نظمت وزارة الفلاحة والبيئة بالتعاون مع المنظمة الألمانية للتعاون الدولي يوم الاربعاء في قمرت، الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، ورشة انطلاق مشروع "استعمال الحمأة في المجال الفلاحي". وذكر سالم حمدي، كاتب الدولة المكلف بالبيئة أن تونس تباشر حاليا وبدعم من ألمانيا صياغة مخطط مديري لاستخراج السماد العضوي من الحمأة (الرواسب الصلبة للمياه المعالجة في محطات التطهير). وعبر عن تطلع تونس الى الاستفادة من تجربة المانيا في هذا المجال وخاصة نقل التكنولوجيات الالمانية المستخدمة في تثمين الحمأة. وأفاد كاتب الدولة أن عديد الدراسات التي أعدتها وزارة الفلاحة والبيئة أظهرت أن تربة الأراضي الزراعية في تونس تعاني من تراجع في الخصوبة وارتفاع في نسبة التملح والتكلس أو من الانجراف جراء التغيرات المناخية أو الأنشطة الفلاحية التي لا تحترم التربة. وأوضح أن تراجع خصوبة الاراضي يرجع بالاساس الى افتقار التربة إلى المواد العضوية مشيرا إلى أن الحمأة غنية بالمواد العضوية المخصبة للتربة والتي لها اثار ايجابية على الزراعة. وذكر بأن وزارة الفلاحة أطلقت منذ 2008 برنامجا نموذجيا لتثمين الحمأة واستغلالها في الفلاحة يمتد على خمس سنوات وينظمه تشريع صادر سنة 2007 وأوضح أن البرنامج النموذجي الذي يشارك في تنفيذه متدخلون من هياكل تابعة لوزارات الفلاحة والبيئة والصحة العمومية يهدف إلى وضع منظومة متابعة ومراقبة ناجعة لضمان الاستعمال الآمن للحمأة في الفلاحة بحيث لا يشكل استخدامها أي خطورة على التربة والبيئة والمستهلك. ودعا كاتب الدولة المشاركين في هذا البرنامج كل في مجال عمله الى المساهمة في إنجاحه من أجل الانتقال إلى تثمين مواد عضوية أخرى مثل المرجين ومخلفات الدواجن والطحالب البحرية واستغلالها في الفلاحة.