تحتضن دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة إلى غاية 7 جويلية المقبل المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية "وسيلة العلاني السعدي".وقد انتقلت "التونسية" الى مكان المعرض و نقلت الآتي: يحتوي المعرض على 40 لوحة مختلفة الأحجام لكن التقفية التي استعملتها الرسامة تكاد تكون ذاتها في أغلب اللوحات فهي مزاج واضح بين الصياغة العفوية و التلصيق فتحاول صوغ ما تريد من وجوه و مدن قديمة و ملوك و مظاهر اجتماعية و عادات و تقاليد و أمكنة نعرفها و أخرى من وحي الرسامة. و تبدو الرسامة من خلال عشرات اللوحات منشدة إلى أزمنة ماضية قد تكون أزمنة جميلة لكن لا أثر لها الآن، تستدعيها الرسامة من ذاكرتها أو ذاكرة المجتمع لتعيد إليها الحياة. كما تبحث الرسامة عن حقيقة الحاضر في مدن كقرطاج و سوسة و مكان ما بالقيروان و بيوت الأندلس و تتجول بين البربر و الغجر و الأمراء و نساء من العالم. للوهلة الأولى تبدو الرسامة ماضوية لكن المتأمل في أعمالها يجد أن الماضي موظف هنا توظيفا ايجابيا يخدم الحاضر و تلك مهمة الفنان و هي أن يتفاعل مع الماضي بحنكة و ذكاء وليس تكريسا له بل تأملا فيه و قراءته تكون قراءة المتبصر و إعادة تقديمه للمتلقي في شكل وزي آخرين. وفي معرض الرسامة "وسيلة العلاني السعدي" بدار الثقافة ابن رشيق لا مجال للون واحد بل لكل لوحة ألوانها الداخلية التي تتطلب نظرا من نوع آخر. وقد استعملت تقنية بقايا الأشجار و جمعت صورا تتمثل في ما تبقى من معالم و تلصيق لبقايا عقود اتلفها الدهر و التي توحي بأن اللوحة عتيقة جدا و متخفية و لا مكان فيها لمغريات اللون لكن الرسامة تجعل اللون ثانويا و لا تطلبه العين المجردة بقدر ما تطلبه روح المتلقي.