محرز الحرزلي ناظر أمن كان من بين أعوان الأمن الذين شاركوا في منع المتظاهرين من الوصول إلى القصبة للإعتصام ولكن كان له رأي آخر عندما بدأت عمليات المواجهة حيث وقف بين المتظاهرين و أعوان الأمن رافعا لافتة كتب عليها " يحيا الشعب " . محرز الحرزلي الذي قال :" أريد أن أمرر رسالة مفادها أنّ هذه البلاد هي للجميع و أنّ الكلمة هي كلمة الشعب وبالتالي لا إرادة فوق إرادة الشعب ، و رجال الأمن هم في خدمة الشعب، كفاهم 23 سنة في خدمة السلطة ، فكفانا من خدمة السلطة ، لقد تعبنا دون أن نحصل على مقابل ، إنها الفرصة التاريخية من أجل خدمة الشعب .. من أجل توفير الأمن للشعب .. من أجل أن نمنحه الفرصة للتعبير .. وبالتالي يجب أن نكون متضامنين مع شعبنا." ، هذا هو كلام محرز يوم الجمعة ، محرز ذكرني تماما بذلك العون ، عون الأمن الذي بكى يوم 13 جانفي وهو يشاهد ذلك الحشد الهائل من التونسيين الطامحين أمام وزارة الداخلية يصيحون جميعا " dégage , dégage " ، هذا هو عون الأمن الذي يريده الشعب ، غيورا على شعبه ، لا هدف له غير خدمة شعبه و حماية ممتلكاته و أمنه .. محرز تحدث اليوم عبر إحدى الإذاعات قائلا :" لقد تم إيقافي عن العمل في انتظار انعقاد مجلس التأديب ." و أضاف :" يوم 13 جانفي كانت مصالحة مع الشعب و بالنسبة لي لم تكن المصالحة شعارا بل التزاما ، كان علينا أن نحترم حرية التظاهر و حرية التعبير و حرية المصير ولكن للأسف عندما خرجت لأقول بأن شعبي له الحق في التعبير و التظاهر أجد نفسي موقوفا .. أثناء المظاهرة اعتبرتها فرصة للمصالحة حيث رفعت شعار " يحيا الشعب " واقتربت من المتظاهرين وقلت لهم نحن معكم ثم عدت و اقتربت من رجال الأمن وقلت لهم لماذا هذه العدائية بين الشعب و رجال الأمن و أنا لابس زيّي الرسمي ، فتقبل مني المتظاهرون ذلك وقالوا هذه هي المعاملة التي نريدها .. هناك الأغلبية من رجال الأمن شرفاء لكن ضغوطات العمل من جهة و التعليمات من جهة أخرى تحول دون تفاعل رجل الأمن ايجابيا مع الشعب .. فتمّ اعتقالي من قبل زملائي ثم تم إيقافي عن العمل بالرغم من أنّي لم أفعل ما يسيء إلى سلك الأمن .. وقضيتي هي أنّي مسست من هيبة وزارة الداخلية بينما كانت غايتي تتمثل في إيجاد مصالحة بين جهاز الأمن و الشعب .. " .. هذا هو محرز الذي تحدثت عنه أغلب المنتديات على أنه رجل الأمن الذي يريد أن يتعامل معه الشعب ، فهل سيعاقب بسبب "هيبة الأمن " أم سيجازى بسبب " حبّه للشعب " ؟ .