وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    يتضمن "تنازلات".. تفاصيل مقترح الإحتلال لوقف الحرب    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    زيادة ب 4.5 ٪ في إيرادات الخطوط التونسية    جامعة التعليم العالي تؤكد تغييبها عن الإدلاء برأيها حول تنقيح القانون المنظم للتعليم العالي الخاص وتدعو إلى احترام مبدأ التشاركية    سجنان: للمطالبة بتسوية وضعية النواب خارج الاتفاقية ... نقابة الأساسي تحتجّ وتهدّد بمقاطعة الامتحانات والعمل    الترجي الرياضي يفوز على الزمالك المصري. 30-25 ويتوج باللقب القاري للمرة الرابعة    بطولة مدريد للماسترز: أنس جابر تتأهل الى الدور ثمن النهائي    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية    وزير الثقافة الإيطالي: "نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس في مجال الثقافة والتراث    معرض تونس الدولي للكتاب : أمسية لتكريم ارواح شهداء غزة من الصحفيين    ''ربع سكان العالم'' يعانون من فقر الدم وتبعاته الخطيرة    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: وزير السيّاحة يشرف على حملة تفقد لعدد من الوحدات الفندقية    رئيس البرلمان يحذّر من مخاطر الذكاء الاصطناعي    تخص الحديقة الأثرية بروما وقصر الجم.. إمضاء اتفاقية توأمة بين وزارتي الثقافة التونسية و الايطالية    عمار يطّلع على أنشطة شركتين تونسيتين في الكاميرون    توزر.. مطالبة بحماية المدينة العتيقة وتنقيح مجلة حماية التراث    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    الرابطة الثانية : نتائج الدفعة الأولى لمباريات الجولة السابعة إياب    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الثقافة الإيطالي    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    أخبار الملعب التونسي ..لا بديل عن الانتصار وتحذير للجمهور    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    قفصة: ضبط الاستعدادات لحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق خلال الصّيف    تونس : أنس جابر تتعرّف على منافستها في الدّور السادس عشر لبطولة مدريد للتنس    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التمييز: موجود ولكن فرص فرض الذات متوفرة وكبيرة
شبان مهاجرون يتحدثون: موسيقى «الراب» تمكّن من تمرير الأفكار بسهولة وهي وسيلة للاندماج صلب المجتمع
نشر في الشعب يوم 07 - 08 - 2010

يحاول آلاف الشبان التونسيين سنويا العبور للضفة الأخرى من المتوسط سواء بالطرق الشرعية أو في قوارب الموت واذ ينجح بعض العشرات منهم في بلوغ غاياتهم فإن الباقي يمنع بتدخل أمن الحدود التونسية في أغلب الأحوال أو بتدخل القوات الحدودية الأوروبية أحيانا أخرى.
وقد تحتاج الأمور الى اطلاع واسع لإدراك أهم أسباب الجري وراء العيش في الضفة الشمالية للمتوسط اذ تعد العوامل الاقتصادية والاجتماعية في المقدمة يليها البحث عن آفاق عيش أرحب.
