عبَّر العقيد الليبي، معمر القذافي، عن رفضه لاعتراف القوى العالمية والإقليمية بالمجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين، وقال: "إنَّه لا يساوي شيئًا بالنسبة للشعب الليبي". وقال القذافي مخاطبًا القوى التي اعترفت بالمجلس الانتقالي "اعترفوا مليون مرة بما يسمى المجلس الانتقالي. كل قراراتكم لا تساوي شيئًا. كل قراراتكم ستداس تحت أقدام الشعب الليبي. طز في قراراتكم"، وسط حفاوة من الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في زليتن على بعد 150 كلم في شرق طرابلس. وكانت القوى الدوليَّة والإقليمية المجتمعة باسطنبول، في إطار مجموعة الاتصال الدوليَّة حول ليبيا، قد اعترفت اول أمس الجمعة، بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار بصفته "السلطة الحكومية الشرعيَّة" في البلاد، وفق البيان الختامي لاجتماع المجموعة في اسطنبول. وجاء في بيان مجموعة الاتصال "إلى حين قيام سلطة انتقاليَّة، اتفق المشاركون على التعاطي مع المجلس الوطني الانتقالي على أنه السلطة الحكوميَّة الشرعية في ليبيا". وقال القذافي عبر مكبرات الصوت بلهجة ساخرة إنّه لا يتصور يومًا أن "الشعب الليبي البطل تمثله حفنة من الخونة الذين فتحوا أبواب بنغازي ومصراته أمام الصليبيين". وأضاف في رابع رسالة يوجهها إلى أنصاره منذ الأول من يوليو "لا أحد يمكنه تمثيل الشعب الليبي، ولا حتى القذافي نفسه". وقال أيضًا: أنا معي خمسة ملايين ليبي مستعدون للشهادة. ولكني لم أصدر أمر الزحف إلى حد الآن. وأضاف أعطي فرصة للناتو أن ينهي عمليته، وللخونة أن يستسلموا أو أن يهربوا بسرعة من ليبيا. وتهجم القذافي مجددًا على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وخاطبه قائلاً: يا ساركوزي يا غبي يا مجنون يا كافر لقد دمرت علاقات فرنسا ومصالح فرنسا وليبيا، نحن نريد علاقات مع الشعوب الفرنسية والإيطالية والبريطانية، لكن قيادات هذه البلدان هم أعداء للإنسانية ويريدون دمار أوروبا والمتوسط، من خلال حملة صليبية ضد الشعب الليبي الآمن. واعتبر القذافي ساركوزي "مجرم حرب شوّه تاريخ فرنسا"، ووصفه بأنّه "يعاني من خلل عقلي". وردت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة بقولها: إنَّ هذه التصريحات تمثل وقاحة وعزلة ديكتاتور يواصل ارتكاب مجازر بحق الشعب الليبي، وليس أمامه أي حل آخر سوى التراجع. وكانت فرنسا ثاني بلد بعد بريطانيا تنضم في 19 مارس إلى الدول المشاركة في الضربات الجوية ضد قوات القذافي التي تخوض معارك دامية مع الثوار.