بدأ غسيل بعض "الفنانين" يرقص فوق أشرطة المدينة والبلاد ... لسان حال كل واحد منهم يقول "خاطيني".. لم أكن أبدا بوقا من أبواق "بن علي " وأصهاره.. لكن قائمة المتهمين طويلة ويصعب تخليص من تورطوا فيها حتى لو كان من المقربين أو ممن لهم في ذاكرة الجماهير مكانة ...مقاييس مجتمعات ما بعد الثورات لا تقبل بغير الوفاء للثوابت في جميع الميادين... لذلك اتجهت أصابع الاتهام إلى "أمينة فاخت" أو الصوت الشجي الذي عشقه "بن علي" رغم اعتبارها فنانة "بوهيمية" يصعب تصنيفها أو الحكم عليها ... ! بسبب اعتبارها احدى المقربات من زوجة المخلوع ... "صوفية صادق" صمتت و اختارت العزلة أو الانزواء...فهي صوت امعن في الصراخ والتلون وقد نراها اذا اكتملت فصول بعض السيناريوهات تنضم الى جوقة المحجبات و تدخل باب الإنشاد الصوفي و الابتهالات...الجماهير لايمكن أن تنسى صوتها وهي تغني " بالأمن و الأمان يحيا هنا الإنسان.. و تونس تحت وطأة "زينوشي"... أما "لطيفة العرفاوي" فتلك حكاية أخرى.. إذ كشفتها الشبكة العنكبوتية و هي تقفز على الحبال فمرة تؤكد على أنها من مناضلات "التجمع" مرددة "أنا منكم...أنا ليكم".. ومرّة تهل بشائرها و تعلن انحيازها للثورة.. في منطق يحاكي "الله ينصر من صبح". ومن باب الضحك على الذقون كاد "لطفي بوشناق" يصيح قائلا"لقد عارضت بن علي طيلة مسيرتي الفنية" لولا الضغط الجماهيري الذي تصدى له وابعده عن ركح قرطاج.. و ذكره بقصيد المناشدة للمخلوع 2014.. ذاكرة التونسي لم تمت... و قائمة الفنانين و الإعلاميين و الشعراء الذين تغنوا بأيام الرخاء التي هلت على تونس في حكم الطاغية طويلة و لا فائدة في الحديث عنها... رغم وجود إعلاميين عاشوا على موائد "التجمع" واقتاتوا من فضلات الولاء والمديح ومازالوا يدافعون بدافع الصداقة والعشرة و"الماء والملح" عن جواري "بن علي " وغلمانه من المناشدين والمرددين "بن علي الى الأبد "... ! تصوروا 3 سنوات أخرى و الشعراء يتغنون بال"زين" وطغمته... ياللمصير الذي كان ينتظرنا " للأسف قائمة الفنانين الذين التزموا بقضايا الوطن قصيرة تعد على الأصابع...قائمة استعصت على حيل نظام الترغيب والترهيب ورابطت في مواقفها حتى انصفتها الثورة ورفع شأنها الزمن ...