ولإيضاح عديد الجوانب في الهجرة وخاصة الهجرة السرية للشباب قامت »الشعب« بعديد الحوارات مع شبابنا المهاجر أو مع من حاول ولم يهاجر فضلا عن باحث اجتماعي شاب وقد كانت الجامعة الصيفية لشباب الهجرة التي نظمها اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بفرنسا بالتعاون مع قسم العلاقات الدولية بالاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الجهوي ببنزرت فرصة للقاء شبان تونسيين مهاجرين من الجيل الثالث، وكان الفضل في ذلك للأخ فتحي التليلي رئيس الاتحاد الذي سهل لنا مهمة اللقاء بالشباب التونسي المهاجر ومحاورته رغم دسامة برنامج الجامعية الصيفية الذي راوح بين الثقافة والترفيه والتكوين. نبيل جاب الله: الاندماج صعب والعولمة تفرض الانخراط في العمل النقابي السيد نبيل جاب الله طالب بكلية التجارة بفرنسا وعضو المكتب التنفيذي في اتحاد العمال المهاجرين التونسيين مهتم بالعمل النقابي والجمعياتي فاجأني كما فاجأ الباقين بإلتزامهم بالقضايا العادلة ورؤيتهم الواضحة للعمل النقابي وموقفهم الصارم من العولمة والرأسمالية المتوحشة على (حد تعبيره) التقياناه لنسأله عن رأيه في واقع الشباب التونسي خاصة في أوروبا وكان لنا معه الحوار التالي: ❊ السيد نبيل جاب الله لماذا إخترتم الانتماء الى اتحاد العمال المهاجرين التونسيين، وما هو سبب اهتمامكم بالعمل النقابي؟ لقد شهد العالم تحولات عديدة أدت الى العولمة والى سيطرة الرأسمالية المتوحشة على المجتمعات وأدى هذا الوضع الى تدهور الوضع العمالي العام في العالم وفي أوروبا ومع تزايد ضغط الرأسمالية على العمال والانتقاص من حقوقهم المادية والمعنوية كان لازما أن يتطور العمل النقابي ليتمكن العمال من الحفاظ على مكاسبهم ومن هنا تأتي أهمية العمل النقابي لإحداث التوازن بين العمال ومصالح أرباب العمال. وفي هذا الاطار يأتي اقتناعي بأهمية وجدوى العمل النقابي في تحسين ظروف العمال وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية. ❊ ما هو دور اتحاد العمال المهاجرين التونسيين؟ في الحقيقة ان الاتحاد ليس منظمة نقابية فقط بل هو منظمة اجتماعية كاملة تهتم بكافة التونسيين المهاجرين وفي المقام الاول طبعا بالعمال، ويقدم الاتحاد كل أشكال الدعم المتاحة لمساعدة الشبان والعمال، انطلاقا من تفسير الاجراءات والقانون من أجل تيسير استيعاب العمال لحقوقهم الى متابعة قضاياهم وانابة محامين للدفاع عنهم ان لزم الامر. وللاشارة فنحن لا نميز بين اصحاب الوضعيات القانونية والمهاجرين غير الشرعيين ونقدم المساعدة للجميع على حد السواء. وقد نجح الاتحاد في تكوين شبكة علاقات هامة مع المنظمات النقابية الفرنسية كالقوة العاملة وغيرها من المنظمات الأخرى فضلا عن ارتباطنا بالاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما مكننا من فرصة اضافية للضغط على السلطات الفرنسية وتبليغ صوتنا والاستماع الى رأينا ومعالجة القضايا التي نطرحها. وفي النهاية فإن هدف الاتحاد هو تسهيل اندماج المهاجرين التونسيين في أفضل الظروف سواء بالدفاع عن حقوقهم او بالعمل النقابي والثقافي والاجتماعي والترفيهي الدائم. ❊ كيف ترون واقع الشباب المهاجر في أوروبا؟ أود الاشارة في البداية الى ان المهاجرين ليسوا وحدة متناسقة من حيث العقلية والسلوك. فهناك المهاجرين الذين استطاعوا الاندماج بسهولة اما لامتلاكهم كفاءات مهنية أو علمية عالية وامتلاكهم لمواهب فنية أو موسيقية أو أدبية ورياضية أو لعملهم الجاد واجتهادهم في ميادينهم ومهنهم وهؤلاء يحصلون عادة على حقوقهم رغم التمييز ضدهم. وهناك فئة أخرى او نوع اخر من المهاجرين الذين رفضوا الاندماج واتبعوا الحلول السهلة وتجارة الممنوعات او التسكع ويرفضون بذل جهد للحصول على لقمة العيش وعلى موقع. ويلقي هؤلاء باللوم على التمييز ويدعون انه سبب عدم قدرتهم على الاندماج وهي حجة غير صحيحة، فالتمييز موجود ولا تتعادل الفرص بين المهاجرين والفرنسيين ومع ذلك فإن فرص فرض الذات وانتزاع موقع داخل المجتمع الفرنسي كبيرة، ذلك ان هذا المجتمع لم يعد مقتصرا على الفرنسيين رغم أن هؤلاء يمسكون بزمام الأمور انما أصبح مزيجا حضاريا متنوعا يمكن للجميع ايجاد موقع داخله. ❊ ما هي امكانيات الاندماج وطرق التعامل في المجتمع الفرنسي؟ فرصة الاندماج كما قلت سابقا متاحة للجميع سواء لحاملي الشهادات أو العاملين فالمجتمع الفرنسي المتنوع يوفر الفرصة للجميع حسب جهده وقدراته وإلتزامه بتحقيق وجوده. أما عن أساليب عيشنا في المجتمع الفرنسي كمهاجرين فإننا اندمجنا واحترمنا الأسس التي يقوم عليها المجتمع الفرنسي بالتوازي مع حفاظنا على هويتنا فنحن فرنسيون ثقافة وممارسة ونحن تونسيون ونحافظ على انتماءنا وصلتنا بوطننا. ❊ هناك من يرى أن أوروبا الجنة الموعودة ويبذل الرخيص والغالي للعيش فيها فما هو تعليقكم؟ لم تعد فرنسا وأوروبا عموما ذلك البلد الذي يسهل فيه العيش ومراكمة الثروة، فمع ظهور العولمة ونتيجة للأزمات الاقتصادية ومنها الأزمة المالية الاخيرة ضعف مستوى عيش الفرنسي واصبح الراتب لا يكاد يكفي النفقات وهو ما أضعف القدرة الشرائية للمواطن الاوروبي ومع ذلك وللأمانة فلو طلبت مني العودة الى تونس لرفضت لأن الوضع هنا أنسب لي لذلك لا يمكن ان أنصح اي شاب بعدم القدوم وفتح آفاق جديدة، الا اني أعرف العديد من أقاربي وأصدقائي ممن ندموا على القدوم الى فرنسا خاصة من كان لهم شغل قار. ويبقى دور العائلة في هذا المجال مهما، فمن يعيش ضمن عائلة مهاجرة تكون له فرص أوفر في الاندماج وايجاد الذات نظرا للمساندة الكبيرة التي يلقاها مما يسهل عملية اندماجه. ❊ تحدثت عن فرص أوفر في فرنسا فما هي الامتيازات التي يتمتع بها الشباب الفرنسي؟ هناك عديد الامتيازات الفردية والاجتماعية التي يتمع بها الشباب خاصة مسألة التغطية الاجتماعية فضلا عن عديد البرامج والمشاريع المحلية أو الجهوية. ويبقى أكبر شكل من أشكال دعم الشباب هو المساعدات الكبيرة للراغبين في انشاء مؤسساتهم الخاصة وقد وقع أخيرا التبسيط في الاجراءات بشكل كبير. ❊ كيف تقيمون واقع الشباب في تونس؟ انطلاقا من حديثي مع الاصدقاء والاقارب فأنا أشعر أن الوضع صعب بالنسبة لشباب تونس وان مشكل البطالة يؤرق الجميع، ومع ذلك فإني أعتقد ان الوضع ليس كارثيا وهو أفضل بكثير من أوضاع الشباب في المغرب العربي ككل حيث يوجد البؤس في أقصى أشكاله وبشكل ملحوظ. وأرى أيضا أن الشباب في تونس يحظى بإهتمام واضح من حيث التعليم ودفع التشغيل وبصفة عامة فإن وضع الشباب أفضل من عديد الدول وأسوء من عديد الدول الأخرى خاصة في أوروبا. وفي الختام أوّد القول انه على الشباب الاصرار والتفاؤل والتقدم وعدم الاستسلام للصعوبات وذلك برسم أهداف للعمل على تحقيقها. ليلى التليلي: ضروررة التصدي لهجرة الأدمغة ونظام التعليم هو العلة والداء تدرس الآنسة ليلى بكلية التجارة بباريس وهي عضوة المكتب التنفيذي لاتحاد العمال المهاجرين التونسيين مهتمة بتربية الأطفال وتعليمهم وهي أصغر عضو في قيادة الاتحاد. ❊ آنسة ليلى كيف تقيمون واقع الشباب المهاجر في فرنسا وفي أوروبا عموما؟ من موقع عملي في الاتحاد لاحظت أمورا عديدة وهامة فالوضع صعب ومعقد للغاية، حيث ان واقع الشباب المهاجر ليس كما يتوقعه البعض بل توجد عديد المشاكل والعراقيل التي توضع أمامنا بهدف تعطيل تقدمنا العلمي والمهني وذلك حسب أصولنا وهوياتنا من ناحية وحسب المكان الذي نعيش فيه، حيث لا يعامل الجميع على نفس القدر من المساواة. ولا يتمتع الجميع بنفس الفرص خاصة الشباب من ذوي الأصول الافريقية والعربية وهذا الشباب نفسه لا يعامل بالطريقة نفسها وفقا للأحياء التي يسكنها. وحتى فترة المراهقة لا تعيشها بالطريقة ذاتها وبنفس الامكانات والمرافق العامة حيث يحيى البعض طفولة ومراهقة مريحة في حين تكون مراهقة البعض الآخر سيئة وصعبة مما يعقد الأوضاع في فترة الشباب. وعلى العموم فإن الشباب من أصول افريقية يواجه صعوبات كبيرة ليس في الاندماج وانما في الحياة. وفي الحقيقة فإننا لا نرى وجود مشاكل في الاندماج لأننا نعتبر أنفسنا فرنسيين وغير مطالبين بتبرير وجودنا في فرنسا. والأكيد أنكم تابعتم الحوار الكبير الذي شهدته فرنسا حول الهوية وهو طرح سيء ففرنسا لا تعاني من مشكل الهوية والمجتمعات ليست ثابتة لذلك وكما قلت سابقا أعتبر نفسي غير معنية بذلك الجدل. ❊ كيف تقيمين واقع الشباب في فرنسا؟ من خلال ملاحظتي للواقع أرى ان وضع الشباب في فرنسا صعب فهناك البطالة والتسكع. والسبب الأول هو النظام التربوي الذي ينفر الأطفال وفشل في كسب ثقتهم ومن موقع عملي مع الاطفال لاحظت وهي ملاحظة الجميع ايضا، وجود موجة قوية من الاطفال الذين يغادرون المدارس ويرفضون في سن مبكرة جدا مواصلة الدراسة، متأثرين بنظام التعليم وبمحيطهم العائلي والاجتماعي. هذا الانقطاع المبكر عن الدراسة سيترتب عنه فيما بعد انتاج جيل كامل بلا وسائل وأدوات تمكنه من خوض الحياة، وهو ما سيضاعف البطالة والمشاكل الاجتماعية. والغريب هو أن النظام التربوي أهمل هؤلاء الاطفال بسرعة ولم يعالج المشكلة في لحظاتها الاولى وأعتقد هنا ضرورة اصلاح منظومة التعليم بشكل يجلب الاطفال، خاصة وان الظاهرة موجودة بنفس الدرجة في المعاهد. ❊ هل يعني هذا الوضع غياب آليات لدعم الشباب؟ لا فهناك عديد الآليات منها مدرسة الفرصة الثانية وهي آلية تمكن المنقطعين عن الدراسة في سن مبكرة من العودة ومواصلة التعليم كما توجد »المهمة المحلية« وهي نخبة تعنى بتقديم المساعدات الاجتماعية محليا، اضافة الى عديد المساعدات الاخرى كالمنح والعلاج، وقد تكون هذه المساعدة سببا من أسباب تعطيل الفعل والمبادرة لدى الشباب فهي توفر الحاجيات الاساسية من أكل وشرب ولبس لذلك لا يجهد الشاب نفسه في تغيير واقعه. غير ان هذه المساعدات لا تكفي مطلقا لتحسين وضع الشباب ونقله الى واقع أفضل والى مرتبة اجتماعية أكثر راحة. ❊ هناك من يرى الهجرة الى أوروبا وفرنسا حلما فما هو تعليقك؟ أنا أنصح الشباب بالكف عن اعتبار فرنسا الجنة لأن الفرنسيين لا يعيشون حياة ميسورة رغم الفارق الكبير في الدخل بين الفرد في أوروبا والفرد في افريقيا، فالراتب المرتفع لا يكاد يغطي مصاريف اكثر ارتفاعا. ومن ناحية ثانية أنا ضد هجرة الأدمغة فعلى كفاءاتنا ان تبقى لبناء واقعها لأن التعليم في تونس جيد وهو يخرّج المهندسين والاطباء والاداريين ولأجل بقائهم لابد كذلك من إعطائهم الدعم وتوفير الامكانيات لكي يساهموا في بناء الوطن. مامدو بيكاتي: مشاكل الشباب في افريقيا تستوجب عملا مشتركا بين ضفتي المتوسط اضافة الى كل من نبيل وليلى تم انتخاب المالي مامدو بيكاتي عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد العمال المهاجرين التونسيين وهو شاب مهتم بالموسيقى الحديثة التقيناه وكان لنا معه الحوار التالي: ❊ السيد مامدو بيكاتي ما هو سبب اهتمامكم بالعمل النقابي صلب الاتحاد؟ تختلف الانسانية في عديد المجالات الا ان القاسم المشترك بين جميع العمال في العالم هو العمل النقابي فالنقابات تتقاسم نفس الأفكار والمبادئ وتدافع جميعها عن العمال. وانطلاقا من الواقع أعتقد أن العمل النقابي هو ضمانة لحقوق جميع العمال لذلك فأنا مهتم بالعمل النقابي وأعمل صلب اتحاد العمال المهاجرين التونسيين كمنشط ثقافي. ❊ ما هي طبيعة العمل الثقافي؟ كل نشاط ثقافي هادف يرمي الى توعية الناس والشباب وأنا مهتم كثيرا بالموسيقى كوسيلة تعبير تمكننا من ايصال أفكارنا وآراءنا خاصة امام إهمال الاعلام لقضايانا وقد وجدت في موسيقى »الراب« الحل الأمثل لتبليغ آرائنا وتصوراتنا. ❊ لماذا »الراب« بالذات، ما هي خصوصية هذه الموسيقى؟ أولا لأن »للراب« جمهور واسع من مختلف الأعمار وهي موضة تستهوي المستمعين والشباب خاصة وانها هادفة عكس ما يحاول البعض تصويره فضلا على انها حس موسيقي يتطور بإستمرار ويمكن من تمرير الأفكار بسهولة وللتواصل وهو ايضا وسيلة للاندماج صلب المجتمع. ❊ كيف ذلك؟ توجد عديد الصعوبات في الاندماج في العيش أو في الشغل وهناك من يجد في »الراب« وسيلة للاندماج بإعتبار هذه الموسيقى تضمن له موقعا داخل المجتمع. غير أني أحس في بعض الاحيان أننا مدفوعون نحو »الراب« وكأن هناك من يريد من وسائل تعبيرنا أن تنحسر في هذه الموسيقى وذلك لتهميشنا
وتصويرنا على أننا مجموعة من الهامشيين الذين لا يجيدون سوى الموسيقى الصاخبة أو العنف. ❊ هل يعني هذا وجود تمييز بين الشباب الفرنسي؟ أكيد أن هناك تمييز في التعامل بين شباب فرنسا خاصة بين الشباب من أصول فرنسية والشباب من أصول افريقية بل إن اسم الفرد قد يحرمه من فرصة في العمل في عديد الاحيان. ❊ كيف تقيمون واقع الشباب في افريقيا؟ أعتقد أن الوضع صعب للغاية بالنسبة للشباب في افريقيا فالأوضاع عموما متسمة بالفقر والجهل والتخلف وحالة بطالة اضافة الى مشاكل اجتماعية وأمنية كبيرة الا انه من الخطأ النظر لكل الدول الافريقية من نفس الزاوية فبعضها استطاع ان يحقق تقدما حسّن من وضع شبابه الا انه يظل دون المستوى المأمول. وعموما فالشباب الافريقي غير قادر على الحركة وعلى تحريك الامور لذلك أعتقد انه من واجبنا كشباب مهاجر تقديم يد المساعدة. ❊ ما هي أشكال المساعدة التي ترونها؟ هنالك عديد الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الشباب الافريقي وأهمها التخاطب والتواصل وتبادل الأفكار وهو ما يخلق لحمة وتضامنا، كما يمكن خلق منتدى متوسطي للشباب يلتقي ضمنه شباب الضفتين او عبر تنظيم جامعات صيفية يقع خلالها استقدام الشباب الى افريقيا وربط علاقات وثيقة معه وفي الخلاصة أود الاشارة الى أننا لسنا كما يصورنا الاعلام على اعتبار أننا مجبرون وهامشيون ونحن الآن بصدد اعداد مشروع اعلامي يحمل اسم »الكاميرا في اليد« لتقديم رؤيتنا للواقع وصورة صحيحة عن الاوضاع. يوسف الزبيدي: النفوذ المطلق يهمش الشباب ويعقد أوضاعه يوسف الزبيدي شاب تونسي مهاجر صديق لاتحاد العمال المهاجرين التونسيين وناشط صلبه مهتم بموسيقى »الراب« كشكل من اشكال التعبير. ❊ السيد يوسف ما هو اهتمامك بإتحاد العمال المهاجرين التونسيين؟ أنا مهتم بالاتحاد لأنه فضاء »ثوري« يسمح لي بالتعبير عن آرائي وأفكاري كما أن نشاطه الاجتماعي والنقابي يثيران الاهتمام، هذا بالاضافة الى أني صديق »مامدو« وأحب »الراب« الذي مكنني من التعبير عن أفكاري وآرائي وعكس الواقع بصورة حقيقية ولطرح مشاكل الشباب المتفاقمة والتحسيس بها. والحقيقة ان النفوذ المطلق يهمش واقع الشباب ويعقد أوضاعه ويضيق عليه خناق العيش فالجهات النافذة تشغل العمال ولا تترك الفرصة للشباب للتعبير عن رأيه وباختصار شديد فإن النفوذ المطلق يفسد الحياة لذلك لابد من توعية الشباب من أجل الثورة وتغيير الاوضاع. ❊ ماذا تقصد بالثورة؟ أقصد حركة تبدل الواقع وتنهي حالة »النفوذ المطلق« وتعطي للشباب الفرصة في الحياة. ❊ هل أفهم من كلامك أن واقع الشباب في فرنسا سيء؟ أجل فالشباب الفرنسي يعاني من الفقر والبطالة فضلا عن التمييز فالشباب من أصل فرنسي يحظى بفرصة كاملة رغم صعوبة الظروف الاقتصادية للبلد الا ان فرص الشباب من أصول اخرى ضئيلة، وهناك من لا يعلم هذه الحقائق وينخدع بالمظاهر الخارجية التي يصورها الاعلام، لذلك اخترت »الراب« للتعبير عن رأيي ونقل الحقيقة كما أراها، وأعتبر ان »الراب« هو أحسن الطرق لتحسيس الناس لأنه نوع موسيقى محبوب ويسمعه الجميع وأعتقد انه وسيلة جيدة للثورة على الواقع. كل هذه الظروف تجعل من فرنسا تفقد مكانتها كبلد مثالي خاصة مع حضور النفوذ العالمي بقوة لذلك أنا لا أنصح الشباب بالهجرة الى أوروبا وفرنسا وأرجو ان يبقوا في الوطن ويتحركوا من اجل تحسين أوضاعهم تماما كما نحاول هنا. سامويل جوندور: ممثل مكتب القوة العاملة: واقع الشباب في فرنسا صعب والطبقات تعيد انتاج نفسها طالب في كلية الحقوق بباريس وممثل عن منظمة القوة العاملة بباريس جاء في اطار الجامعة الصيفية للشباب المهاجر وكان لنا معه اللقاء التالي: ❊ السيد سامويل كيف تقيمون واقع الشباب الفرنسي؟ أوضاع الشباب الفرنسي كأغلب أوضاع الشباب في العالم صعبة فبإستثناء بعض المحظوظين الذين انتمي اليهم لا يتمكن جزء كبير من الشباب الفرنسي من مواصلة دراسته الجامعية وذلك لسبب بسيط هو مشكل السكن الذي يواجه الطالب فبدون منزل العائلة لا يجد الطالب مكانا يسكنه لمواصلة الدراسة، كما ان نسبة امتلاك المنازل في فرنسا منخفضة مقارنة بباقي الدول الافريقية وهي لا تتجاوز ال 50٪ على ما أظن والشباب الفرنسي يقع دائما في خيار صعب فهو من ناحية يريد الاستقلالية ومن ناحية اخرى يريد مواصلة الدراسة والأمران لا يجتمعان فإما البقاء في منزل الوالدين ان وجد وإما الاستقلال والانقطاع عن الدراسة لأن استقلال الشباب عن عائلته يستوجب ان يعمل ليستطيع توفير المال ويدفع العمل الطالب للانقطاع عن الدراسة لسببين هو غياب الوقت وعدم القدرة على التوفيق بين النشاطين، وثانيا استكانة الشباب الذي تعود على دخل شهري يمكنه من حياة مستقلة مما يجعله ينغمس في الحياة العمالية وينسى أمر الدراسة. المهم ان هذه الوضعية تجعل الخروج من الوضع الاجتماعي صعب خاصة وان العديد يرضون في النهاية بواقعهم وهو ما يجعل الطبقات تعيد انتاج نفسها. فبإستثناء السنوات الذهبية التي امتدت من الأربعينات الى حدود التسعينات أيام كانت الدولة تطبق نظرية »كاينز« وتحل المشاكل الاجتماعية فإن جميع الطبقات حافظت على مواقعها الاجتماعية. وبالنسبة للدراسة في هذا المجال فهي على غاية الأهمية لأن التشغيل يمر عبر الشهائد عكس ما هو معمول به في بريطانيا التي لا تهتم للشهائد ودون الشهائد يبقى من الصعب الحصول على شغل دون واسطة أو سند. ❊ هل يعني هذا وجود تمييز في عملية التوظيف؟ السند يمكن ان يساعد في حالة التعادل بين المترشحين! أما عن التمييز بالشكل الذي تحدث عنه الاصدقاء فإني أرى من خلال تجربتي الخاصة داخل مكتب القوة العامل غياب التمييز الا ان هذا لا يعني الغياب التام فالأكيد انه موجود بشكل ما. ❊ ما هي الاهداف من الميثاق التي تقدم به الاتحاد من اجل مبادرة شبابية متوسطية؟ في الحقيقة أنا هنا لأشاهد وأتعلم ولا أعلم اتجاه الأمور ومع ذلك فيمكن القول ان آفاق هذه المبادرة تكمن في تشكيل شبكة تعاون متوسطية بين شباب ضفتي المتوسط في مستوى العمل النقابي، ذلك ان النقابة ذات طابع أممي لأن مشاكل العمال ذات طابع أممي، وأشكال ومضمون العمل النقابي هو نفسه لدى الجميع وينص على الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال. ❊ ما هي أشكال التعاون التي ترونها؟ أوّد في البداية وكخطوة أولى تكوين منتدى في »الانترنيت« يقع خلاله تبادل الأفكار ودفع الاحداث واطلاق المبادرات ويمكن ان يتطور بعد ذلك ليصبح في شكل لقاء مباشر كأن نجعل لكل بلد شهر خاص يقع خلاله تدارس أوضاع الشباب في ذلك البلد وتقديم المقترحات والحلول وقد يرتقي الى تنظيم ملتقيات شبابية دورية. ❊ ولكن هناك اختلافات في مطالب وتطلعات الشباب حسب البلدان؟ ليس تماما فمن يعتقد أن شباب أوروبا يعيش في احسن الظروف فهو مخطئ وانطلاقا من فرنسا يمكن ان أقول ان الشباب في بلدي لا يختلف عن الشباب في باقي دول العالم ودليل ذلك ان الشباب الفرنسي لا يجد نفسه داخل الواقع ويبرز ذلك من خلال التصويت العقوبة ففي الانتخابات الرئاسية لا نصوت لصالح مرشح انما نصوت ضد المرشح الآخر و »ساركوزي« نجح لأننا صوتنا ضد خصومه لا لأننا أخترناه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.