رغم حاجتنا اليوم إلى الفرح والسعادة في ظل الأحداث الأليمة والظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا فإن المناسبات السعيدة وخاصة حفلات الزواج منها تواجه تراجعا ألقى بظلاله على العديد من القطاعات التي تضررت جراء هذه الأحداث نذكر منها صناعة المصوغ وقاعات الأفراح . "التونسية" قامت بهذا الروبرتاج داخل السوق العتيقة بالعاصمة "بركة الذهب" كما يحلو تسميتها وتنقلت إلى بعض قاعات الأفراح حيث تحدثنا معهم حول الإقبال على شراء المجوهرات والحجز بالقاعات لهذه الصائفة. بخطى ثابتة ومتسارعة بين أزقة ضيقة تكاد تكون خالية من المارة وخلافا للعادة دون زحام ولا اكتظاظ تجد نفسك بين أحضان المدينة العتيقة باعة عن يمينك وآخرون عن شمالك. إنها "البركة" سوق الذهب، اقتربنا من أحد التجار السيد كريم النفزي (39 عاما) فأفادنا أن الإقبال على شراء المجوهرات المتعلق بالأعراس لهذه السنة أقل بكثير من الصائفة الماضية رغم أن موسم الأفراح قد تقدم لتوافق شهر رمضان المبارك مع شهر أوت : "فنحن أغلقنا شهري جانفي وفيفري وتضررت تجارتنا جراء الأحداث الأخيرة وفي الأشهر المتبقية الإقبال يكاد يكون معدوما كما ترين". وفي نفس السياق أفادنا السيد مالك الماجري صاحب محل أن العائلات التونسية أجلت هذه الصائفة حفلات الزواج إلى ما بعد الانتخابات تخوفا من غياب الأمن كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وخاصة الأحداث الحاصلة في ليبيا حيث أقدم العديد من الليبيين على بيع كميات هامة من الذهب في تونس بأسعار منخفضة وهو ما من شأنه أن يضر بتجارتنا. تأجيل حفلات الزواج لم يؤثر فقط على تجار المصوغ بل طال عدة قطاعات اخرى منها قاعات الأفراح فمع دخول كل موسم صيف وانطلاق حفلات الأعراس تبدأ العائلات في التسابق لإقامة التحضيرات فتحبس الأنفاس وتلهث حتى تدمى قدماك للبحث عن قاعة أفراح واستئجارها وتضطر في بعض الأحيان للتنقل من ولاية إلى أخرى لإتمام فرحتك هذه السنة هذه الرائحة التي تعبق بالسعادة والفرح لم نكد نلمسها في أكثر البيوت التي خيرت الانتظار، انتظار المجهول. في هذا الغرض تنقلنا أيضا إلى بعض قاعات الأفراح بالعاصمة حيث التقينا بالسيد بشري الهمامي (46 عاما) الذي أكد لنا ان الحجوزات لهذه السنة تراجعت بعدما كان الإقبال كبيرا في الموسم الماضي وهذا نتيجة تخوف العائلات التونسية من غياب الأمن وتذبذب الأوضاع عندما تستأجر قاعة أفراح باهضة ترفع قرابة 500 شخصا ثم لم يحضر جل المدعوين فإنك ستتكبد خسارة فادحة. اما السيد عبد الخالق الساحلي (صاحب قاعة أفراح) بالدندان فقد أكد لنا أن هذا الركود راجع إلى استعداد الناس لشهر رمضان واهتمامهم أكثر بالاستهلاك اليومي إلى جانب تأجيل العائلات التونسية لحفلات الزواج الى ما بعد الانتخابات.