دخل اليوم اعتصام الكرامة الذي نظمته مجموعة من السجناء السياسين السابقين المنتمين إلى حركة النهضة يومه الثالث في منتزه 9 أفريل مطالبين بتفعيل قانون العفو العام والإسراع في إتمام التعويضات الخاصة بمن شملهم هذا القانون. وكان العفو العام الذي نص عليه مرسوم 22 فيفري شدد على ضرورة التعويض بصغة مجملة غير أنه وإن تم إعادة المنتسبين إلى الوظيفة العمومية لسالف أعمالهم فإن البقية غيبت تماما ولم يتم التعويض لها . "تعرضنا إلى مظلمة حقيقية ". بهذه الكلمات أستهل محدثنا "حسين الغضبان" 55 سنة كلامه قائلا : "حكم علي بالسجن 67 سنة لتهم مختلفة ، الانتماء إلى جماعات غير مرخص لها التآمر على أمن الدولة ، الإرهاب ...قضيت منها 17 سنة ...وعندما خرجت من السجن وجدت نفس مهمشا كغيري من السجناء ولا بد لنا من تعويض لترميم ما حصل لنا من ظلم من قبل النظام السابق معنويا وماديا" . *صعوبة الإندماج : اما عن اندماجهم في صيرورة الحياة العادية يؤكد "يوسف الناجي" وهو أحد المعتصمين واب لثلاثة أبناء على أنه عندما خرج من السجن وجد أبناءه كبارا في السن ولا "يعرفونه" . وفي محاولة لاستعادة آحلامه في الحياة ، اجتاز امتحان الباكالوريا آداب بنجاح سنة 2002 ليجد نفسه اليوم "مجرد تاجر متجول" على حد تعبيره *دمعة وإبتسامة ": وفي بيان للمعتصمين أكد المعتصمون انه رغم ما شهدوه من ألم الفراق والتعذيب المتواصل ومن أحلام تحولت إلى كوابيس وهم جمع من تلاميذ وطلبة ومعطلين عن العمل فإن أقوالهم تفصح عن تفاؤلهم الكبير من أن مطالبهم ستولى بالإهتمام رغم عدم الدخول في مفاوضات رسمية . * رمزية المكان اجمع المحتجون على أن اختيار ساحة 9 أفريل كان له بالاساس معنى رمزيا وهو أن هذا المكان كان يحوي السجن المدني "الذي هدرت فيه زهرة أعمارهم وثانيا لأنه أفضل مكان يمكن أن ينطلقوا منه للمطالبة بالتسريع في آليات للتعويض المادي والمعنوي ليسترجعوا كرامتهم.