اتصلت "التونسية" بالرسالة التالية من الناشط السياسي توفيق بن رمضان : "المشكلة في بلادنا انّه كلّ من تتحوّل له المسؤولية أو يصبح له نفوذ أو سلطة يتنكّر لكلّ ما أنجز من قبله و ربما يّكون من المشاركين فيه أو يكون من الذين ثمّنوه و باركوه....
"و لقد جانبت الحكومة المؤقتة الصّواب عندما ذهبت في خيار انتخاب المجلس التأسيسي، فالإشكالية ليست في القوانين و النّصوص و الدستور بل في التّطبيق و الممارسات و عدم الصدق والوضوح و الشّفافية في القيادة و التّسيير.
"و عندما قال السيد الرئيس المؤقّت أن الدستور تجاوزه التاريخ كان الهدف من قوله الخروج من الورطة الدّستورية التي وضع فيها و المتمثّل في ضرورة استدعاء مجلس النواب للتمديد له، و بقراره هذا زاد في الطين بلّة و أخرجنا من الخيار الدستوري الذي مضينا فيه بعد انهيار النظام و حوّلنا إلى وضعية لا دستورية و غير شرعية تهدد أمن البلاد و استقرارها و التي لا ندري متى سنخرج منها.
و كل مواطن تونسي شريف يجب عليه أن يدعو للقطع مع الماضي و أن يعمل من أجل الحسم مع النظام السابق و طريقته في حكم و تسيير البلاد، و أن يقول لا لتقطيع الدولة و تدميرها بل يجب أن يدعم استمراريتها و استقرارها و أمنها من أجل العبور بها إلى المرحلة القادمة بسلام و في كنف الهدوء و الأمان لنتمكّن من المحافظة على المؤسسات و المكتسبات و الانجازات.
"لنقل جميعا لا للعقلية التدميريّة التي تتنكّر لكل ما بني من سابقيها و تعود بنا إلى نقطة الصفر لتطلب منّا الانطلاق من جديد، فتونس جمهورية لها من العمر 55 سنة و لها من القوانين و المؤسسات المهمّة و العتيدة و المطلوب اليوم إعادة الاعتبار لها، و لكن سبب الكوارث يكمن في عدم تفعيل هذه المؤسّسات و السيطرة عليها من نظام مستبدّ و التدخل السافر في تسييرها و انعدام النّزاهة و الشفافية في قيادتها و في احترام و تطبيق القوانين.
" و في النهاية أقول لرجال السياسة الذي تضاعف عددهم هذه الأيام، أقول لهم جميعا إنّ هذا العصر هو عصر الاقتصاد و الإنجازات التنموية و ليس عصر الإيديولوجيات و الصراخ فالحاجة الملحة و الأكيدة اليوم توفير مواطن شغل للعاطلين الذين ضاعت سنوات من أعمارهم و هم يعانون البطالة و الخصاصة و في بعض الأحيان الاستغلال الفاحش من بعض المستثمرين و أصحاب شركات المناولة الذين كانوا يستعملونهم بأجور زهيدة و هذا ما أسميته الاستعباد المقنع و الخفي، ففاضت بهم الكأس فخرجوا و تمردوا على السادة الذين لا قلوب رحيمة لهم من سياسيين و رجال أعمال جشعين تمكنوا من سحق الطبقة الشغيلة مع التونسيين بتواطؤ من الطغمة الحاكمة".