تشكيات بالجملة وحالة استنفار شديدة زادت من تعقيد الأمور وتسببت في حالة غليان متواصلة والكل ينتظر قرارات جذرية وفورية حتى يأخذ الجميع فرصهم في التشغيل و يتم القطع مع للاستفراد بالكراسي حتى في أعمار تتجاوز 70 سنة ! تلك هي حالة بعض الهياكل الرياضية التي لها وزنها وثقلها في المشهد الرياضي التونسي وعلى رأسها الجامعة التونسية لكرة القدم وكذلك الرابطة اللتان تستاثران بما نسبته 60% من الأعوان والعملة في صلب هذين الهيكلين مازالوا متمسكين بمقاعدهم رغم إحالتهم على سن التقاعد والأدهى و الأمر أنهم يتمتعون بجرايات شهرية تتراوح بين 800 إلى 900 دينار ! و السؤال الذي يطرح نفسه: ألم يحن الوقت لتجديد الدماء والكف عن هاته الممارسات التي تتنافى شكلا ومضمونا مع مبادئ وأسس قيام الثورة التونسية المجيدة؟ ففي الوقت الذي قامت فيه الثورة التونسية بسبب استفحال داء البطالة وتهميش أصحاب الكفاءات العلمية وذوي الشهائد العليا فانه في المقابل تواصل بعض الهيئات نفس السياسات الاقصائية والمهمشة للكفاءات وأصحاب الشهائد العليا؟؟؟ " التونسية " رصدت آراء بعض الإعلاميين ورؤساء الأندية في الموضوع ... ياسر بلحاج: دعوة ملحة إلى الهياكل الرياضية لضخ دماء جديدة داخل أروقتها... أكد الاعلامي ياسر بلحاج على ضرورة أن تكف بعض الهياكل الرياضية والرابطات عن الاستمرار في انتهاج سياسات عشوائية ملتوية وأن تمنح الأولوية لأصحاب الشهائد العليا وخريجي الجامعات مؤكدا أنه من الضروري ضخ دماء جديدة على مستوى التسيير الإداري موضحا انه من غير المعقول أن يتكون طلبة عددهم بالآلاف في مجال التسيير الرياضي و الاداري ولا يتمتعون بأنصاف فرص التشغيل واقتحام السوق الاقتصادية. ودعا بلحاج إلى ضرورة إيجاد منظومة جديدة قائمة بالأساس على استقطاب الكفاءات وأصحاب الشهائد العليا في مجال التسيير الرياضي والإداري تشمل كل الهياكل الرياضية من الجامعات إلى الرابطات و حتى الوظيفة العمومية على حد قوله التي لم تسلم هي الأخرى من التجاوزات وخرق أبسط قواعد المنظومة التشغيلية والتي تصر على إبقاء المتقاعدين في مناصبهم ومنحهم جرايات شهرية كان من الأولى والأجدر أن تكون لخريجي الجامعات لأنهم أهل الاختصاص وهم الأجدر بها... طارق المجريسي: الهياكل الرياضية فوتت على نفسها التميز والنجاح... وعلى سلطة الإشراف التدخل العاجل من جانبه أكد الصحفي طارق المجريسي أنه ومنذ سنة 2002 تم اعتماد شعبة الاقتصاد الرياضي والتصرف الإداري وكل ما يخص التسيير الإداري الرياضي وتم الاعتماد على الإجازة التطبيقية في الإعداد البدني سنة 2005 وتخرج من هاته الشعب 2000 حامل لشهادة عليا لكن ما راعنا الا أنه من مجموع 2000 من خريجي الجامعات لم يتم استقطاب إلا 10% منهم وهي نسبة ضعيفة جدا في المقابل تستمر الهياكل الرياضية في الإبقاء على أناس يناهزون ال 70 وحتى ال 80 سنة بتعلة الخبرة والأقدمية والدراية بالشؤون الإدارية في الوقت الذي كان فيه من الممكن جدا أن يتحسن التسيير