية و اهدافه و قام بتوضيح مواقفه من القضايا الراهنة و خاصة التمسك بموعد 24 جويلية لاجراء انتخابات المجلس التاسيسي .. كما قدم جملة من التصورات التي من شانها حسب رايه ان تجعل تونس تنجح في التحول الى بلد ديمقراطي تتعايش فيه مختلف الحساسيات السياسية و الفكرية .. و استمع الى مشاغل مناضلي حزبه و اجاب عن عديد التساؤلات المتعلقة بمستقبل تونس و التي لم تخرج عن آرائه المعروفة التي عبر عنها في اكثر من مناسبة .. كما ذكر بالدور الريادي لجهة القصرين في اندلاع الثورة و انها اكثر الجهات التي قدمت شهداء في سبيل عزة تونس و هي اول من انتفضت ضد نظام الرئيس المخلوع و خرج احرارها للمناداة برحيله و سقوط ديكتاتوريته .. الاجتماع تصدرته صور لشهداء القصرين و تالة و لافتة كتب عليها " من تونس الى المنامة ثورة الحرية و الكرامة " في اشارة الى ان ما حصل في بلادنا ادى الى انتفاضة الشعوب العربية في اكثر من دولة على الظلم و الطغيان. و حسب ما عايناه فانه اذا كان حزب المؤتمر ليس له قاعدة كبيرة في القصرين مثل النهضة ( ربما ياتي في المرتبة الرابعة او الثالثة ) فان زعيمه الدكتور منصف المرزوقي يحظى باحترام كبير و شعبية واضحة في مدينة الشهداء التي لم تنس له انه بمجرد عودته من المنفى في الايام الاولى للثورة جاء مباشرة الى تالة و القصرين للتعبير عن تقديره لدور الجهة في تفجير الثورة التونسية و قيادته يوم 19 جانفي 2011 لمسيرة في شوارع القصرين و توجهه في ساحة الشهداء الى احرار القصرين يومها بالقول : "القصرين أرجعتني الى تونس و لن انسى مدينة الثورة لذلك خيرت بمجرد رجوعي من المنفى المرور بخط الثورة الذي أطاح بالدكتاتور "