الإجماع حاصل بين تلاميذ ولاية صفاقس حول الظروف المريحة والملائمة لامتحانات الباكالوريا، لكن الخلاف حاصل بينهم حول المواضيع المقترحة التي بدت للبعض في المتناول والبعض الآخر سهلة في حين قال فريق ثالث انها في المقرر وليس في المقروء !. هذا ما كشفته جولة «الشروق» بين مراكز الإمتحان بصفاقس واتصالاتها بعضومن لجنة حماية الثورة بقرقنة الذي أكد أن الظروف المتوفرة بالجزيرة تضمن للمترشحين السير الطبيعي للإمتحانات بمجهود واضح للإطار التربوي والإداري والجيش والحرس والأمن الوطني والأولياء بمعاضدة واضحة للجنة حماية الثورة التي وفرت كل الظروف الموضوعية لتلاميذ الجزيرة . ظروف مريحة ..لكن نفس الظروف تقريبا بقرقنة متوفرة بالمحرس، إذ أفادنا السيد أنور زريدة – أستاذ تعليم ثانوي – أن لجنة حماية الثورة بالمحرس وبالتنسيق مع الكشافة والمواطنين ركزوا خيمة أمام مركز الامتحان لمعاضدة مجهود الجيش والحرس والأمن في حراسة المؤسسة التربوية ضمانا للسير العادي للامتحانات في يومها الأول وكل أيامها اللاحقة. الزملاء المراسلون بكل من ساقية الدائر وساقية الزيت وجبنيانة وعقارب وهم على التوالي أنور الغريبي وجعفر الخماري ورابح المجبري، أكدوا أن امتحانات الباكالوريا في يومها الأول مرت في ظروف عادية بفضل مجهود الجهات الأمنية المعنية والجيش والأولياء ولجان حماية الثورة وطبعا الإطار التربوي والإداري للمعاهد. نفس الظروف المتوفرة بالمعتمديات ، عاينتها «الشروق» بقلب مدينة صفاقس ، فمنذ الصباح توزعت الفرق الأمنية ووحدات الجيش ولجان حماية الثورة ومكونات المجتمع المدني وممثلي بعض الأحزاب الوطنية بالمؤسسات التربوية مما أوحى من البداية ان باكالوريا هذا العام هي استثنائية أمنيا ، لكنها عادية على مستوى سير الامتحانات داخل القاعات. تلاميذ الشعب العلمية الذين اجتازوا يوم أمس اختبار الفلسفة اختلفوا في تقييم الموضوع المقترح ، فالتلميذة فاطمة بن يونس قالت إن موضوع الوطن في المتناول ، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه زميلها بشعبة العلوم ربيع شرف الدين الذي استثنى السؤال الثاني القائل أن «حدود القوة من حدود الحق ذاته» معتبرا إياه صعبا للغاية. التلميذة بشرى شورى قالت ل«الشروق» إن المواضيع سهلة وفي المتناول، خلافا للتلميذ ياسين معتوق الذي قال اننا كنا ننتظر مواضيع أسهل باعتبارنا نعيش على وقع الثورة ولم نتمكن من دراسة واستيعاب كل المحاور المقررة بصفة عادية. التلميذة فاطمة شعور من شعبة الرياضيات قالت انها تفاجأت بالموضوع المطروح حول الدولة، فهو من المحاور المبرمجة لآخر العام الدراسي، ونظرا للغيابات المسجلة في بداية الثورة لم يتمكن أستاذها من استكمال المقرر من البرنامج وهوما كان على حساب محور الدولة و«النمذجة» الذي اكتفى فيه أستاذها ببعض المطبوعات وزعها على التلاميذ .. الحظ فقط أراد أن تكون الدولة في اختبار الفلسفة وهي تتمنى أن تراعي لجنة الإصلاح ظروف الثورة لتنصف التلاميذ الذين اجتهدوا في تناول الموضوع الذي كان مقررا لكنه ليس مقروءا !. أستاذ فلسفة يقيم وبعيدا عن تقييمات التلاميذ ، أفادنا أستاذ فلسفة بصفاقس أن الموضوع الأول في شعبة الآداب ورد بصيغة عامة مما لا يسمح للتلميذ بالتركيز في مجال بعينه باعتبار أن العبودية لها أكثر من سياق ويمكن أن تحتمل المعنى الاقتصادي بالخضوع إلى صاحب العمل أوالمعنى السياسي بالخضوع للحكم الفردي المطلق . الموضوع الثاني المتعلق «بالأنظمة الرمزية أفق للتواصل الإنساني وسبيل للهيمنة في آن» تعلق بمسألة تلقى فيها التلاميذ المعارف والمكتسبات اللازمة التي تم تدريسها قبل الثورة، أما الموضوع الثالث أي النص وهو ما يميل إليه في العادة التلاميذ فالإشكال فيه انه يتناول عديد القضايا التي لا يستطيع التلميذ حصرها وبالتالي تحليلها، ثم إن المطلوب في نهاية النص غير واضح لوجود شتات أفكار وهونص لم يراع الظروف الاستثنائية للموسم الدراسي هذا العام. ما ذهبت إليه التلميذة فاطمة شعور وجدنا صداه عند أستاذ الفلسفة الذي قال أن الموضوع المطروح في العلوم يتعلق بآخر محور من البرنامج وهومحور إما أن أغلب التلاميذ لم يدرسوه أولم يتناولوه بما فيه الكفاية أوإنهم أخذوا فكرة عنه من خلال نسخ جاهزة « بوليكوب» تم توزيعها على التلاميذ . القراءة السريعة لآراء التلاميذ والأستاذ الذي رفض ذكر اسمه يؤكد أن لجنة إعداد الامتحانات لم تراع ظروف الثورة وتبعاتها الاستثنائية وواصلت ارتكاب أخطاء عديدة تثير التساؤلات بخصوص تركيبة اللجنة حسب بعض المراقبين . بقي أن نشير أن والي صفاقس محمد علي الجندوبي أدى زيارة لبعض مراكز الامتحان صحبة المندوبين الجهويين لصفاقس 1 و2 السيدين التيجاني القماطي والهادي بوليلة .