الإداري وكل ما يهم دواليب الإدارة باستقطاب كفاءات كانت ستضمن نجاحها وتألقها وتكون متحمسة بحكم عامل الشباب إلى العطاء والبذل أكثر، لكنها فوتت على نفسها فرصة ذهبية وأنا من هذا المنبر أناشد سلطة الإشراف الحالية إلى التدخل الفوري والعاجل والقطع مع هاته الممارسات لأن هناك أدلة وبراهين مقنعة تؤكد أن هناك أطرافا محسوبة وراء هذه التجاوزات... كما أطالب بتفعيل قرار وزير الشباب والرياضة السابق حين ألغى الاعتمادات المالية المرصودة للملاعب وتجهيزها وصيانتها وأعطى إذنه بإدماج ما بين 1232 و 1322 من خريجي الجامعات وأصحاب الشهائد العليا مع وضع قانون جديد ينظم الهياكل الرياضية للقطع مع هذه التجاوزات لأن الأمر لم يعد مقبولا... حاتم بن آمنة : محاسبة القائمين بهذه التجاوزات من أوكد الأمور ومليارات الترجي والإفريقي من شأنها التعجيل بالحلول ! في نفس الإطار تقريبا دعا الاعلامي حاتم بن آمنة جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها والكف عن هاته المسرحيات السخيفة ومحاسبة كل من قام بهاته التجاوزات اللامقبولة متسائلا عن الهدف من وراء الاستنجاد بالمتقاعدين والحال أن مواهب شابة تنتظر فرصتها موضحا أنه من أوكد الأمور إقامة حفل تكريم للمتقاعدين وشكرهم على مجهوداتهم الجبارة والسنين الطويلة... وإحالتهم فورا على منازلهم وإعطاء الأولوية لأصحاب الشهائد العليا خاصة وأن شعبا جديدة برزت كالتصرف الرياضي و بإمكان الجامعة التونسية لكرة القدم وحتى الرابطة الاستعانة بهم وإعطاؤهم فرصتهم في المنظومة الاقتصادية للبلاد. ولم يخف حاتم بن آمنة أيضا التقصير على هذا المستوى في الجمعيات الرياضية معتبرا أنها بدورها تفتقد إلى العناصر الشابة المشرفة على الدواليب الإدارية والتي كان من المفترض أن تساهم من موقعها في تشغيل أصحاب الشهائد العليا لا أن تقتصر على جلب متقاعدين أو مدربين أو لاعبين سابقين في الإدارة بتعلة خبرتهم الواسعة وإلمامهم بخفايا الإدارة مؤكدا أن " مليارات الترجي والافريقي وكل الأندية التي تفوق ميزانيتها المليار مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتفعيل دور الشباب وعدم حرمانهم من حق أساسي وهو حقل التشغيل..." المنجي بحر: " ديقاج ..." بخفة دمه المعهودة دعا المنجي بحر رئيس النادي الرياضي لحمام الأنف إلى ضرورة محاسبة المتسبب الأول والأخير في الإبقاء على متقاعدين هم في سن متقدمة لا تسمح لهم بمواصلة مسيرتهم المهنية مؤكدا أن شعار " ديقاج "... يجب أن يتحول إلى كل الإدارات والهياكل الرياضية و مضيفا أن الوقت قد حان ليتنحوا ويعطوا الفرصة لغيرهم من الشباب... و الأكيد أن المرحلة تحتم القيام باجراءات فورية و شفافة وتتمتع بالمصداقية والنزاهة مع تفعيل بعض الفصول القانونية و اعتماد قانون جديد يؤكد على ضرورة أن تحتوي كل الإدارات والهياكل الرياضية التونسية على نسبة 50% من حاملي الشهادات العليا والاستثمار في هذا القطاع والمراهنة عليه من شأنه دفع العجلة الاقتصادية للبلاد.