يبدو أن معاناة فرق التلفزة الوطنية أثناء أدائها لمهامها لم تصل بعد إلى نهاية الطريق فبعد سلسلة من الاعتداءات اللفظية و الجسدية منذ اندلاع الثورة بمختلف ولايات الجمهورية و خاصة من قبل المحتجين و آخرها الأسبوع الفارط باحتجاز فريق لمدة أربع ساعات في سيدي عثمان بطريق ماطر و كذلك بعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين قسم الأخبار بالوطنية الأولى و الحكومة و الذي شهد ذروته في كيفية معاملة الوزير الأول المؤقت لصحفية القناة الأولى في جلسة حوار الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وكذلك بيان وزارة الداخلية المتهم بالتهييج الإعلامي وكذلك خطاب السيد الباجي قائد السبسي صبيحة اليوم والذي أكد عدم استثناء الإعلام الرسمي من هذه الاتهامات كل هذا جعل الفرق التلفزية تقع بين مطرقة الحكومة و سندان المواطن فقد رفض صبيحة اليوم أعوان أحد مراكز أمن العاصمة الإدلاء بأي تصريح لفائدة القناة الأولى أثناء محاولتهم تصوير الأضرار الحاصلة به نفس الموقف حصل بسيدي بوزيد حيث بعد موافقة مبدئية من احد الإطارات الأمنية عاد هذا المسؤول ليتراجع في قراره بتعلة وجود ناطق إعلامي لوزارة الداخلية مهمته اعطاء التصريحات كما قام بعض شباب المنطقة بمطالبة الفريق بمغادرة المكان وإيقاف التصوير بتعلة عدم الثقة في الحكومة و مؤسساتها وعدم نجاح الإعلام في تصوير الواقع الذي يعيشونه وفشله في تغييره حسب مفهومهم لأهداف الإعلام ووظيفته ما يتبادر للذهن بعد هذا السرد هو المثل الشعبي القائل " كي لحمة الكرومة متاكلة ومذمومة"