تعيش مدينة قليبية منذ أشهر حالة من الفوضى من خلال تضاعف تركيز البناءات الفوضوية التي أصبحت تهدد مساحات من غابة البرج بالمدينة و المنطقة الأثرية الممتدة حوله حيث استغل عدد من المواطنين حالة الانفلات الأمني في المدة الأخيرة للقيام بعمليات بناء دون رخصة و في مساحات تابعة للملك العمومي البحري للشريط الساحلي الشيء الذي مثل خطرا حقيقيا على ارث المدينة التاريخي و المنظومة البيئية بالمكان. و قد قام عدد هام من مواطني المدينة يوم الاثنين الفارط بوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية من اجل مساندة الجمعيات و المنظمات و الأحزاب للتعبير عن استيائهم من هذه الانتهاكات أمام مسمع و مرأى السلطة المسؤولة و ذلك رغم حجب الصفحة الخاصة بتنظيم هذا الاعتصام على الموقع الاجتماعي الفايس بوك. وصدر بالمناسبة بيان نددت فيه الأحزاب و الجمعيات و منظمات المجتمع المدني بالمدينة هذه الانتهاكات الخطيرة و الاعتداءات و حملت السلط المعنية مسؤولية تواصل النزيف و طالبتها بالتدخل الفوري لوقفه قبل فوات الأوان كما أكدت أنها ستتخذ كل الأشكال النضالية و القانونية فيما بينها للذود عن جمالية المدينة والحفاظ على تاريخها العريق. و لمزيد تسليط الضوء على الموضوع اتصلت "التونسية" بالسيد "وحيد الجنحاني" رئيس جمعية البيئة بقليبية الذي أفادنا أن البناء الفوضوي الصارخ طال ثلاث قطاعات هي الملك العمومي البحري و المناطق الخضراء و المناطق الحضرية.و اعتبر أن هذه الأعمال تنم عن قلة وعي بعض المواطنين الذين و للأسف فاق عدد الأثرياء منهم الفقراء. و اعتبر السيد وحيد أن القرارات التي اتخذت بإصدار قوانين هدم تتم بعد إبلاغ المعني بالأمر عن طريق عدل منفذ كانت ايجابية ومتزامنة مع انتظارات المواطن الغيور على مدينته و لكن ما راعنا إلا بقاء هذه القرارات حبرا على ورق ما عدى تنفيذ بعضها على مستوى منطقة السبخة. فما نريده كجمعية لحماية البيئة إضافة إلى الأحزاب و الجمعيات و المنظمات الأخرى هو تنفيذ القرارات على كل مخالف للقانون دون استثناء و ما يزيد الطين بلة هو ما يحدث في صورة خروج البلدية لأداء هذا العمل حيث يغيب اعوان التراتيب البلدية متعللين باعتصام من اجل زميلتهم "فادية حمدي" فتقرر شرطة البلدية التراجع عن أداء الواجب و يطالبون بحضور أعوان التراتيب. ويوجه السيد "وحيد الجنحاني" إلى رئيس البلدية بالمكان نداء حتى يقف جنبا إلى جنب مع المواطن فيعمم أولا قرارات الهدم على الجميع ويوفر ثانيا آلات و عمال لتنفيذ هذه القرارات التي ستكفل بها مكونات المجتمع المدني بالتعاون مع المواطنين الذين عبروا عن استعدادهم للتطوع من اجل حماية جمالية و تاريخ المدينة خاصة أنها قبلة مهمة للسياح.و ما يؤكد هذه الإرادة ما قام به مجموعة من الشباب أخيرا حيث نفذوا احد قرارات الهدم على جدار كان بداية لبناء في الملك العمومي البحري . وعبر السيد وحيد أن جمعية البيئة لن تتدخر جهدا من اجل الدفاع و الحفاظ عن المنظومة البيئية بمدينة قليبية و ما قامت به أخيرا إلا صورة لعملها المتواصل. فقد نظم الفريق يوم الأحد الفارط بمناسبة اليوم العالمي للبيئة زيارة إلى غابة "دار شيشو" بعد ما تعرضت لحرق جزء منها و قطع عدد من الأشجار بصفة عشوائية و إضافة إلى تنظيف المكان مع مجموعة من الجمعيات و المنظمات الأخرى و إرسال رسالة إلى السيد وزير البيئة . من جهة أخرى حاولنا الاتصال بأحد المسؤولين ببلدية قليبية للبحث معه في حيثيات هذا الموضوع لكن لم نجد التعاون المرجو لتعترضنا من وراء الهاتف نفس الإجابة دائما: "المسؤول خارج الإدارة و سيعود بعد نصف ساعة".