بعد مرحلة الهلع والخوف والضغط النفسي الكبير جراء أحداث ثورة 14 جانفي بدأ الهدوء والاستقرار النفسي يعود تدريجيا إلى المجتمع التونسي . وحسب الدكتور سفيان الزريبي أخصائي نفساني فإن حالة من الهلع النفسي إنتابت مجتمعنا بعد قيام الثورة جراء الصدمة السياسية التي لم تكن منتظرة وجراء الخوف على المصالح الشخصية كالعمل والأبناء . وقد تولدت نتيجة الثورة التونسية عديد الأمراض النفسية على رأسها الضغط النفسي "ستراس" وحالات الخوف والرعب وهي ردود فعلي طبيعية كانت تترجم التفاعل التلقائي للتونسي مع الثورة التي أطاحت بالنظام السابق في ما يشبه الحلم .وبعد الاستفاقة من حالة الإرتباك النفسي بدا مجتمعنا يسترجع قواه ويعود إلى هدوئه تدريجيا ويتأقلم مع الأحداث الحاصلة والطارئة ووصف الدكتور الزريبي أشهر جانفي وفيفري ومارس وأفريل بالساخنة جدا وهي أشهر الخوف وإنعدام الثقة والانقباض النفسي لكن كل هذه الإشكاليات عرفت طريقها إلى الانفراج في الأشهر الأخيرة لمجرد الرجوع إلى الروتين اليومي المعهود . وبسؤاله عن أكثر الأمراض النفسية التي يشكو منها التونسي بصفة خاصة ، قال إن هذه الأمراض كثيرة ومتنوعة ولا وجود لخاصية معينة تفصل المجتمع التونسي عن بقية المجتمعات ومن هذه الأمراض الانفصام في الشخصية والضغط النفسي .