هناك من قلوبهم ترأف عندما تراهم وهناك من لا يبالي أصلا بوجودهم رغم كثرتهم في الفترة الاخيرة ، تقريبا يتواجدون في كل شارع من شوارع العاصمة في محطات النقل وأمام المساجد وهم ينشدون أهازيجهم اليومية لا حسيب ولا رقيب . "التونسية" كالعادة عاينت الظاهرة وفتحت التحقيق لرصد آراء المواطنين حول ظاهرة التسول. * التسول عمل مربح جدا : "التسول عمل مربح" هكذا استهل مخاطبنا الحديث معنا راويا لنا حادثة طريفة جمعته مع أحد المتسولين ليلة عيد الفطر المبارك مفادها أنه عندما كان يقتني الحلويات لعائلته فوجئ بمتسول يلح عليه الطلب فما كان من محدثنا إلا أن إقتنى له كمية من الحلويات متصورا أنها ستلبي حاجته غير أن المتسول أعاد الحلويات إلى البائع طالبا استبدالها بالنقود. * يتقاضون أجورا لا بأس بها : "رضا الدهماني" هو الآخر تحدث الينا عندما أطلعناه على فحوى الموضوع فقال :" قليلون هم المتسولون الحقيقيون والأغلبية هم عمال بهذا القطاع ... يتقاضون أجورا قد تصل إلى 30 دينارا في اليوم دون القيام بمجهودات تذكر ... خاصة الجالسون في أماكن محددة هم ينتمون إلى عصابات منظمة خاصة بالتسول وربما غياب المراقبة في الفترة الحالية قد شجع على تكاثرهم في شوارع العاصمة التي ليست في الحقيقة ملاذا للتسول بل هي مرآة البلاد..." التسول هو نوع من الإدمان : روى لنا محدثنا س .ز 60 سنة قصة أحد الأمريكيين الذي طلب منه مديره تجسيد دور المتسول لتزويدهم بمعلومات خاصة بالمتسولين فما كان منه إلا ان ظل 3 سنوات يعاين هذه الظاهرة وعندما قدم الدراسة لمديره قاموا بترقيته إلا أنه رفض وأصر على مواصلة التسول لأنها أولا مربحة وثانيا لأنه أدمن عليها . كثير من المتسولات الحاملات لأطفال رضع : في إطار جولتنا في شوارع العاصمة حاولنا الحديث مع المتسولين وخاصة النساء الحاملات لأطفال رضع غير أننا فوجئنا بالكثير منهن إما يثرن رافضات الإدلاء بأي معلومات وإما يتظاهرون "بالبكم" لتفادي الإجابة عن أسئلتنا .