على أفضل وجه سارت الاجراءات التنظيمية لليوم الاول من امتحانات الباكالوريا بصفاقس بعد ان تجندت مختلف الاطراف والهياكل من اجل انجاح باكالوريا 2011 الاولى بعد ثورة 14 جانفي في موسم تميزت فيه الدراسة بعديد الاضطرابات والتقطع في ما يعرف بالثلاثي الثاني مثلما تميز بالفلتان والاضطراب الاجتماعي في اكثر من جهة ومن هنا كان التجند واضحا من سلطة الاشراف والهياكل الادارية والمربين والتلاميذ والسلط الامنية والجيش الوطني والاولياء ولجان حماية الثورة في كل منطقة من اجل اسقاط رهانات كل من يريدون ضرب " الباكالوريا " اولا ثم ضرب موسم الحصاد لارباك البلاد وتدمير الاقتصاد. " التونسية " تجولت بين عدد من المعاهد الثانوية التي اصبحت مراكز امتحان لتقف على حالة اليقظة التامة التي ميزت اليوم الاول من باك الثورة وهو ما انعكس على نفسيات المترشحين كما ان المندوبين الجهويين للتربية بصفاقس 1 و2 السيدين التيجاني القماطي والهادي بوليلة قاما بعديد الزيارات لمراكز الامتحان في المعتمديات للوقوف على الظروف الحسنة لهذه المناظرة الهامة نقول الحمد لله على مستوى الجوانب التنظيمية ولكن كيف كان الحال على مستوى اختبار مادة الفلسفة في شعبة الآداب وفي الشعب العلمية والاقتصادية ؟ الحقيقة ان المواضيع لم تكن في المستوى ولم تراع خصوصيات المرحلة الاستثنائية لباكالوريا 2011 بل انها كانت مغرقة في الضبابية والعمومية وهذا ما وقفنا عليه لدى عدد من التلاميذ في شعبة الآداب وفي الشعب العلمية الذين اكدوا لنا ان المواضيع لم تكن في مستوى الانتظارات فهي في الآداب عامة ولا تساعد على التركيز في جانب معين كما انها تتناول قضايا عديدة يصعب حصرها والالمام بها جميعها في فرض واحد واما في الشعب العلمية فاتفق التلاميذ على انها تعلقت في معظمها باخر محور وهو محور لم يتم استيعابه جيدا لعامل الوقت و لم تتم دراسته بما فيه الكفاية او مر عليه التلاميذ مرور الكرام بعد ان تحصلوا عليه من خلال المطبوعات الجاهزة ... هذا هو راي بعض التلاميذ الذين اجروا الامتحان اليوم ومن ناحيتنا سعينا الى الاتصال باستاذ فلسفة يشتغل باحد معاهد مدينة صفاقس وهو يمتلك خبرة كبيرة بالتدريس وباصلاح الامتحانات فافادنا بما يلي : " بالنسبة الى شعبة الآداب فان الموضوع الاول وهو ": قيل :: الخضوع اعمى هو المزية الوحيدة التي تبقى للعبيد ما رايك ؟ " هذا الموضوع وردت صيغته عامة ولا تساعد التلميذ على التركيز في مجال معين على اساس ان العبودية لها اكثر من سياق فهل المقصود بها العبودية الاقتصادية بالخضوع لصاحب المصنع والقيم الراسمالية ام ان المقصود سياسي بالخضوع للحكم الفردي المطلق ولاجهزة الدولة وهنا كان بامكان لجنة اقتراح المواضيع ان تغير الموضوع الاول من قولة الى راي مع التعديل لان القولة الواردة بالموضوع هي لفيلسوف ولها سياقها فكيف يمكن للتلميذ ان يعرف هذا السياق وبالنسبة للموضوع الثاني : "الانظمة الرمزية افق للتواصل الانساني وسبيل للهيمنة في آن حلل هذا الاقرار وناقشه مبينا اسس المفارقة فيه وابعادها" فانه موضوع في المتناول سواء في المضمون او في الصيغة ويتعلق بمسالة اخذ فيها التلاميذ الكم الضروري ولهم مكتسبات بشانها وتم تدريسها قبل الثورة . في حين ان الموضوع الثالث وهو نص ، وهو مايميل اليه في العادة اغلب التلاميذ ، فان المشكل فيه انه يتناول قضايا عديدة جدا لا يستطيع التلميذ ان يحصرها وان يتناولها والصعوبة الثانية ان المطلوب في النهاية غير واضح لوجود شتات افكار مع ان الاقتطاعات تؤثر فيه والمشكل ان النص لم يراع الظروف الاستثنائية للتلاميذ وتكوينهم الاستثنائي هذه السنة لوجود فترة طويلة لم يدرسوا فيها وبالنسبة لموضوع الفلسفة في الشعب العلمية والاقتصادية فان المشكل ان اثنين من الاسئلة تنقيطهما 12 من 20 تعلقا باخر محور مقرر وهو محور أغلب التلاميذ اما لم يدرسوه او لم يتناولوه بما فيه الكفاية بسبب عامل الوقت او انهم اخذوا عنه فكرة من خلال مطبوعات جاهزة ومن دون التعمق في شرحها وفهمها وفي القسم الثاني وهو يمثل من النقاط 10 من 20 وفيه اختياران للتلاميذ اما ان يختاروا موضوع "هل تضمن الدولة حق المواطنة " وهو شان يتعلق بالمحور الاخير او انه سيختار موضوعا ثانيا هو "القيمة التداولية للنماذج وما ان كانت قادرة على تحصين النمذجة العلمية من كل نقد وهذا الموضوع المشكل فيه ان الصيغة غير واضحة " . الى هنا انتهى راي استاذ الفلسفة والحقيقة ان اختيارات مواضيع الفلسفة لشعبة الآداب وللشعب العلمية والاقتصادية يطرح التساؤلات مجددا بخصوص طبيعة عمل لجنة اعداد الامتحانات وما ان لم تعدل عقارب الساعة لديها على توقيت ثورة الحرية والكرامة للشعب التونسي ولا ندري ما الغاية من اختيار بعض هذه المواضيع في هذا الظرف الاستثنائي لباكالوريا 2011 والتساؤل يكبر اكثر حينما نعلم ان هذه اللجنة ارتكبت اخطاء عديدة في دورات سابقة