حذّر المختصون خلال المؤتمر العلمي الاول للجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسية والخلل الجنسي من انتشار هذا المرض وقدّموا الحجة بأرقام البحوث التي أجريت في الغرض. وأفاد الدكتور الامين صميدة أمين عام الجمعية وأخصائي في أمراض الكلى والمسالك البولية أن الخلل الجنسي بدأ ينتشر في تونس ولكن المريض الى حدّ الآن يتّجه الى أطباء مختلفي الاختصاصات كطب الكلى والمجاري البولية أو الطب العام. واعتبر أن المريض حاليا يحتاج الى أهل الاختصاص تفاديا لتعكر الحالة. وأضاف ان الجمعية قامت ببحث ميداني للتعرف على نسبة تواجد المرضى بمختلف مناطق الجمهورية. ودام البحث شهرين من بداية جانفي الى 29 فيفري 2004، وبلغت العينة 353 مريضا يشكون من الخلل الجنسي وهو ما يمثّل حسب افتراضنا نسبة 3 من المرضى الذكور المصابين ببلادنا، وتتوزّع العينة على 71.9 من مرضى القطاع العمومي و28.1 من مرض القطاع الخاص. وتبين ان 25 منهم مصابون بمرض السكري و20.4 بمرض ضغط الدم و10.8 بمرض السمنة... وتبين ان 27.7 يدخّنون و42.1 مدخنين سابقين و27 يشربون الكحول بالمناسبات و6.3 بصفة مزمنة. وكشف البحث أن احتداد المرض كان دائما متعدد الاسباب بنسبة 49.6. وذكر الدكتور أن هذا البحث يؤدي الى استنتاج أن أمراض الخلل الجنسي في حاجة الى مزيد البحث في سبل الوقاية وتدعيم الاختصاص. وتحدث الدكتور أكثم ياسين أخصائي في أمراض الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة والامراض الجنسية وأستاذ جامعي بجامعة فلوريدا عن علاج امراض الخلل الجنسي وآخر الابحاث مفيدا ان الثورة التي حدثت على مستوى العلاج هي تلقّي الدواء عن طريق الفم من خلال ظهور بعض الادوية لا سيما منها الفيارا. وأضاف أن نسبة النجاح تصل الى حد الآن 80 علما وأن عديد المرضى المصابين بالسكري او ارتفاع ضغط الدم لا يمكنهم تعاطي هذه الادوية الا مع وجود متابعة من طبيب الكلى والمسالك البولية. وخلص الى القول بأن الابحاث في تقدم حاليا بألمانيا والولايات المتحدةالامريكية وتهتم خاصة بإيضاح الدور الهرموني على مستوى التشريح الدقيق. وعن الخلل الجنسي عند المرأة قال: «تعاني عادة من أمراض البرود الجنسي وصعوبة الوصول الى ذروة اللّذة». وختم بأن الاشكاليات الجنسية تكثر بصفة أكبر لدى الرجال. أفاد الدكتور بوجناح أنّ المجتمع التونسي تطور بما يسمح بالحديث عن المواضيع المسكوت عنها لا سيما منها الامراض الجنسية. ويظهر ذلك من خلال توجه الزوجين معا الى الطبيب للحديث عن الاشكاليات وطلب العلاج. وقال: ان الخلل الجنسي يصل نسبة 20 لدى الفئة العمرية التي تفوق 40 سنة ومعلوم أن المجتمع التونسي ينزع نحو تهرّم القاعدة وهو ما يعني امكانية تزايد نسبة المرض ويفترض أخذ الاحتياطات اللازمة. وأضاف من جهة أخرى: تزايدت عوامل ظهور المرض المتمثلة في تغيّر نمط الحياة والمعيشة والتعرض الى ضغوطات عديدة و»ستراس» متواصل. وأشار أيضا الى مساهمة بعض الامراض في ظهور الخلل الجنسي كأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة اضافة الى مساهمة التدخين وبصفة كبيرة في ظهور المرض. وأفاد أن مرض الخلل الجنسي له انعكاسات عديدة على المصاب حيث يسبب له القلق النفسي والكآبة التي تصل بالعلاقة حدّ الطلاق بسب الشك، كما تؤثر على الحياة المهنية للمصاب. وختم بأنّ الخلل الجنسي يجب اعتباره مرضا كبقية الامراض الأخرى وأخذه بعين الاعتبار من قبل جميع الهياكل والاطراف المعنية.