يعتبر المسرحي حسن المؤذن أحد أهم المسرحيين في تونس(إنطلقت مسيرته منذ منتصف السبعينات) بل إنه أحد صناع الثقافة في الثمانينات في مسقط رأسه المهدية ، ومن مؤسسي مسرح العرائس بتونس. وعلى الرغم من تميز الرجل في مستوى الرؤية الفنية فقد ظل في أغلب الأوقات مهمشا ولم تشفع له أعماله التي نورد بعضها: عدن عدن – الحياة حلم- نور على نور- بين سما وما- غرنيكا- حنبعل- العندليب والوردة – ومن العشق ما قتل، كما كانت للرجل بصماته مع محمد إدريس(مساعد أول و دراماتورجيا ومكلف بالتكوين في المسرح الوطني ) في "راجل ومرا "وحدث ...وقد نال آخر عمل من إخراج حسن المؤذن "آخر بني سراج" في مهرجان فاس الدولي للمسرح المحترف في شهر ماي الماضي جائزة أفضل عمل مسرحي وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل ممثلة (سارة الحلاوي). ولكن الكفاءة لم تشفع لحسن المؤذن الذي يعرف القريبون منه أنه يؤثر السلام مع نفسه ومع الآخرين ويمتنع تعففا عن التورط في حرب مع فئة من المسرحيين ممن يخشون ضياع مكتسباتهم في العهد السابق ولذلك اعترض هؤلاء على مقترح تعيين المؤذن مديرا فنيا للمسرح الوطني (بعضهم هاتف المدير العام الجديد وحيد السعفي محذرا من حسن المؤذن الذي كان يصنف في العهد السابق بأنه معارض "موش متاعنا") ثم تم إقتراح حسن المؤذن مديرا تنفيذيا لمهرجان قرطاج في نسخته الاستثنائية لهذا العام فانطلقت السهام ضد الرجل تسخن الأجواء لتتراجع وزارة الثقافة عن صنيعها ...اتصلنا بالرجل فآثر الصمت معلقا" أخشى أن تتحول démocratie إلى médiocratie " ! فلمصلحة من يحارب حسن المؤذن ويتواصل إقصاؤه من المشهد المسرحي وكأن 14 جانفي لم يكن؟ ؟