علمت " التونسية " من مصادر امنية و عديد شهود العيان ان جمعا من متساكني منطقة " الرطيبات " الواقعة بين القصرين و تالة قاموا امس الاربعاء انطلاقا من الساعة العاشرة و النصف صباحا بغلق الطريق الرابطة بين المدينتين المذكورتين على مستوى المفترق المؤدي الى مدينة فوسانة ( بوضع حواجز و حجارة .. ).. في عملية وصفها شهود العيان من الذين كانوا من ضمن ضحاياها " بالقرصنة " لان المجموعة التي قامت بها لم تكتف بقطع الطريق و انما تولت حجز كل السيارات و وسائل النقل و الابقاء عليها هناك و عدم السماح لها حتى بالعودة من حيث جاءت و هو ما ادى الى توتر الاجواء بين مستعملي الطريق و " قاطعيه " الذين اكدت لنا مصادر امنية ان عددهم يتجاوز 300 شخص بين كبار و صغار .. و رغم تحول دوريات من الحرس الوطني من تالة و القصرين و فوسانة على عين المكان و محاولة ضباطها و اعوانها حل الاشكالية بالحسنى عن طريق اقناعهم بانه من بين المسافرين مرضى و مسنون و اطفال و اصحاب مصالح ستتعطل ..الا انهم لم يصلوا معهم الى اي حل .. حيث طالبوا في الاول بحضور حاكم التحقيق بالقصرين لاعلامه بضرورة تمكين البعض منهم ادعوا انهم اصيبوا في الثورة من منحة 3 الاف دينار التي رصدتها الحكومة المؤقتة لجرحى الثورة .. ثم طالبوا في مرحلة ثانية بقدوم والي القصرين ليتحدث معهم حول ظروفهم الصعبة و حالة البطالة التي يشكوها شباب المنطقة .. و في مرحلة ثالثة رفعوا من سقف مطالبهم و نادوا بقدوم وزير من الحكومة ليتحاوروا معه بخصوص ايجاد حلول لوضعية منطقتهم تمكنها من تحقيق التنمية .. هذا و الى جانب تعطيل مصالح كل المتجهين من وإلى القصرين و تالة و ما يجاورهما من مدن كان اصحاب وسائل النقل ( سيارات – شاحنات – حافلات ..) يقصدونها فان عملية قطع الطريق تسببت في متاعب كبيرة لهم بما انهم بقوا " محتجزين " في الطريق حوالي سبع ساعات يعانون العطش و الجوع و في حالة عصبية كبيرة .. و لم تراع المجموعة التي قطعت الطريق حتى بعض الحالات الانسانية من ذلك ان مجموعة من العائلات كانت عائدة الى القصرين من موكب تعزية في وفاة احدى قريباتها بمدينة تاجروين .. و امراة على وشك الولادة قدمت بها سيارة اسعاف من تالة الى مستشفى القصرين .. و عديد المرضى الذين كانوا في حاجة اكيدة لدوائهم الذين تركوه في منازلهم .. تم منعهم من المرور .. و لم يقع فتح الطريق الا في الساعة الخامسة بعد مفاوضات عسيرة و محاولات متعددة لاقناع المجموعة بان ما اقدمت عليه يمثل اعتداء على حقوق مسافرين ابرياء لا ذنب لهم و ان المطالبة بالتنمية لا تكون بمثل هذه الطريقة .. هذا و قد علمنا ان المجموعة المذكورة هددت باعادة قطع الطريق مرة اخرى اذا لم تستجب السلطات لمطالبها .. و هو امر غير معقول بالمرة و من شانه ان يشوه الثورة التونسية التي جاءت بالحرية و الكرامة و لا يجب ان تتحول الى فوضى و اعتداء على مصالح الغير ..