انتهت منذ قليل فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الثاني للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. هذا المؤتمر الذي غلب عليه جو ساخن امتاز بالتوتر و العصبية المفرطة. فعلى اثر افتتاح الرسمي له و تقديم كل من التقرير المالي و الأدبي توترت الأجواء خاصة عند تحديد لجان المؤتمر التي تواصلت لأكثر من ساعة بين مد و جزر و هو ما أدى برئيس المؤتمر "سفيان بن فرحات" إلى الدعوة إلى التحلي بالصدق و الصبر من أجل إنجاح مؤتمر النقابة الذي يدور في ظروف استثنائية و في أجواء تطالب بالمسائلة و المصالحة. و هو ما حدى برئيس النقابة لنعت ما يدور في المؤتمر بالفضيحة لأن التزام الإعلاميين لابد أن يكون في المستوى و أن يعبر عن طموحات أهل القطاع و أهل المهنة. و بعد أخد و رد طال أكثر من اللزوم تم تحديد اللجان و هي لجنة التثبت من البيانات أو لجنة الطعون، لجنة اللائحة العامة ، اللجنة المهنية و لجنة الفرز. و على اثر اتفاق تم بصعوبة في تحديد هذه اللجان تطرق المؤتمرون إلى نقاش التقريرين المالي و الأدبي بحضور ضعيف بعد أن غادر أعلب الإعلاميين القاعة و قد تم شبه اتفاق حول النقص الحاصل في التقرير الأدبي الذي كان منقوصا من بعض الجوانب خاصة من حيث تحليل وضعية القطاع و ما عاشه طيلة 23 سنة من تجاذبات بين أخلاقيات المهنة و انتظارات النظام السابق. حيث تطرق البعض إلى وصف هذه المسألة بأنها مختزلة للألم الذي عاشه القطاع و الإساءة للإعلاميين مؤكدين أن العدالة الانتقالية لا بد أن تمر قبل المصالحة بالمسائلة و إحداث ضمانات حتى لا يعود القطاع إلى مربع الفساد و رفع الوصاية عليه ليكون إعلام الشعب. و لم تكن تسيير أشغال المؤتمر بالمهمة السهلة على الرئيس و أعضاء مكتبه الذين تعرضوا إلى انتقادات كثيرة باعتبار إصرار رئاسته على الدعوة للوفاق لإنجاحه و قد ألزمت عديد التدخلات رئيس النقابة المتخلي إلى التدخل لإرجاع المؤتمر إلى خطه العادي مؤكدا أن المكتب التنفيذي له عمد إلى توفير فرصة أكبر لالتفاف للإعلاميين حول قطاعهم. و قد ختم المؤتمر بجملة صفق لها الجميع و هي اعتذاره عن كل خلل قد يكون تسبب فيه قبل و بعد المؤتمر الانقلابي مشيرا إلى أن الوضع الراهن للقطاع يحتاج إلى المصالحة أكثر من المسائلة. و قد اتفق المؤتمرون على مواصلة النقاش العام غدا صباحا بعد أن تمت المصادقة بالأغلبية على التقريرين الأدبي و المالي و اعتراض البعض و تحفظ البعض الآخر.