في كل مرة تضطرنا فيها الظروف الى ملازمة شاشة التلفزة الوطنية ومتابعة عبد الخالق السعداوي في بلاتوه الرياضة على القناة الوطنية سواء من خلال تقديمه لاحدى الحصص الرياضية أو عبر تعليقه على بعض المباريات الا واستفزنا خطاب السعداوي الخشبي الذي يقطر عطرا بنفسجيا...عبد الخالق السعداوي أو الوريث الشرعي لتوفيق العبيدي يصر دوما في كل مرة يختلي بنا على شكر الجميع وتنهمر من لسانه العبق عبارات الشكر والثناء بموجب او دونه وفي حصة اليوم لم يحد السعداوي عن القاعدة وشكر الجميع دون استثناء ممن امنوا لنا فرجة رائقة ولم يبق سوى نسر البطولة لم يخصه صاحبنا بشكر خاص... السعداوي شكر مخرج الحصة لأنه امن إخراجها وشكر زملاءه المتواجدين على الميدان وشكر مصلحة الرياضة التي تأويه وشكر توفيق العبيدي لإعداده الحصة ووعد بالمزيد خلال الموسم القادم وكان الأمر لم يكن ليستقيم والبطولة لم تكن لتستمر لولا تضحيات رجال الرياضة في صلب التلفزة التونسية... السعداوي يستفزك إلى درجة انك تنفر من القناة الوطنية والكرة التونسية وتلجأ نحو بر جديد... السعداوي يصر دائما على إظهار نفسه وكأنه صاحب الفضل في ‘إعلام ما بعد الثورة ويظهر نفسه على انه قطع مع "روتين" و"بلادة" القناة الوطنية وخلق لنا نمطا إعلاميا جديدا وصورة رقمية معبرة وتغطية فريدة والحال انه لم يتغير شيء في إعلام ما بعد 14 جانفي سوى بعض الوجوه والكثير من الشعارات وعوض أن نسمع القفلة على شاكلة يحيى بن علي أصبحت تحيى تونس والحال أن بن علي ولى الدبر ولن يحي أكثر وتونس ستحيى رغما عن أنوفنا جميعا... عبد الخالق السعداوي وبصريح العبارة لا يملك ملكة التقديم التلفزي لان أنفاسه ثقيلة على المشاهد كما انه يشطح ببصره كثيرا الأمر الذي يشعرنا بالدوار كما أن نرجسيته المفرطة وغير المبررة تجعلك تشعر وكأنه ملهم البوعزيزي وصاحب الفضل في الثورة الباردة التي تعيشها أروقة التلفزة التونسية والحال انه لم يتغير شيء مقارنة بما كان في ما مضى بل يمكن القول ان الوضع ازداد سوءا بما ان حديث المقاهي تقتحم بلاتوهات التلفزة...ثم ان هذه الممارسات التي ينتهجها السعداوي لا يمكن الا ان تزيدنا يقينا بان من تتلمذ على يد الطبال لا يمكن الا ان يكون رقاصا...