كانت تونس تعرف عند قدوم فصل الصيف إقبالا من قبل المواطنين على الأسواق من أجل قضاء مستلزمات الأعراس من ذهب وأثاث وكراء فساتين وقاعات الأفراح وحفلات وكل ما يلزم لحفل زواج . ولكن هذه السنة يبدو أن الأمر مختلفا إذ أن التجار بين التشكيات والابتهاج بهذا الموسم والعرسان بين الخوف والحيرة وانتصار الفرحة. التونسية اتجهت إلى " سوق البركة " لمعرفة ظروف التجار بعد ثورة 14 جانفي. حدثنا أحد الصاغة عن موسم الأعراس لهذه السنة .فالمبيعات في تراجع والقطاع متدهور بسبب عزوف الشباب عن الشراء إضافة إلى إن بعضهم يشتكي من نقص البضاعة ذلك أن البنك المركزي و أحجم منذ أشهر عن مدهم بما يحتاجونه من صفائح الذهب. وحدثنا تاجر آخر قائلا أن سوق البركة شهد تراجعا كبيرا في نسبة مبيعاته إضافة الى مشاكل أخرى تتمثل خاصة في الأداءات الموظفة على القطاع بالرغم من أن صناعة الذهب تعد حرفة يجب أن تلقى التشجيع من السلط المعنية وارتفاع سعر " الأوقية " من 500 إلى 1500 دولار في السنوات الأخيرة وهو ما أدى إلى تضرر عدد كبير من تجار سوق البركة. ومن جهة أخرى عبر بعض التجار عن ارتياحهم لهذا الموسم إذ أن " سوق البركة " لم يمت أبدا وهناك إقبال لدى الشباب لشراء الذهب رغم امكانياتهم المتواضعة. ووصف تاجر له خبرة 45 سنة في القطاع أن هذا الموسم واضح و " الحالة جميلة " إذ أن الناس متفائلين والسوق يعيش على طبيعته مزدهرا رغم قلة البضائع. وفي زيارة " التونسية " لسوق الحنة لاحظنا تدفقا من قبل المواطنين على شراء مستلزمات الاعراس من عطور وحناء وروائح... إذ عبر تاجر عن ارتياحه لهذا الموسم الذي لايدعو للخوف بل .بالعكس يبعث على الطمأنينة والتفاؤل. وحدثنا تاجر آخر أن قلب السوق بدأ ينبض إذ عرف في الفترة الأخيرة تدهورا تعود أسبابه خاصة إلى قلة الشراءات وتخوف القادمين على الزواج وعزوفهم عن الشراء مشيرا أيضا إلى انخفاض عدد الزوار ولكنه أكد أيضا أن الأمر ليس خطيرا معربا عن أمله في شهر جويلية وأوت. في سوق باب سويقة عبرت تاجرة عن خوفها من إغلاق محلها لكراء الفساتين بسبب قلة المرابيح إذ لايوجد إقبال كافي من قبل العرائس هذه السنة على كراء فساتين الأفراح وإلى جانب ذلك فهي تشتكي من مصاريف كراء المحل. ومن جهة أخرى فقد أعرب تاجر عن اطمئنانه لهذا الموسم ويعتبر الصعوبات امرا طبيعيا لأن تونس تشهد مرحلة انتقالية . وأما بالنسبة إلى محلات بيع الأثاث فقد أبدى عدة تجار تذمرهم من هذا الموسم إذ أن المرابيح لاتتجاوز نصف مرابيح السنة الماضية مؤكدين على أن من الأسباب الرئيسية لتضررهم هو الانتصاب الفوضوي الذي يمكن أن يؤدي بهم إلى الإفلاس وغلق محلاتهم. وعند محاورة بعض المقدمين على الزواج تبين انهم يعيشون بين الخوف والتفاؤل إذ عبرت فتاة عن شدة تخوفها وحيرتها من أن تفسد سهرة ليلة الزفاف خاصة وانها قاطنة بحي شعبي فيما قال خطيبها ان الوضع غير مخيف وان لديه أصدقاء مستعدون لحماية زواجه لكي يمر بسلام. ومن جهة أخرى حدثتنا فتاة عن تعكر حالتها النفسية منذ فترة إذ أن لديها تخوفا من تدهور الوضع وامكانية اعلان حظر الجولان فيما عبر الخطيب عن عدم مبالاته بالوضع بل إن قيام حفل الزفاف في حظر جولان سيكون ذكرى جميلة بالنسبة له.