مثل إنتداب المدرب لطفي القادري على رأس الإطار الفني لأكابر النجم الخلادي في مطلع الموسم الحالي مجازفة من الهيئة المديرة على إعتبار قلة خبرته لكن يبدو أن نجاحه مع جريدة توزر المستقبل الذي أنهى معه المرتبة الرابعة في أول موسم في الرابطة المحترفة الثانية و بعد إستشارة الفنيين في تقييم المدربين تم التعاقد مع هذا المدرب و الإتفاق معه على هدف الصعود فكان ذلك وكسب القادري الرهان بالمساهمة في إعادة "اللاسبيكا" إلى الناسيونال ، ومعه كان لنا الحوار التالي : هل كنت تنتظر أن تحسم الأمور في لقاء جندوبة ؟ كنا نتمنى أن يتم حسم الصعود قبل مباراتنا مع جندوبة لكن بعض الصعوبات التي عشناها في منتصف مرحلة الإياب حيث خسرنا عدة نقاط أخرت عملية الإطمئنان على الصعود الذي كنا واثقين من تحقيقه ولو في آخر جولة من السباق لكنه تحقق قبل جولتين من النهاية. و قد تخوفنا من لقاء الأمس بعد أن قبلنا هدفا ولكن شجاعة اللاعبين الذين قاوموا إلى آخر لحظة من المقابلة مكنتنا من التعديل من كرة ثابتة عن طريق وليد بن محمد و هذا الهدف مثّل التوقيع الرسمي لصعود الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى . كيف لك أن تقيم مسيرة الفريق بالأرقام ؟ حققنا حصيلة باهرة بمجموع 12 فوزا و 6 تعادلات و 5 هزائم منها 4 على الميدان وهزيمة وحيدة جزائيا أمام الملعب القابسي في المباراة المعادة لحساب الجولة الخامسة إيابا . فخط الهجوم سجل إلى حد الجولة الرابعة و العشرين 33 هدفا ليحتل بذلك المرتبة الأولى مع المتصدر الإتحاد المنستيري بينما في الدفاع قبلنا 21 هدفا لنحتل المرتبة الثانية بعد صاحب الطليعة الإتحاد المنستيري . وهذه النتائج تؤكد جدارة الفريق بالصعود . نظرا للصعوبات التي عاشها الفريق في مرحلة الإياب ، هل إنتابك الشك في أن الصعود ربما قد يضيع في لحظة ما ؟ رغم الصعوبات التي عشناها و خاصة في مرحلة الإياب حيث أننا كنا في نسق جيد خلال مرحلة الذهاب و أنهينا في المرتبة الأولى قبل الإتحاد المنستيري و ضبطنا برنامجا ثريا للإعداد لمرحلة الإياب وبرمجنا تربصا مغلقا بمدينة توزر و دورة ودية لتكون فرصة لمراجعة الجوانب البدنية و الفنية و تسهيل إدماج اللاعبين المنتدبين في الميركاتو الشتوي ، لكن حصلت أحداث الثورة المباركة التي عطت تنفيذ البرنامج الإعدادي لنقطع التربص و نعلق التحضيرات ونعود إلى منازلنا في إنتظار أن تتضح الأمور الأمنية بالبلاد و مع تحسن الأوضاع عدنا للتمارين لكن بقينا تحت ضغط حالة الشك بأن تعود البطولة إلى النشاط أو لا وحتى عندما عدنا طرأت بعض العراقيل بالجمهور أو دونه وهي كلها عوامل أثرت على الجانب الذهني للاعبين ليظهر ذلك في بداية مرحلة الإياب عندما تعادلنا مع الإتحاد المنستيري و إنهزمنا مع المكنين على ملعبنا وهي بداية سيئة وغير منتظرة ، لكن سرعان ما تداركنا لنعود إلى المسار الصحيح ومع الفوز على الملعب القابسي في الجولة 18 و الأحداث التي رافقت هذا اللقاء البطولي تأكدت شخصيا أننا قطعنا خطوة هامة في إتجاه الصعود لأننا أبعدنا منافسنا المباشر. لكن في العموم لم أشك لحظة في أننا سنخسر رهان الصعود لأن لنا مجموعة طيبة من اللاعبين و كل عوامل النجاح متوفرة من طرف المسؤولين على الفريق. لاحظنا تراجع مردود بعض اللاعبين الذين تألقوا في مرحلة الذهاب على غرار أنور السحباني . فبماذا تفسّر ذلك ؟ المهاجمون ومن بينهم أنور السحباني لم يجدوا المساحات في مرحلة الإياب والتي توفرت لهم في مرحلة الذهاب وهذا اللاعب أصبح محل محاصرة لصيقة ضربت عليه من مدافعي الفرق المنافسة مما قلل من تحركاته و حد من خطورته ولكن ما أن يجد الفرصة حتى يصنع الخطر فمثلا كان وراء الهدف الثمين في ملعب قابس عندما وزع كرة جميلة لزميله ناجح حمادي. بماذا تفسر تألق اللاعب وليد بن محمد في الكرات الثابتة في المباراتين الأخيرتين ؟ كما تعلم فإن الكرات تنفيذ الثابتة كان دائما من إختصاص اللاعب الشاذلي الشعار وقد ساهم كثيرا في تحقيق الإضافة لكن مع المحاصرة التي أصبح يعاني منها المهاجمون كما أشرت سابقا فقد أجبرني ذلك على البحث عن حلول بديلة و بالصدفة إكتشفت خلال الحصص التدريبية قدرة المدافع وليد بن محمد على التهديف من الكرات الثابتة فراهنت عليه بداية من مباراة الأهلي الماطري و قد تمكن من تسجيل هدفين من كرتين ثابتتين و أكد ذلك في مباراة يوم أمس في جندوبة بتسجيل هدف هو الأغلى و الأثمن منذ بداية الموسم. وكنت أجري له حصة خاصة للكرات الثابتة بتنفيذ ما بين 30 و 40 كرة و قد أيقنت أنه ممتاز و قد ندمت عن عدم إعطائه الفرصة منذ بداية الموسم لكن بدوره لم يشعرني بقدرته على إتقان تنفيذ الكرات الثابتة. الآن، وقد تحقق الصعود، ما هي حظوظك في البقاء على رأس الفريق في الموسم القادم ؟ أنا من جهتي على أتم الإستعداد لمواصلة تدريب فريق النجم الخلادي لكن إلى حد الآن الموضوع غير مطروح ، و إذا ما حصل الإتفاق فيا حبذا أن أكون على رأس الإطار الفني في الرابطة المحترفة الأولى . لكن لننتظر قرار الهيئة المديرة.