أعلنت السلطات الايطالية عن وصول 200 شابا تونسيا إلى جزيرة "لامبدوزا" ليلة السبت في ساعة متأخرة عبر قوارب غير شرعية إلى جانب 147 آخرين من أصول افريقية. في هذا السياق نذكر بأن سقوط نظام 'بن علي" تزامن مع تزايد عدد المهاجرين الغير شرعيين إلى ايطاليا الوضع يزداد سوءا في جزيرة "لامبدوزا" و السؤال الذي يطرح هل تنتهي معاناة الشباب "الحارق" بوصوله إلى ايطاليا، لا أعتقد ذلك فالوضع هناك اسوء ممّا نظنّ وممّا يصوّره إذ أن الدراسات أثبتت أن الظروف الاقتصادية الذي يعيشها الشباب المغاربي هي السبب الرئيسي في تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية و لكن أظن أن هناك أسبابا أخرى و هي التي تتمثل في ما يصوره لنا "مواطنونا بالخارج" عن طيب العيش في أوروبا فحياة الرفاهية إضافة إلى الرّغبة في تحقيق مكاسب مالية هامة و في وقت وجيز و لكن الحقيقة مغايرة هناك إذ أن أغلبهم ينتهي به المطاف منظفا أو نادلا أو سائقا و يعيش حياة ملؤها المشقة و التعب و التعاسة إضافة إلى سوء المعاملة لكونهم من أصول عربية. و الشباب الذي يعيش حياة كريمة في أوروبا هم أصحاب الأدمغة الذّين تمتص منهم فرنسا و ايطاليا و أمريكا مكتسباتهم العلمية مقابل مبالغ مادية هامة... و إذا كانت البلدان الغربية تبدي استعداداتها لمساعدة تونس بعد الثورة فذلك ليس بدافع الحبّ و إنما للتقليص من المهاجرين و استغلال اليد العاملة العربية التي تبقى تكلفتها أقل بكثير من الحد الأدنى للأجر في أوروبا. والشباب التونسي مدعوّ اليوم الى التمسك بوطنه خدمة له وتضحية من اجله والعدول عن ظاهرة "الحرقة" التي ليست سوى نوعا من الانتحار و تبدو الحكومة الفرنسية مرهقة جدا أمام تزايد عدد المهاجرين إذ أنها تتجرد للمرة الثانية من إنسانيتها في المرة الأولى عندما أبدت وزيرة الشؤون الخارجية السابقة "ميشال أليو ماري"استعداد فرنسا لمساعدة البائد بالأسلحة لقمع شباب تونس و اليوم لعدم تفهم أوضاع شباب تونس الذّي نهبت فرنسا ثروته أثناء الاستعمار و مازالت تنهب خيراته العلمية و الفكرية إلى اليوم.